حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح ح و حدثني إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي قال حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين أراه السائل عن الساعة قال ها أنا يا رسول الله قال فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا فليح ح و حدثني إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا محمد بن فليح قال : حدثني أبي قال : حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم : بل لم يسمع ، حتى إذا قضى حديثه قال : أين أراه السائل عن الساعة ؟ قال : ها أنا يا رسول الله ، قال : فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها ؟. قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
الشيخ : الله المستعان . هذا الباب أراد البخاري رحمه الله أنه لا يلزم المسؤول ، لا يلزم المسؤول أن يقطع حديثه ليجيب السائل ، بل له أن يمضي في حديثه ثم يسأل بعد عن السائل ، هذا إذا كان يريد أن يجيبه ، أما إذا كان لا يريد أن يجيبه فالأمر ظاهر ، وذلك أن الإنسان لا يلزمه أن يجيبه كل سائل ، بل قد يكون من المسائل ما لا تنبغي الإجابة إليه ، كما لو كان يحصل في الإجابة عن الفتنة ، أو شر وبلاء .
ولا يلزم الجواب أيضا إذا علمت أن السائل إنما يريد الاعنات والإشقاق ، لا يريد الحق ، كما يوجد من بعض الناس ، يجي يسأل المفتي من أجل أن يعنته ويشق عليه ، ويحرجه ، فتجده مثلا : إذا أفتاه قال : نعم ، وش الدليل ؟، قال : الدليل كذا وكذا ، قال : ما وجه الدلالة ؟، قال : وجه الدلالة كذا وكذا ، قال : ألا يحتمل أن يكون كذا وكذا ؟. ثم يحرجه ، هذا سوء أدب .
كذلك أيضا بعض الناس يستفتي لا للفائدة ، ولكن من أجل أن يرى ما عند المفتي هذا حتى يستفتي آخر فإذا استفتاه قال : قال فلان كذا وكذا ، وأنت تقول : كذا وكذا ، نعم ، هذا موجود ، لا سيما في زماننا هذا الآن لما كثر والحمد لله طلبة العلم وصار كل إنسان يفتي بما أراه الله عزوجل وبما بلغه من العلم ، صار الناس يختلفون ، فتجد العامة يأتي إلى هذا ويستفتيه ويقول طيب ، نذهب إلى فلان ، ذهب إلى فلان أفتاه ، قال : والله أنا سألت فلان أمس قال كذا وكذا خلاف ما تكلم ، وهذا كثير .
فإذا علمت أو يعني ظهر لك من ملامح الرجل أنه إنما يريد الاعنات والإشقاق ، أو يريد ضرب أقوال العلماء بعضهم ببعض فلا حرج عليك أن تقول : لا أفتيك ، لأن الله خير نبيه في إفتاء أهل الكتاب الذين لا يردون الحق قال : فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم .
لكن من علم أن السائل يستطعم حقيقة العلم وجب عليه أن يفتيه إذا كان لا يترتب على ذلك مفسدة ، لكن له أن يمضي في حديثه إلى أن ينتهي ، وهذا الحديث ظاهر فيه .
ولكن الأخ مصطفى قرأ : أين أراه السائل ، أين أراه السائل ؟. وأرى تنصب مفعولين ، والهاء المفعول الأول والسائل المفعول الثاني ، فأجب عن نفسك يا مصطفى ؟.
القارئ : ...
الشيخ : عندك .
القارئ : السائل يا شيخ ؟.
الشيخ : هاه .
السائل : عندنا مرفوعة .
الشيخ : هو قرأها بالرفع ، فأنا أريد أن يدافع الآن عن قراءته .
السائل : ...
الشيخ : أنا أسأل واحدا .
القارئ : لكن أليست معنى أظن يا شيخ ،
الشيخ : أي نعم .
القارئ : إيوة
الشيخ : وأظن تنصب مفعولين .
