حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرًا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرًا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه : بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك .
الشيخ : المبايعة هي المصافحة ، لأنها مأخوذه من الباع وهو الذراع ، وكانت العادة أنهم يبايعون بمد اليد كما قال الله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم .
وهذه البيعة تسمى بيعة النساء لأن الله تعالى قال : يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ... إلى آخره .
وفي قوله : ولا تعصوا في معروف ، ولم يقل ولا تعصوني ، لأن ذلك أعم ، يعني لا تعصوا الله ولا تعصوني .
وقوله : في معروف لا يظن الظان أن لها مفهوما وهو : واعصوني في المنكر ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يمكن أن يأمر بمنكر ، ولكن هذا القيد لبيان الواقع والحال ، وهي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يأمر إلا بمعروف .
ونظير هذا قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم فهل لها مفهوم ؟. يعني وإذا دعاكم لما لا يحييكم فلا تجيبوه ؟.
لا ، لكنها لبيان الواقع والحال ، وهو أنه لا يدعوكم إلا لما يحييكم .
ونظير ذلك أيضا قوله تعالى : يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اعبدوا ربكم الذي خلقكم ، هل لها مفهوم ، يعني : ولا تعبدوا ربكم الذي لم يخلقكم ؟. أجيبوا .
الطلاب : لا .
الشيخ : لا ، ولكن هذا لبيان الواقع والحال ، يعني هو الذي خلقكم .
وهذه مسألة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها ، ويسمى هذا القيد عند العلماء القيد الكاشف يعني الصفة الكاشفة المبينة للواقع والحال .
وقوله عليه الصلاة والسلام : فمن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له أخذ العلماء من هذا : أن الحدود كفارة للذنوب ، يعني أن الإنسان إذا زنى وأقيم عليه الحد كان ذلك كفارة له ، ما لم يزن مرة أخرى ، فإذا زنى مرة أخرى احتاج إلى توبة أو كفارة .
وقوله : عوقب به بالدنيا يعم العقوبة البدنية التي من فعل الخلق كالحدود والتعزيرات ، وكذلك العقوبة القلبية أو العقوبة البدنية التي من الله فكلها عقوبة قال الله تعالى : ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير .
قال : ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك . هذا العموم ليس مرادا ، لأن قوله : من ذلك المشار إليه ما سبق ومنه الشرك بالله ، والشرك بالله لا يدخل في هذه العبارة لماذا ؟ .
لأن الله يقول : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، فيستفاد من هذا أن النصوص قد تأتي عامة ويراد بها بعض أفراد العموم لا كل أفراد العموم ، ويسمى عند بعض الفقهاء أو عند بعض الأصوليين العام الذي أريد به الخاص .
وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن فاعل المعاصي قد يستر وقد يكشف ، وهو الواقع فإن الإنسان قد يستر الله عليه ويفعل المعاصي الكثيرة ولا يطلع عليه أحد ، وقد يفعل المعاصي ويطلع عليه الناس أحيانا ، يطلعون عليه من جهة حاله ووجهه وتصرفاته ، وأحيانا هو بنفسه ينطق وإن لم يختر بأنه فعل كذا وكذا .
وما من إنسان يفعل معصية إلا أظهرها الله كما قال حسن البصري - رحمه الله : " إلا الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه " قد يفلت ويقول كلمة تدل ما حصل من المعصية ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر دائما من استغفار الله ، طلب المغفرة ،نعم .
السائل : ...
الشيخ : لا ، الهمزة على كرسي .
السائل : ...
الشيخ : لا مهو أنا عندي على كرسي ، كرسي . القاعدة الإملائية هكذا .
الشيخ : المبايعة هي المصافحة ، لأنها مأخوذه من الباع وهو الذراع ، وكانت العادة أنهم يبايعون بمد اليد كما قال الله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم .
وهذه البيعة تسمى بيعة النساء لأن الله تعالى قال : يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ... إلى آخره .
