تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( كذلك يط... - ابن عثيمينثم نرجع إلى كلام المفسر يقول :" بتنوين  قلب  ودونه، ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس ". وقوله: " وبالعكس " فيه نظر، لأنه يقتضي أن يتكبر صاحب القلب قبل...
العالم
طريقة البحث
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) بتنوين (( قلب )) ودونه ، ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس و كل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلوب لا لعموم القلب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم نرجع إلى كلام المفسر يقول :" بتنوين قلب ودونه، ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس ".
وقوله: " وبالعكس " فيه نظر، لأنه يقتضي أن يتكبر صاحب القلب قبل القلب، لأنك إذا عكست العبارة: متى تكبر القلب تكبر صاحبه، متى تكبر صاحب القلب تكبر القلب، هل هذا صحيح ؟ لا، لكن مراده رحمه الله أن تكبر القلب وتكبر النفس متلازمان، إن تكبر القلب تكبرت النفس، وإن تكبرت النفس كان ذلك دليلا على أن القلب متكبر.
" وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلوب لا لعموم القلب " الظاهر أن القلوب أصلح ...
طيب كلام المؤلف الآن يقول: إن الكلية هنا تعود على الفرد لا على الأفراد على كل قلب يعني على كل القلب لا على بعضه، وليست لعموم القلوب، يعني ليست لعموم كل قلب على حدة، ولكن ما ذهب إليه ليس بصواب، بل نقول على كل القلوب، والعموم مستفاد من كلمة يطبع على القلب لا على بعضه، فإذا قلنا إنها لعموم القلوب شملت عموم القلب ولا عكس، ثم إن ظاهر السياق على كل قلب متكبر إذا نظرنا إلى السياق ماذا نفهم ؟ هل نفهم أن جميع القلوب المتكبرة يطبع عليها أو نفهم أن القلب الواحد يطبع على جميعه لا على بعضه ؟ الأول لا شك، هذا ظاهر السياق، وهذا كما أنه ظاهر السياق فهو أشمل في المعنى، لأنه إذا قيل: كذلك يطبع الله على كل القلوب المتكبرة الجبارة، الطبع على القلب يشمل الطبع على جميعه، ما لم يوجد دليل على أن المراد الطبع على بعضه، وحينئذ يكون الصواب عكس ما قال المؤلف.
الصواب أن هذا لعموم القلوب وليس لعموم القلب، لكن ليت شعري هل فهمتم الفرق، طيب. إذا قلنا إنها لعموم القلب صار معنى الآية: أن الله يطبع على القلب كله لا على جميع القلوب، فيخرج بذلك بعض القلب، ما يطبع على بعض، يطبع على القلب كله، لكنه مثلا على قلب فلان من الناس.
إما إذا قلنا أنها لعموم القلوب صارت معنى الآية أن الله يطبع على جميع القلوب المتكبرة، في أي واحد من الناس، فإذا قلنا لعموم القلوب صارت عامة لأفراد القلوب، إذا قلنا لعموم القلب صارت عامة للقلب الواحد، يعني والقلوب الأخرى مسكوت عنها، هذا وجه الفرق.
ولكن نقول الصواب أن معنى قوله: على كل قلب متكبر يعني من جميع الناس، وإذا قال: طبع على القلب، فالمعنى أنه على جميع القلب ما لم ينص على أن المراد بعض القلب ...
أي نعم، والطبع ما ينقسم، الطبع ختم على القلب ما فيه نافذة يخرج منها، ... القلوب باعتبار الأفراد تنقسم إلى ثلاثة أقسام، لكن القلب الواحد ما ينقسم، ... هذا هو يعني معناه لا على بعضه، ولذلك كلام المؤلف فيه نظر من عدة وجوه، كلما تأملت عرفت أنه خطأ، والمحشي الجمل يقول: " فليتأمل " تأملناه ووجدناه غير صحيح.

Webiste