القارئ : مفعولين ، طيب .
الشيخ : إيه ، فكيف قال السائلُ .
القارئ : الهاء المفعول الأول .
الشيخ : طيب ، والسائل ؟.
القارئ : كائنا يا شيخ .
الشيخ : هاه ،
القارئ : كائنا مقدر يعني ؟.
الشيخ : ما يستقيم ، الجواب على هذا : أرى ، جملة معترضة ، أرى : جملة معترضة ، وأصل الكلام أين السائل ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما قال : أين أراه السائل ؟، قال : أين السائل ؟ لكن الراوي شك في هذه الكلمة فأدخل جملة معترضة ، وهي قوله : أراه : أي أظن ، أظنه قال أين السائل ؟، وعلى هذا فتكون الجملة معترضة ، نعم ، والسائل مبتدأ خبره أين مقدم ، وإن شئت فقل أين مبتدأ ، والسائل خبر لكن إذا كان ما بعد الاستفهام معرفة فالأحسن يعرب هو المبتدأ وما سبق هو الخبر .
أجاب النبي عليه الصلاة والسلام عن سؤاله : متى الساعة ؟، قال : إذا ضيعت الأمانة ، فاستفهم الأعرابي ، فقال : كيف إضاعتها ، قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
الله المستعان ، إذا ننتظر الساعة من زمان ، إذا وسد الأمر ، الأمر هذه أل هذه للعموم ، ويحتمل أنها للعهد ، إن قلنا للعموم صار المراد بهذا في ذلك كل الأمور ، كل الأمور ، والولايات الصغيرة والكبيرة من إدارة المدرسة إلى إدارة التعليم إلى الوزارة إلى ما هو أكبر من ذلك ، هذا إذا قلنا أل للعموم .
أما إذا قلنا أنها للعهد والمراد بالأمر أمر الناس ، صار المراد بذلك الولاية العامة ، الولاية العامة ، يعني إذا وسدت الإمامة ، الولاية العامة إلى غير أهلها فانتظر الساعة .
مثال ذلك : وكلنا الأمر ، أمر القضاء إلى قاضي ، قاضي ليس عنده علم ، ليس عنده علم ، هذا وسد الأمر إلى غير أهله أو لا ؟.
إلى غير أهله ، إلى قاض آخر عنده علم لكن له هوى يقلع النخيل من أصولها ، إلى أهل أو غير أهل ؟.
غير أهل ، طيب وكلنا كاتب العدل ، نصبنا كاتب عدل ، كاتب العدل يكتب المبايعات التي بين الناس ، فإذا جاء إنسان يريد أن ينقل ملك أرض ، عقار ، قال لا أكتب إلا إذا جعلتني شريكك ، لأن كاتب العدل يعلم أن هذه الأرضي الآن ستزيد فيقول اجعلي شيء ، ربما يضطرون أن يوافقوا على هذا ، وهذا نوع من الرشوة ، فهل مثل هذا الكاتب ، كاتب العدل ، هل هو أهل لمنصبه ؟.
لا ، وعلى هذا فقس ، إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
ومن ذلك أيضا لو أننا جعلنا في هذا المسجد إماما ، إماما لا يحسن قراءة الفاتحة ، لكنه رجل يعني كبير السن ، وكان إماما من قبل لكنه ما يحسن الفاتحة ، فهل يدخل في هذا أو لا .؟
يدخل في هذا ، فعلى هذا نقول الأمر هنا إذا حملناه على العموم كان إيش ؟.
كان أولى ، إذا حملناه على العموم كان أولى ، فيشمل جميع الولايات ، وربما يؤيد العموم قوله : إذا وسد ، لأن المُوَسَد لا بد له من مُوَسِد فيكون عاما .
إذا انتظار الساعة موجود ؟.
من زمان ، من زمان نحن ننتظر الساعة ، لكن نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة .
السائل : آمين .
