تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة عن هشام ع... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا محمد بن سلام قال : أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت :  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قا...
العالم
طريقة البحث
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا محمد بن سلام قال : أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا : إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله ، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول : إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا .

الشيخ : هذا لا شك فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمنا بالله ، وإذا كان أعلمنا بالله فهو أشدنا إيمانا بالله ، لأنه كلما قويت المعرفة بالله ، قوي الإيمان به ولكنها المعرفةُ المبينة على التعظيم وعلى الإحترام ، ليست المعرفة المبنية على التشخيص والتجزئة وما أشبه ذلك مما قد يرد على بعض طلبة العلم ، إذا مرت عليهم صفات الله قاموا يفتتونها كأنما يشرحون جسد آدمي ، نسأل الله العافية ، هذا لا يزيد القلب إيمانا ، بل لو رجعت إلى إيمان مثل هذا لوجدت أن إيمان العجوز أقوى منه وخير منه في التعظيم ، لكن المعرفة المبنية على المحبة والتعظيم والاحترام والهيبة من الله عز وجل ، واحترام جلاله سبحانه وتعالى هذه هي التي تزيد في الإيمان ، لأنه كلما قويت معرفتك بالله ومعاني صفاته عز وجل ، ازددت محبة له .
إذا ذكرت أوصاف الإحسان والإنعام ازددت محبة لله عز وجل ، وإذا ذكرت أوصاف السلطان والعظمة ازددت خوفا منه ، فتجمع في سيرك إلى الله بين ؟.

السائل : بين الخوف والرجاء .

الشيخ : الخوف والرجاء ، ولهذا يقال : " من كان بالله أعرف كان منه أخوف "، ويقال : " أحبوا الله لما يغدوكم به من النعم"، فالعبارة الأولى فيها الخوف ،والعبارة الثانية فيها المحبة ، فمن كان في الله أعرف فلا شك أنه يحب الله أكثر ، ويخافه أكثر ، لكن كما قلت لكم ، معرفة إجلال وتعظيم واحترام وهيبة ، وأن يكون جناب الربوبية محترما عندك ، معظما .
إنما المؤمنون الذي إذا ذكروا الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وانظروا الفرق بيننا وبين الإمام مالك رحمه الله ، مالك لما سئل عن الاستواء فقيل كيف استوى ؟، ماذا قال ؟.
خجل ، خجلا عظيما ، وأطرق برأسه وجعل يتصبب عرقا ، هيبة وخوفا ووجلا ، ثم رفع رأسه وقال كلماته المشهورة ، لكن الواحد منا ، يقال له كيف استوى ؟. وماذا يكون القلب ؟.
يتحرك أو ما يتحرك ، يمكن ما نقول إن الناس سواء ، قد يتحرك قلب الإنسان ويقول : سبحان الله تسأل عن كيفية صفة من صفات الله ، الله أجل وأعظم من أن يسأل عن كيفية صفاته ، وقد يتلقاها القلب ببرودة ، فالناس يختلفون .
لكن وصيتي لكم أن تعظموا الله عزوجل ، وأن يكون الله تعالى في قلوبكم أعظم من كل شيء ، وأن تحترموا جنابه سبحانه وتعالى ، يعني تحترموا كل ما يكون من جانب الله ، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لعلمه بالله وهو أعلمنا بالله ، كان أتقانا لله ، قال عليه الصلاة والسلام ، ثم يقول : إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا وصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، والله إنه لأعلمنا بالله وأتقانا لله ، وهو يغضب لماذا ؟ .
لأنه رأى من أصحابه شدة ، وتكلفا في العمل ، وأمرهم من الأعمال بما يطيقون ، فقالوا : إنا لسنا كهيئتك ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب عليه الصلاة والسلام حتى يعرف الغضب في وجهه ، ثم يقول هذا الكلام .
الشاهد من هذا أن المعرفة فعل القلب وعند كثير من العلماء أن المعرفة قول القلب ، لأن المعرفة هي عبارة عن معرفة الإنسان ربه ، فهي اعتقاد وقول ، وأما فعل القلب فهو حركة القلب كالمحبة والرجاء والتوكل وما أشبه ذلك ، وهذا القول أقرب أن هناك فرقا بين قول القلب وهو معرفته ويقينه ، وبين عمل القلب ، عمل القلب عمل ، حركة ، خوف ، رجاء ، محبة ، توكل ، وما أشبه ذلك .
وفيه إشارة إلى أن أعمال القلوب من الإيمان وهو كذلك ، ولهذا جعل الله أعمال القلوب كسبا ، فقال جلا وعلا : ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم فجعل عمل القلب كسبا ، والكسب لا شك أنه عمل ، لا شك أنه عمل ، والمراد بالكسب هنا فصلته آية المائدة ، وهي قوله : ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان والله أعلم .

السائل : شيخ .

الشيخ : نعم .

Webiste