تتمة شرح حديث: عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما الحديث الذي هو حديث عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون وهذا كالتفسير لقوله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وكالتطبيق لقوله : ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به فقال الله : قد فعلت .
لا يمكن أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا بما لا يطيق ، لأن هذا ينافي روح الشريعة ، فإن الشريعة كلها يسر ، ثم إنهم اعترضوا قالوا : لسنا كهيئتك ، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فبينوا الحكم والعلة ، الحكم : لسنا كهيئتك ، العلة : إن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يعني : ونحن إيش ؟.
لم يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ، فيغضب النبي عليه الصلاة والسلام ، والغضب معروف ، وما كان من الأمور النفسية فإن تعريفه لفظه ، لا يعرف بأكثر من لفظ ، لو أنك قلت الغضب : غليان دم القلب لطلب الإنتقام ، هل يعرفه الناس ؟، العامي لو تقول الغضب : أن يغلي دم قلبك لطلب الإنتقام ، ماذا يقول ؟ .
يقول : قلبي ليس في قدر على النار حتى يغلي ، ويتعجب من هذا التعريف ، كما لو قال قائل : النوم غشية ثقيلة تغطي المخ حتى يذهب الوعي ، أعتقد أن لو قلت للعامي هذا ما وضع رأسه على الوسادة ، يخشى منين ؟. يخشى من الغشية ، غشية ثقيلة ، فالمهم أن هذه الأمور النفسية لا تحد بأكثر من لفظها ، الكراهة ، البغض ، المحبة ، المودة ، ما تفسر بأكثر من هذا .
كان يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ، يعني حتى يظهر الغضب على وجهه ، وما الذي يكون على الوجه ؟.
السائل : أثر الغضب .
الشيخ : أثر الغضب ، لكن وش يكون يعني ؟.
السائل : احمرار العين .
الشيخ : يحمر ، يحمر وجهه ، وعيناه ، كما مر علينا قبل قليل ، وكذلك في صحيح مسلم ، وكذلك أيضا تنتفخ أوداجه ، فالرسول يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ، يعني من اعتراضهم ومحبتهم لما يكلفهم ، مع أنه خلاف ما تقتضيه الشريعة .
ثم يقول : إنا أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ، أنا هذي خبر إن ، وجاءت بالضمير المنفصل لتعذر الضمير المتصل ، نعم .
في هذا الحديث من الفوائد :
أنه لا ينبغي للإنسان أن يكلف نفسه بالعمل ، وأنه إذا تعارض عنده عمل أفضل من غيره ، لكنه يجد من نفسه الملل والتعب ، وأنه يرتاح غلى عمل آخر مفضول فإنه يقدم العمل المفضول إلا في الواجبات ، الواجبات لا بد منها .
وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما من الذنب ، لقولهم : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأقرهم ، ولم يقل أني لا أذنب ، وهذا كقوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
قال بعض العلماء الذين يريدون أن ينزهوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الذنوب ، قالوا : المراد بالذنب ، ذنب أمته ، فيقال هذه خطأ ، فإن الله قال : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ، بعدها ؟، وللمؤمنين والمؤمنات فأثبت ذنبه وأثبت ذنوب المؤمنين والمؤمنات ، ولكن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمتاز بأنه لا يمكن أن يقر على ذنب ، لا يمكن أن يقر على ذنب ، بل لا بد أن ينبه عليه وأن يتوب إلى الله منه ، ودليل ذلك قوله تعالى : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك صدقوا وتعلم الكاذبين فقال : عفا الله عنك ، وقال الله له : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وقال الله تعالى : عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى لكن غيره قد يستمر في المعصية دون أن يوفق للتخلص منها .
كذلك أيضا ممنوع النبي عليه الصلاة والسلام من كل شرك ، لا يمكن أن يكون فيما قاله أو فيما فعله شيء من الشرك .
كذلك معصوم من الكذب ، والخيانة ، لأن ذلك ينافي ما جاءت به الرسالة ، ويخدش في صحة الرسالة ، لو قدر أنه يجوز عليه الكذب والخيانة ، لكان هذا قدحا في الرسالة .
كذلك معصوم من سفاسف الأخلاق ، لأن الله قال : وإنك لعلى خلق عظيم فسفاسف الأخلاق كالزنا واللواط وما أشبه ذلك ، هذا معصوم منه الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن هذا ينافي الخلق ، أما الأشياء الأخرى التي لا تنافي ما ذكر فإنها جائزة عليه لكن يمتاز بأنه لا يقر عليها ، خلاص .
لا يمكن أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا بما لا يطيق ، لأن هذا ينافي روح الشريعة ، فإن الشريعة كلها يسر ، ثم إنهم اعترضوا قالوا : لسنا كهيئتك ، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فبينوا الحكم والعلة ، الحكم : لسنا كهيئتك ، العلة : إن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يعني : ونحن إيش ؟.