الشيخ : الله المستعان . هذا الباب أراد البخاري رحمه الله أنه لا يلزم المسؤول ، لا يلزم المسؤول أن يقطع حديثه ليجيب السائل ، بل له أن يمضي في حديثه ثم يسأل بعد عن السائل ، هذا إذا كان يريد أن يجيبه ، أما إذا كان لا يريد أن يجيبه فالأمر ظاهر ، وذلك أن الإنسان لا يلزمه أن يجيبه كل سائل ، بل قد يكون من المسائل ما لا تنبغي الإجابة إليه ، كما لو كان يحصل في الإجابة عن الفتنة ، أو شر وبلاء .
ولا يلزم الجواب أيضا إذا علمت أن السائل إنما يريد الاعنات والإشقاق ، لا يريد الحق ، كما يوجد من بعض الناس ، يجي يسأل المفتي من أجل أن يعنته ويشق عليه ، ويحرجه ، فتجده مثلا : إذا أفتاه قال : نعم ، وش الدليل ؟، قال : الدليل كذا وكذا ، قال : ما وجه الدلالة ؟، قال : وجه الدلالة كذا وكذا ، قال : ألا يحتمل أن يكون كذا وكذا ؟. ثم يحرجه ، هذا سوء أدب .
كذلك أيضا بعض الناس يستفتي لا للفائدة ، ولكن من أجل أن يرى ما عند المفتي هذا حتى يستفتي آخر فإذا استفتاه قال : قال فلان كذا وكذا ، وأنت تقول : كذا وكذا ، نعم ، هذا موجود ، لا سيما في زماننا هذا الآن لما كثر والحمد لله طلبة العلم وصار كل إنسان يفتي بما أراه الله عزوجل وبما بلغه من العلم ، صار الناس يختلفون ، فتجد العامة يأتي إلى هذا ويستفتيه ويقول طيب ، نذهب إلى فلان ، ذهب إلى فلان أفتاه ، قال : والله أنا سألت فلان أمس قال كذا وكذا خلاف ما تكلم ، وهذا كثير .
فإذا علمت أو يعني ظهر لك من ملامح الرجل أنه إنما يريد الاعنات والإشقاق ، أو يريد ضرب أقوال العلماء بعضهم ببعض فلا حرج عليك أن تقول : لا أفتيك ، لأن الله خير نبيه في إفتاء أهل الكتاب الذين لا يردون الحق قال : فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم .
لكن من علم أن السائل يستطعم حقيقة العلم وجب عليه أن يفتيه إذا كان لا يترتب على ذلك مفسدة ، لكن له أن يمضي في حديثه إلى أن ينتهي ، وهذا الحديث ظاهر فيه .
ولكن الأخ مصطفى قرأ : أين أراه السائل ، أين أراه السائل ؟. وأرى تنصب مفعولين ، والهاء المفعول الأول والسائل المفعول الثاني ، فأجب عن نفسك يا مصطفى ؟.
القارئ : ...
الشيخ : عندك .
القارئ : السائل يا شيخ ؟.
الشيخ : هاه .
السائل : عندنا مرفوعة .
الشيخ : هو قرأها بالرفع ، فأنا أريد أن يدافع الآن عن قراءته .
السائل : ...
الشيخ : أنا أسأل واحدا .
القارئ : لكن أليست معنى أظن يا شيخ ،
الشيخ : أي نعم .
القارئ : إيوة
الشيخ : وأظن تنصب مفعولين .
القارئ : مفعولين ، طيب .
الشيخ : إيه ، فكيف قال السائلُ .
القارئ : الهاء المفعول الأول .
الشيخ : طيب ، والسائل ؟.
القارئ : كائنا يا شيخ .
الشيخ : هاه ،
القارئ : كائنا مقدر يعني ؟.
