فوائد قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
مِن فوائد الآيات أولًا: أنَ مجَرَّد العقيدة لا يغنِي شيئًا حتى يكون معه عمل لقوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وما يقولُه كثيرٌ من الناس: نحن على العقيدة على العقيدة هذا حقّ لا شك ويُمْدحَون عليه لكن لا بد أن يُقَال: نحن على العقيدة والعمَل الصالح، إذ لا بُدَّ من العمل.
ومن فوائد الآية الكريمة الحَثّ على الاستقامَة، الاستقامَة على أي شيء؟ على دينِ الله عز وجل أن يَثْبُتَ عليه ويستقيم عليه ولا يتغَيَّر.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات الملائكة لقولِه: تتنَزَّل عليهم الملائكة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الله تعالى سخَّر الملائكة لبنِي آدم في مَواطن كثيرة كما في هذه الآية وكما في قول الله تبارك وتعالى: والملائكة يدخُلُون عليهم مِن كُلِّ باب * سلامٌ عليكم بما صبرتم ، وكما سَخَّرَهم الله تعالى يجلِسون على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبُون الأول فالأول، إلى غير ذلك مِن المواطن التي جاءت في الكتاب والسنة.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الملائكة التي تتَنَزَّل على هؤلاء المؤمنين المسْتَقِيمِين تبَشِّرهم بأمرين بل بثلاثة أمور: أوَّلًا: أنه لا خوف عليهم، والثاني: أنهم لا يحزنون، والثالث: أنَّ الجنة مأواهم، وقد سبق الفرق بين الخَوف والحزن.
نعم ومن فوائد الآية الكريمة تحقِيق البشرى بما يؤَيِّدُها يعني لا يكفي أن تقول لفلان: أبشر بالخير حتى تُبَيِّن ما يؤَيِّد هذه البشرى يؤخذ من هذه الآية وهي قوله: التي كنتم توعدون وذلك لعلمِهم بأنَّ وعْدَ الله لا يُخلَف.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الملائكة أولِياء لِمَن آمن واستقَام في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما الحياة الدنيا فهي حفظُهم من المعاصي والزَّلَل وتهيئَتُهم للعمل الصالح ومعونَتُهم على ذلك وتثبيتُهم عليه، وأما في الآخرة فلا تسـ.. فإنَّ الملائكة تتَولاهم تتلَقَّاهم الملائكة وكذلك أيضًا يدخلون عليهم من كل باب في الجنة إلى غيرِ ذلك مما ذَكَر الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ للذين آمنوا بالله واستقاموا في الجنة ما تشتَهِيه الأنفس، وفي آية أخرى ما تشتهيه الأنفس وتلَذّ الأعين فيكون لأهل الجنة فيها متعتان: المتعة الأولى بالذَّوق والطعم والثانية بالرُّؤْية والنظر.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في الجنة كُلَّ شيء يُطلَب لقوله: ولكم فيها ما تدعون فكل ما يطلبون فإنه موجودٌ في الجنة نسأل الله أن يجعلَنا وإياكم من أهلها.
مِن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّهم يُؤْتَون هذا الرزق في الجنة على أنَّه إِكرام وكرَامَة لقوله: نُزُلًا وأصْلُ النُّزُل ما يُقَدَّم للضيف من الكرامة.