وفي قوله : ولا تعصوا في معروف ، ولم يقل ولا تعصوني ، لأن ذلك أعم ، يعني لا تعصوا الله ولا تعصوني .
وقوله : في معروف لا يظن الظان أن لها مفهوما وهو : واعصوني في المنكر ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يمكن أن يأمر بمنكر ، ولكن هذا القيد لبيان الواقع والحال ، وهي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يأمر إلا بمعروف .
ونظير هذا قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم فهل لها مفهوم ؟. يعني وإذا دعاكم لما لا يحييكم فلا تجيبوه ؟.
لا ، لكنها لبيان الواقع والحال ، وهو أنه لا يدعوكم إلا لما يحييكم .
ونظير ذلك أيضا قوله تعالى : يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اعبدوا ربكم الذي خلقكم ، هل لها مفهوم ، يعني : ولا تعبدوا ربكم الذي لم يخلقكم ؟. أجيبوا .
الطلاب : لا .
الشيخ : لا ، ولكن هذا لبيان الواقع والحال ، يعني هو الذي خلقكم .
وهذه مسألة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها ، ويسمى هذا القيد عند العلماء القيد الكاشف يعني الصفة الكاشفة المبينة للواقع والحال .
وقوله عليه الصلاة والسلام : فمن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له أخذ العلماء من هذا : أن الحدود كفارة للذنوب ، يعني أن الإنسان إذا زنى وأقيم عليه الحد كان ذلك كفارة له ، ما لم يزن مرة أخرى ، فإذا زنى مرة أخرى احتاج إلى توبة أو كفارة .
وقوله : عوقب به بالدنيا يعم العقوبة البدنية التي من فعل الخلق كالحدود والتعزيرات ، وكذلك العقوبة القلبية أو العقوبة البدنية التي من الله فكلها عقوبة قال الله تعالى : ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير .
قال : ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك . هذا العموم ليس مرادا ، لأن قوله : من ذلك المشار إليه ما سبق ومنه الشرك بالله ، والشرك بالله لا يدخل في هذه العبارة لماذا ؟ .
لأن الله يقول : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، فيستفاد من هذا أن النصوص قد تأتي عامة ويراد بها بعض أفراد العموم لا كل أفراد العموم ، ويسمى عند بعض الفقهاء أو عند بعض الأصوليين العام الذي أريد به الخاص .
وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن فاعل المعاصي قد يستر وقد يكشف ، وهو الواقع فإن الإنسان قد يستر الله عليه ويفعل المعاصي الكثيرة ولا يطلع عليه أحد ، وقد يفعل المعاصي ويطلع عليه الناس أحيانا ، يطلعون عليه من جهة حاله ووجهه وتصرفاته ، وأحيانا هو بنفسه ينطق وإن لم يختر بأنه فعل كذا وكذا .
وما من إنسان يفعل معصية إلا أظهرها الله كما قال حسن البصري - رحمه الله : " إلا الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه " قد يفلت ويقول كلمة تدل ما حصل من المعصية ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر دائما من استغفار الله ، طلب المغفرة ،نعم .
السائل : ...
الشيخ : لا ، الهمزة على كرسي .
السائل : ...
الشيخ : لا مهو أنا عندي على كرسي ، كرسي . القاعدة الإملائية هكذا .
الفتاوى المشابهة
- معنى حديث: (بايع النبي صلى الله عليه وسلم بع... - ابن عثيمين
- تتمة .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت -... - ابن عثيمين
- حديث من بايع النبي على صلاتين فقط - ابن عثيمين
- فوائد حديث : دعانا النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- بايع بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ع... - ابن عثيمين
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو... - ابن عثيمين
- من أجرى عليه الحد هل له عقاب يوم القيامة - اللجنة الدائمة
- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم ب... - ابن عثيمين
- حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام بن... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا ابن عيينة عن ال... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري ق... - ابن عثيمين