الشيخ : ما يستقيم ، الجواب على هذا : أرى ، جملة معترضة ، أرى : جملة معترضة ، وأصل الكلام أين السائل ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما قال : أين أراه السائل ؟، قال : أين السائل ؟ لكن الراوي شك في هذه الكلمة فأدخل جملة معترضة ، وهي قوله : أراه : أي أظن ، أظنه قال أين السائل ؟، وعلى هذا فتكون الجملة معترضة ، نعم ، والسائل مبتدأ خبره أين مقدم ، وإن شئت فقل أين مبتدأ ، والسائل خبر لكن إذا كان ما بعد الاستفهام معرفة فالأحسن يعرب هو المبتدأ وما سبق هو الخبر .
أجاب النبي عليه الصلاة والسلام عن سؤاله : متى الساعة ؟، قال : إذا ضيعت الأمانة ، فاستفهم الأعرابي ، فقال : كيف إضاعتها ، قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
الله المستعان ، إذا ننتظر الساعة من زمان ، إذا وسد الأمر ، الأمر هذه أل هذه للعموم ، ويحتمل أنها للعهد ، إن قلنا للعموم صار المراد بهذا في ذلك كل الأمور ، كل الأمور ، والولايات الصغيرة والكبيرة من إدارة المدرسة إلى إدارة التعليم إلى الوزارة إلى ما هو أكبر من ذلك ، هذا إذا قلنا أل للعموم .
أما إذا قلنا أنها للعهد والمراد بالأمر أمر الناس ، صار المراد بذلك الولاية العامة ، الولاية العامة ، يعني إذا وسدت الإمامة ، الولاية العامة إلى غير أهلها فانتظر الساعة .
مثال ذلك : وكلنا الأمر ، أمر القضاء إلى قاضي ، قاضي ليس عنده علم ، ليس عنده علم ، هذا وسد الأمر إلى غير أهله أو لا ؟.
إلى غير أهله ، إلى قاض آخر عنده علم لكن له هوى يقلع النخيل من أصولها ، إلى أهل أو غير أهل ؟.
غير أهل ، طيب وكلنا كاتب العدل ، نصبنا كاتب عدل ، كاتب العدل يكتب المبايعات التي بين الناس ، فإذا جاء إنسان يريد أن ينقل ملك أرض ، عقار ، قال لا أكتب إلا إذا جعلتني شريكك ، لأن كاتب العدل يعلم أن هذه الأرضي الآن ستزيد فيقول اجعلي شيء ، ربما يضطرون أن يوافقوا على هذا ، وهذا نوع من الرشوة ، فهل مثل هذا الكاتب ، كاتب العدل ، هل هو أهل لمنصبه ؟.
لا ، وعلى هذا فقس ، إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
ومن ذلك أيضا لو أننا جعلنا في هذا المسجد إماما ، إماما لا يحسن قراءة الفاتحة ، لكنه رجل يعني كبير السن ، وكان إماما من قبل لكنه ما يحسن الفاتحة ، فهل يدخل في هذا أو لا .؟
يدخل في هذا ، فعلى هذا نقول الأمر هنا إذا حملناه على العموم كان إيش ؟.
كان أولى ، إذا حملناه على العموم كان أولى ، فيشمل جميع الولايات ، وربما يؤيد العموم قوله : إذا وسد ، لأن المُوَسَد لا بد له من مُوَسِد فيكون عاما .
إذا انتظار الساعة موجود ؟.
من زمان ، من زمان نحن ننتظر الساعة ، لكن نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة .
السائل : آمين .
الفتاوى المشابهة
- وحدثني أحمد بن عبد الله بن الحكم قال : حدثنا... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى العنز قال : حدثنا محمد... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن المثنى قال حدثني عثمان بن عمر... - ابن عثيمين
- وحدثناه قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن عمرو ب... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا... - ابن عثيمين
- وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي قال : حدثنا روح... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي... - ابن عثيمين
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما كا... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثن... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح ح و حدثني... - ابن عثيمين