ومن فوائد الآية أيضًا أنهم إنما وصلوا إلى ذلك بمغفرة الله ورحمتِه لقوله: نزلا من غفور رحيم ولولا ذلك ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولِهذا أخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه لن يدخل الجنة أحدٌ بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغَمَّدَني الله برحمته ، فالإنسان لا يصِل إلى الجنة بالعمل ووجهُ ذلك أنَّه لو قُوبِل العمَل بالنعمة التي أنعم الله بها على الإنسان لم يكُن شيئًا، إذْ أنَّ نِعَم الله لا تحصى ولا تُعَدّ بل قال بعض أهل العلم: إنَّ شُكْرَ نعمة الله على النعمة ايش هو؟ نعمَة يحتَاج إلى شكْر ثانٍ والشكر الثاني نعمة يحتاج إلى شكرٍ ثالث وهلم جرًّا وعليه يقول الشاعر: إذا كان شُكْرِي نعمةَ الله نعمةً علَيَّ في، لا علَيَّ له، لا إله إلا الله
إذا كان شُكْرِي نعمةَ الله نعمةً علَيَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بُلوغُ الشكر إلا بفَضْله وإن طالت الأيام واتَّصَل العمر
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ اسمَيْن مِن أسماء الله وهما: الغفور-الرحيم وهنا نعطيكم فائِدة مفيدة في الأسماء الحسنى: الأسماء الحسنى تدُلُّ على الذات والصفة دلَالَةَ مُطَابقة وتضَمُّن ودلالة التزام، فـغفور يدُل على أنَّ هناك غافِرًا وهو الله، ويدل على صفةِ المغفرة له، إذْ لا يمكن أن يُوجَد اسمٌ مُشتَقٌّ لا يوجد في موصوفِه أصلُ الاشتقاق، ولهذا لا تقول للأعمى إنَّه بصير ولا لِلْأَصَمّ إنَّه سميع، طيب فلا بد إذًا مِن إثبَات الذَّات الـمُتَّصِفَة بما دلَّ عليه الاسم، ولا بُدَّ مِن إثبات الصفة التي اشْتُقَّ منها الاسم، لا بد أيضًا مِن إثبات لازِم تلك الصفة لا بد من هذا، طيب مثال ذلك قال الله تبارك وتعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12] فأخبر أنه خَلَقَ وبَيَّنَ أنه أخبرَنا بذلك، لِنعلَمَ أنَّه على كل شيء قدير وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علمًا، فكيف دَلَّتْ صفة الخَلْق على العلم والقدرة؟ لأنَّه لا يمكن خلقٌ إلا بايش؟ إلا بعِلْم: يعلم كيف يخلق، ولا يمكِن خَلْق إلا بقدرة ولهذا مَن لا عِلْمَ له لا يمكن أن يخلق، ومَن عندَه عِلْم ولكنَّه عاجِز لا يمكن أن يخلق، أرأيت لو أنَّ شخصًا أراد أن يُصَلِّح مُسَجِّلًا هل يمكن أن يُصَلِّحَه إلا بعِلْمٍ كيف يُصَلِّحُه؟ لا يمكن، وهل يمكن أن يصلِّحَه وهو عاجِز أَشَلّ؟ لا يمكِن، طيب إذًا الخالق مِن أسماء الله تتضَمن الدلالة على الذات وهو الله، وعلى صِفة الخلق، وعلى صفة العلم، وعلى صفة القدرة أنتم معنا؟ طيب، تدُلُّ على صفة الخالق الذي هو ذاتُ الله عز وجل، وعلى صفة الخَلْق بالتضمن والمطابقة كيف بالتضَمُّن والمطابقة؟ إذا أُخِذَ اللفظ بكَامل معناه سُمِّيَت الدلالة مطابَقَة، وإذا أخذ ببعْض معناه صارَت الدلالة تضَمُّنًا، وإذا أُخِذَ بما يلْزَمُ على ذلك صارَتْ الدلالة الْتِزَام واضح؟ طيب، فدلالة الخالِق على الذَّات وصِفَةِ الخلق؟ المطابقة، ودلالَتُها على الذات وحدَها؟ تَضَمُّن، وعلى الخلق وحدَه؟ تضَمُّن، وعلى العِلْم والقُدْرَة؟ التزام، طيب نضرِبُ مثلًا في المحسوسات تقول مثلًا: لي دارٌ. الدار كما نعْلم تتضَمَّن حُجَرًا وغُرَفًا وسَاحَاتٍ وأبوابًا وشبابيك وما إلى ذلك، دلالة هذه الكلمة دار على كُلِّ هذا على مجموع هذا؟ دلالة مطابقة يا إخوان مطابقة، ودلالَتُها على كُلِّ غُرفة وحُجْرَة وشُبَّاك؟ تضَمُّن، ودلالَتُها على أنَّ لهذا البيت بانِيًا؟ التزام، طيب أسماءُ الله تعالى تُجرَى على هذا كذلك أيضًا يقولون: إذا كان الاسم متعَدِّيًا فلا بُدَّ مِن الإيمان به اسمًا مِن أسماء الله، والإيمانِ بما دَلَّ عليه مِن صفة، والإيمان بما يَتَرَتَّبُ على تلك الصفة مِن أفعال، فالغفور -انتبه!- لا يتِمُّ الإيمان به حتى تؤمِن بأنَّ الله تعالى تسَمَّى بهذا الاسم غفور فتؤمن بأنَّ الغفور اسمٌ من أسماء الله، لا بد أن تؤمن بما تضَمَّنَه مِن صفة ايش؟ المغفِرَة، لا بد أن تُؤْمِن بأنَّ الله يغفِر، بمقْتَضَى هذا الاسم يغفِرُ لِمَن يشاء ويعذب من يشاء ، فانتبهوا لهاتين القاعدتين: الدلالة دلالة الاسم على المعنى تتضمَّن ثلاث دلالات: مطابقة تضَمُّن التزام، ثم الاسم مِن أسماء الله إذا كان متعَدِّيًا فلا يتِمُّ الإيمان به إلا بثلاثة أمور: أن تُؤْمِن بأنَّه اسمٌ من أسماء الله، أن تُؤمن بما دلَّ عليه مِن صفة، أن تؤمِن بما يترَتَّبُ عليه من أثَر، فإذا كان الاسم غير متعَدٍّ فلا بد مِن الإيمان بأنَّه اسمٌ من أسماء الله وبما تضَمَّنَه من صفةٍ وليس له أثر، لأنه غير متعَدِّي فالحيُّ مثلًا الحي اسم من أسماء الله لا يتِمُّ الإيمان به حتى تؤْمِن بأنَّه اسمٌ من أسماء الله وبأنَّ الله متَّصِفٌ بما دلَّ عليه من صفة وهي: الحياة، هل له أثَر؟ لا، الحياة صِفة لازمة ما تتَعَدَّى لكن السميع؟ مُتعَدِّي السميع ذُو سمْعٍ يسمَع به، البصير ذو بَصر يُبصِرُ به
ومن فوائد الآية الكريمة الحَثّ على الاستقامَة، الاستقامَة على أي شيء؟ على دينِ الله عز وجل أن يَثْبُتَ عليه ويستقيم عليه ولا يتغَيَّر.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات الملائكة لقولِه: تتنَزَّل عليهم الملائكة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الله تعالى سخَّر الملائكة لبنِي آدم في مَواطن كثيرة كما في هذه الآية وكما في قول الله تبارك وتعالى: والملائكة يدخُلُون عليهم مِن كُلِّ باب * سلامٌ عليكم بما صبرتم ، وكما سَخَّرَهم الله تعالى يجلِسون على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبُون الأول فالأول، إلى غير ذلك مِن المواطن التي جاءت في الكتاب والسنة.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الملائكة التي تتَنَزَّل على هؤلاء المؤمنين المسْتَقِيمِين تبَشِّرهم بأمرين بل بثلاثة أمور: أوَّلًا: أنه لا خوف عليهم، والثاني: أنهم لا يحزنون، والثالث: أنَّ الجنة مأواهم، وقد سبق الفرق بين الخَوف والحزن.
نعم ومن فوائد الآية الكريمة تحقِيق البشرى بما يؤَيِّدُها يعني لا يكفي أن تقول لفلان: أبشر بالخير حتى تُبَيِّن ما يؤَيِّد هذه البشرى يؤخذ من هذه الآية وهي قوله: التي كنتم توعدون وذلك لعلمِهم بأنَّ وعْدَ الله لا يُخلَف.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الملائكة أولِياء لِمَن آمن واستقَام في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما الحياة الدنيا فهي حفظُهم من المعاصي والزَّلَل وتهيئَتُهم للعمل الصالح ومعونَتُهم على ذلك وتثبيتُهم عليه، وأما في الآخرة فلا تسـ.. فإنَّ الملائكة تتَولاهم تتلَقَّاهم الملائكة وكذلك أيضًا يدخلون عليهم من كل باب في الجنة إلى غيرِ ذلك مما ذَكَر الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ للذين آمنوا بالله واستقاموا في الجنة ما تشتَهِيه الأنفس، وفي آية أخرى ما تشتهيه الأنفس وتلَذّ الأعين فيكون لأهل الجنة فيها متعتان: المتعة الأولى بالذَّوق والطعم والثانية بالرُّؤْية والنظر.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في الجنة كُلَّ شيء يُطلَب لقوله: ولكم فيها ما تدعون فكل ما يطلبون فإنه موجودٌ في الجنة نسأل الله أن يجعلَنا وإياكم من أهلها.