لم يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ، فيغضب النبي عليه الصلاة والسلام ، والغضب معروف ، وما كان من الأمور النفسية فإن تعريفه لفظه ، لا يعرف بأكثر من لفظ ، لو أنك قلت الغضب : غليان دم القلب لطلب الإنتقام ، هل يعرفه الناس ؟، العامي لو تقول الغضب : أن يغلي دم قلبك لطلب الإنتقام ، ماذا يقول ؟ .
يقول : قلبي ليس في قدر على النار حتى يغلي ، ويتعجب من هذا التعريف ، كما لو قال قائل : النوم غشية ثقيلة تغطي المخ حتى يذهب الوعي ، أعتقد أن لو قلت للعامي هذا ما وضع رأسه على الوسادة ، يخشى منين ؟. يخشى من الغشية ، غشية ثقيلة ، فالمهم أن هذه الأمور النفسية لا تحد بأكثر من لفظها ، الكراهة ، البغض ، المحبة ، المودة ، ما تفسر بأكثر من هذا .
كان يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ، يعني حتى يظهر الغضب على وجهه ، وما الذي يكون على الوجه ؟.
السائل : أثر الغضب .
الشيخ : أثر الغضب ، لكن وش يكون يعني ؟.
السائل : احمرار العين .
الشيخ : يحمر ، يحمر وجهه ، وعيناه ، كما مر علينا قبل قليل ، وكذلك في صحيح مسلم ، وكذلك أيضا تنتفخ أوداجه ، فالرسول يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ، يعني من اعتراضهم ومحبتهم لما يكلفهم ، مع أنه خلاف ما تقتضيه الشريعة .
ثم يقول : إنا أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ، أنا هذي خبر إن ، وجاءت بالضمير المنفصل لتعذر الضمير المتصل ، نعم .
في هذا الحديث من الفوائد :
أنه لا ينبغي للإنسان أن يكلف نفسه بالعمل ، وأنه إذا تعارض عنده عمل أفضل من غيره ، لكنه يجد من نفسه الملل والتعب ، وأنه يرتاح غلى عمل آخر مفضول فإنه يقدم العمل المفضول إلا في الواجبات ، الواجبات لا بد منها .
وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما من الذنب ، لقولهم : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأقرهم ، ولم يقل أني لا أذنب ، وهذا كقوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
قال بعض العلماء الذين يريدون أن ينزهوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الذنوب ، قالوا : المراد بالذنب ، ذنب أمته ، فيقال هذه خطأ ، فإن الله قال : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ، بعدها ؟، وللمؤمنين والمؤمنات فأثبت ذنبه وأثبت ذنوب المؤمنين والمؤمنات ، ولكن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمتاز بأنه لا يمكن أن يقر على ذنب ، لا يمكن أن يقر على ذنب ، بل لا بد أن ينبه عليه وأن يتوب إلى الله منه ، ودليل ذلك قوله تعالى : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك صدقوا وتعلم الكاذبين فقال : عفا الله عنك ، وقال الله له : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وقال الله تعالى : عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى لكن غيره قد يستمر في المعصية دون أن يوفق للتخلص منها .
كذلك أيضا ممنوع النبي عليه الصلاة والسلام من كل شرك ، لا يمكن أن يكون فيما قاله أو فيما فعله شيء من الشرك .
كذلك معصوم من الكذب ، والخيانة ، لأن ذلك ينافي ما جاءت به الرسالة ، ويخدش في صحة الرسالة ، لو قدر أنه يجوز عليه الكذب والخيانة ، لكان هذا قدحا في الرسالة .
كذلك معصوم من سفاسف الأخلاق ، لأن الله قال : وإنك لعلى خلق عظيم فسفاسف الأخلاق كالزنا واللواط وما أشبه ذلك ، هذا معصوم منه الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن هذا ينافي الخلق ، أما الأشياء الأخرى التي لا تنافي ما ذكر فإنها جائزة عليه لكن يمتاز بأنه لا يقر عليها ، خلاص .
الفتاوى المشابهة
- تتمة تفسير قوله تعالى: (( كانوا قليلا من الل... - ابن عثيمين
- فوائد مستنبطة من شرح الحديث - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تقول مشكلتي أنني حينما أشاهد ما يغضب الله أص... - ابن عثيمين
- معنى "ما تقدم من ذنبه وما تأخر" في الحديث - ابن باز
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإ... - ابن عثيمين
- فائدة : كل حديث ورد فيه " غفر له ما تقدم من... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة عن هشام ع... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث: عائشة قالت كان رسول الله صلى... - ابن عثيمين