تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإ... - ابن عثيمينالسائل : أحسن الله إليكم ، ما في هذا الحديث دليل إلى ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله .الشيخ : من ؟. السائل : من أنه ليس مغفرة الذنوب ما تقدم وما تأخر ...
العالم
طريقة البحث
هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية من أن غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أحسن الله إليكم ، ما في هذا الحديث دليل إلى ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله .

الشيخ : من ؟.

السائل : من أنه ليس مغفرة الذنوب ما تقدم وما تأخر منها إلا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟.

الشيخ : من ؟.

السائل : يعني شيخ الإسلام قال : من الذنوب مغفرة ما تقدم وما تأخر ، إنما هو خاص للنبي .

الشيخ : نعم .

السائل : دون من سواه ، أقول هل يؤخذ من الحديث ما يؤيد قوله ؟

الشيخ : من أي وجه ؟.

السائل : الوجه أحسن الله إليكم ، إنه قالوا : إنا لسنا كهيئتك .

الشيخ : قد غفر الله لك .

السائل : إيه ، ثم بينوا له هيئته أن الله غفر له لم ما تقدم وما تأخر .

الشيخ : نعم .

السائل : فهم لن يغفر لهم ما تقدم وما تأخر .

الشيخ : إي نعم ، هو لا شك إن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله صحيح ، وتصحيح بعض المتأخرين ، لبعض الأحاديث التي جمعت بين ما تقدم وما تأخر غير صحيح ، لأن العبرة كما قلت لكم كثيرا ، العبرة بالقواعد العامة التي تعتبر أسس الشريعة ، أما الروايات الفردية فهي نقل ، نقل الإنسان قد يخطئ وقد يصيب ، لا سيما أنه لم يرد في الصحيحين ولا أحدهما ذكر مغفرة ما تقدم وما تأخر من الذنوب أبدا ، ما ذكرت .
فالصحيح أن كلما مر عليك حديث فيه : أن من عمل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو حديث ضعيف ، أحكم عليه بالضعف ، وقد أوردنا في جلسة سابقة ، حديث أهل بدر وأجبنا عنه ، لأن أهل بدر قال الله لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، أجبنا عنه بأن ما فعلوه من الحسنة العظيمة الكبيرة تكون قاضية على كل ذنب يأتي بعد ذلك دون الكفر .
ونذكر الآن أن في هذا الحديث بشارة لأهل بدر ، بأنهم لن يكفروا ، لأن الكفر لا يكفره العمل الصالح ، أو بأنهم لو كفروا لوفقوا إلى التوبة وماتوا على الإسلام ، مع أني لا أعلم أن أحدا من أهل بدر ارتد عن دينه ، حتى حاطب رضي الله عنه لم يرتد عن دينه ، لما أخبر قريشا بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد الاتجاه إليهم ، ليس ذلك ردة عن دينه ، ولا رغبة في الكفر ، لكن دكر أسبابا تأول فيها رضي الله عنه ، فعذره النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى استأذن في قتله ، فقيل : إنه شهد بدرا ، وما يدريك أن الله اطلع إلى أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .

Webiste