مِن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّهم يُؤْتَون هذا الرزق في الجنة على أنَّه إِكرام وكرَامَة لقوله: نُزُلًا وأصْلُ النُّزُل ما يُقَدَّم للضيف من الكرامة.
ومن فوائد الآية أيضًا أنهم إنما وصلوا إلى ذلك بمغفرة الله ورحمتِه لقوله: نزلا من غفور رحيم ولولا ذلك ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولِهذا أخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه لن يدخل الجنة أحدٌ بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغَمَّدَني الله برحمته ، فالإنسان لا يصِل إلى الجنة بالعمل ووجهُ ذلك أنَّه لو قُوبِل العمَل بالنعمة التي أنعم الله بها على الإنسان لم يكُن شيئًا، إذْ أنَّ نِعَم الله لا تحصى ولا تُعَدّ بل قال بعض أهل العلم: إنَّ شُكْرَ نعمة الله على النعمة ايش هو؟ نعمَة يحتَاج إلى شكْر ثانٍ والشكر الثاني نعمة يحتاج إلى شكرٍ ثالث وهلم جرًّا وعليه يقول الشاعر: إذا كان شُكْرِي نعمةَ الله نعمةً علَيَّ في، لا علَيَّ له، لا إله إلا الله
إذا كان شُكْرِي نعمةَ الله نعمةً علَيَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بُلوغُ الشكر إلا بفَضْله وإن طالت الأيام واتَّصَل العمر
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ اسمَيْن مِن أسماء الله وهما: الغفور-الرحيم وهنا نعطيكم فائِدة مفيدة في الأسماء الحسنى: الأسماء الحسنى تدُلُّ على الذات والصفة دلَالَةَ مُطَابقة وتضَمُّن ودلالة التزام، فـغفور يدُل على أنَّ هناك غافِرًا وهو الله، ويدل على صفةِ المغفرة له، إذْ لا يمكن أن يُوجَد اسمٌ مُشتَقٌّ لا يوجد في موصوفِه أصلُ الاشتقاق، ولهذا لا تقول للأعمى إنَّه بصير ولا لِلْأَصَمّ إنَّه سميع، طيب فلا بد إذًا مِن إثبَات الذَّات الـمُتَّصِفَة بما دلَّ عليه الاسم، ولا بُدَّ مِن إثبات الصفة التي اشْتُقَّ منها الاسم، لا بد أيضًا مِن إثبات لازِم تلك الصفة لا بد من هذا، طيب مثال ذلك قال الله تبارك وتعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12] فأخبر أنه خَلَقَ وبَيَّنَ أنه أخبرَنا بذلك، لِنعلَمَ أنَّه على كل شيء قدير وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علمًا، فكيف دَلَّتْ صفة الخَلْق على العلم والقدرة؟ لأنَّه لا يمكن خلقٌ إلا بايش؟ إلا بعِلْم: يعلم كيف يخلق، ولا يمكِن خَلْق إلا بقدرة ولهذا مَن لا عِلْمَ له لا يمكن أن يخلق، ومَن عندَه عِلْم ولكنَّه عاجِز لا يمكن أن يخلق، أرأيت لو أنَّ شخصًا أراد أن يُصَلِّح مُسَجِّلًا هل يمكن أن يُصَلِّحَه إلا بعِلْمٍ كيف يُصَلِّحُه؟ لا يمكن، وهل يمكن أن يصلِّحَه وهو عاجِز أَشَلّ؟ لا يمكِن، طيب إذًا الخالق مِن أسماء الله تتضَمن الدلالة على الذات وهو الله، وعلى صِفة الخلق، وعلى صفة العلم، وعلى صفة القدرة أنتم معنا؟ طيب، تدُلُّ على صفة الخالق الذي هو ذاتُ الله عز وجل، وعلى صفة الخَلْق بالتضمن والمطابقة كيف بالتضَمُّن والمطابقة؟ إذا أُخِذَ اللفظ بكَامل معناه سُمِّيَت الدلالة مطابَقَة، وإذا أخذ ببعْض معناه صارَت الدلالة تضَمُّنًا، وإذا أُخِذَ بما يلْزَمُ على ذلك صارَتْ الدلالة الْتِزَام واضح؟ طيب، فدلالة الخالِق على الذَّات وصِفَةِ الخلق؟ المطابقة، ودلالَتُها على الذات وحدَها؟ تَضَمُّن، وعلى الخلق وحدَه؟ تضَمُّن، وعلى العِلْم والقُدْرَة؟ التزام، طيب نضرِبُ مثلًا في المحسوسات تقول مثلًا: لي دارٌ. الدار كما نعْلم تتضَمَّن حُجَرًا وغُرَفًا وسَاحَاتٍ وأبوابًا وشبابيك وما إلى ذلك، دلالة هذه الكلمة دار على كُلِّ هذا على مجموع هذا؟ دلالة مطابقة يا إخوان مطابقة، ودلالَتُها على كُلِّ غُرفة وحُجْرَة وشُبَّاك؟ تضَمُّن، ودلالَتُها على أنَّ لهذا البيت بانِيًا؟ التزام، طيب أسماءُ الله تعالى تُجرَى على هذا كذلك أيضًا يقولون: إذا كان الاسم متعَدِّيًا فلا بُدَّ مِن الإيمان به اسمًا مِن أسماء الله، والإيمانِ بما دَلَّ عليه مِن صفة، والإيمان بما يَتَرَتَّبُ على تلك الصفة مِن أفعال، فالغفور -انتبه!- لا يتِمُّ الإيمان به حتى تؤمِن بأنَّ الله تعالى تسَمَّى بهذا الاسم غفور فتؤمن بأنَّ الغفور اسمٌ من أسماء الله، لا بد أن تؤمن بما تضَمَّنَه مِن صفة ايش؟ المغفِرَة، لا بد أن تُؤْمِن بأنَّ الله يغفِر، بمقْتَضَى هذا الاسم يغفِرُ لِمَن يشاء ويعذب من يشاء ، فانتبهوا لهاتين القاعدتين: الدلالة دلالة الاسم على المعنى تتضمَّن ثلاث دلالات: مطابقة تضَمُّن التزام، ثم الاسم مِن أسماء الله إذا كان متعَدِّيًا فلا يتِمُّ الإيمان به إلا بثلاثة أمور: أن تُؤْمِن بأنَّه اسمٌ من أسماء الله، أن تُؤمن بما دلَّ عليه مِن صفة، أن تؤمِن بما يترَتَّبُ عليه من أثَر، فإذا كان الاسم غير متعَدٍّ فلا بد مِن الإيمان بأنَّه اسمٌ من أسماء الله وبما تضَمَّنَه من صفةٍ وليس له أثر، لأنه غير متعَدِّي فالحيُّ مثلًا الحي اسم من أسماء الله لا يتِمُّ الإيمان به حتى تؤْمِن بأنَّه اسمٌ من أسماء الله وبأنَّ الله متَّصِفٌ بما دلَّ عليه من صفة وهي: الحياة، هل له أثَر؟ لا، الحياة صِفة لازمة ما تتَعَدَّى لكن السميع؟ مُتعَدِّي السميع ذُو سمْعٍ يسمَع به، البصير ذو بَصر يُبصِرُ به
الفتاوى المشابهة
- التعليق على تفسير الجلالين : (( نحن أولياؤكم... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إن الله كان غفورا... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الذين قال... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( إن الذين قالوا... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى :" تتنزل عليهم الملائكة ألا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :" إن الذين قالوا ربنا الله... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا ال... - ابن عثيمين