التعليق على تفسير الجلالبين : (( فادعوا الله )) اعبدوه (( مخلصين له الدين )) من الشرك (( ولو كره الكافرون )) إخلاصكم منه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى : فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لما بين الله سبحانه وتعالى أنه أرانا آياته الكونية والشرعية أمرنا أن ندعوه وحده مخلصين له الدين، فقوله: فادعوا الله قال المفسر: " اعبدوه " وهذا أحد معنيين الدعاء، والمعنى الثاني دعاء المسألة، يعني اسألوه، والصواب أنه شامل للأمرين، أي دعاء المسألة ودعاء العبادة، فالعبادة تسمى دعاء كما في قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر :60] قال: ادعوني ثم قال: إن الذين يستكبرون عن عبادتي ، وأما دعاء العبادة فإن كل إنسان يدعوا الله سبحانه وتعالى فإنه لا يدعوه إلا وهو يؤمن أنه بكل شيء عليم وأنه على كل شيء قدير فلهذا دعاه، فصار بذلك عابدا له، قال: فادعوا الله مخلصين له الدين مخلصين حال من الواو في قوله: فادعوا الله والإخلاص التنقية، تنقية الشيء تسمى إخلاصا، والمعنى: نقوا دينكم من الشرك.
وقوله: له الدين المراد بالدين العمل سواء كان عبادة أم دعاء، والدين يطلق على العمل ويطلق على جزاء العمل، فقوله تعالى: لكم دينكم ولي دين هذا من باب إطلاق الدين على العمل، وقوله تعالى : مالك يوم الدين هذا من باب إطلاق الدين على الجزاء، ويقال: " كما تدين تدان " أي كما تعمل تجازى، فالدين هنا بمعنى العمل.
" مخلصين له الدين من الشرك " كما قال المؤلف رحمه الله تعالى، أن ندعو الله تعالى مخلصين له الدعاء، وأن نعبده مخلصين له العبادة من الشرك، فلا نشرك به غيره لا في دعائنا ولا في عبادتنا.
" ولو كره الكافرون إخلاصكم " يعني: ادعوا الله مخلصين على كل حال سواء رضي الكافرون أم سخطوا، ومن المعلوم أنهم سوف يسخطون، لكن لا يهم أن يسخطوا علينا إذا أخلصنا الدين لله، وقول المؤلف: " ولو كره الكافرون إخلاصكم " ينبغي أن يقال: ولو كرهوا عملكم المخلص، لأن الإخلاص نية القلب، والكافر إنما يكره ما يظهر من عمل الإنسان، فالمعنى: ولو كره الكافرون عملكم الذي تخلصون فيه لله على رغم أنوفهم.
وقوله: له الدين المراد بالدين العمل سواء كان عبادة أم دعاء، والدين يطلق على العمل ويطلق على جزاء العمل، فقوله تعالى: لكم دينكم ولي دين هذا من باب إطلاق الدين على العمل، وقوله تعالى : مالك يوم الدين هذا من باب إطلاق الدين على الجزاء، ويقال: " كما تدين تدان " أي كما تعمل تجازى، فالدين هنا بمعنى العمل.
" مخلصين له الدين من الشرك " كما قال المؤلف رحمه الله تعالى، أن ندعو الله تعالى مخلصين له الدعاء، وأن نعبده مخلصين له العبادة من الشرك، فلا نشرك به غيره لا في دعائنا ولا في عبادتنا.
" ولو كره الكافرون إخلاصكم " يعني: ادعوا الله مخلصين على كل حال سواء رضي الكافرون أم سخطوا، ومن المعلوم أنهم سوف يسخطون، لكن لا يهم أن يسخطوا علينا إذا أخلصنا الدين لله، وقول المؤلف: " ولو كره الكافرون إخلاصكم " ينبغي أن يقال: ولو كرهوا عملكم المخلص، لأن الإخلاص نية القلب، والكافر إنما يكره ما يظهر من عمل الإنسان، فالمعنى: ولو كره الكافرون عملكم الذي تخلصون فيه لله على رغم أنوفهم.
الفتاوى المشابهة
- فوائد قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" وما أمروا إلا ليعبدوا الل... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخ... - ابن عثيمين
- إذا كان العمل لا يقبل إلا بالإخلاص والمتابعة... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ... فاعبد الله مخل... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعب... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إنا أنزلنا إل... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( قل الله أعبد مخلصا... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( قل إنى أمرت... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( فادعوا الله مخلصين له... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالبين : (( فادعوا الله... - ابن عثيمين