التعليق على تفسير الجلالين : (( ما يقال لك )) من التكذيب (( إلا )) مثل (( ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة )) للمؤمنين (( وذو عقاب أليم )) للكافرين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إلى آخره ما يقال لك قال المفسِّر: " من التكذيب " يعني والاستهزاء والسخرية وغير ذلك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ومنه قولهم: إنه ساحر مجنون كما قال تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات:52] هذه الكلمة كلُّ أحد يقولها للرسول، ويحتمِل أن يكون المعنى: ما يقال لك مِن الوحي إلا ما قد قيل للرسل من قبلك أي مثلَه والآية تحتملُهما ولا مانع من إرادتهما " ما يقال لك إلا مثل ما قد قيل للرسل من قبلك " قوله: " إلا مثل " زاد المؤلف مثل ومعلومٌ أنَّ قوله: إلا ما قد قيل لا يساويه قوله: "إلا مثل" وإنما لجَأَ المؤلف إلى ذلك، لأن الذي قيل للرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو بحروفِه ما قيل لِمَن قبلَه، ولكن الأولى أن يُقال: الآية على ظاهرها أنَّ ما قيل للرسول قد قيل لِمَن قبلَه وكما ذكرتُ لكن آنفًا كذلك ما أتى الذين من قبلِهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون فيقال: إنهم قالوا نفس الكلام لكن بلغتِهم ليس بلغة العرب.
إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم هذه الجملة فيها عرْضٌ للمكذبين أن يؤمِنوا فإن لم يؤمنوا فقد تعرَّضُوا للعقاب، عرْضٌ أن يؤمنوا لقولِه: إن ربك لذو مغفرة {تقدم ياللي على العمود تقدَّم مع الناس } إن ربك لذو مغفرة يعني كأنه يقول: فآمنوا يُغفَر لكم وهذا كقوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ، وذو عقاب أليم يعني: إن لم يؤمِنوا ففيه ترغيب وفيه ترهيب: الترغيب في قوله: لذو مغفرة والترهيب: لذو عقاب أليم والعقاب هو الانتقام والأليم بمعنى المؤلِم، وفعيل تأتي بمعنى مُفعِل كثيرًا في اللغة العربية كما قال الشاعر:
أمِن ريحانَةَ الداعي السميع يؤَرِّقُني وأصحابي هجوع
السَّميع يعني الـمُسمِع
إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم هذه الجملة فيها عرْضٌ للمكذبين أن يؤمِنوا فإن لم يؤمنوا فقد تعرَّضُوا للعقاب، عرْضٌ أن يؤمنوا لقولِه: إن ربك لذو مغفرة {تقدم ياللي على العمود تقدَّم مع الناس } إن ربك لذو مغفرة يعني كأنه يقول: فآمنوا يُغفَر لكم وهذا كقوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ، وذو عقاب أليم يعني: إن لم يؤمِنوا ففيه ترغيب وفيه ترهيب: الترغيب في قوله: لذو مغفرة والترهيب: لذو عقاب أليم والعقاب هو الانتقام والأليم بمعنى المؤلِم، وفعيل تأتي بمعنى مُفعِل كثيرًا في اللغة العربية كما قال الشاعر:
أمِن ريحانَةَ الداعي السميع يؤَرِّقُني وأصحابي هجوع
السَّميع يعني الـمُسمِع
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (إن ربك واسع المغفرة) - ابن عثيمين
- ما كيفية الجمع بين آيات المغفرة وشدة العقاب؟ - ابن باز
- التعليق على تفسير الجلالين : (( إذ جاءتهم ال... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وأعد للكافرين عذاب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (كذلك ما أتى الذين من قبله... - ابن عثيمين
- قوله " فاعلم إنه لذو تقى ..." هل هذه الجملة... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ذلك بأنهم كا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم) - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ما يقال لك إلا ما قد ق... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ما يقال لك )... - ابن عثيمين