التعليق على تفسير الجلالين : (( حم * عسق )) الله أعلم بمراده به .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : حم عسق هذه خمسة أحرف: ح م ع س ق، خمسة أحرف لكنها أحرف هجائية، يعني هي مثل أ ب ت ث ج ح خ، هذه ح م ع س ق، ليس لنا أن نتكلم لماذا اختار الله عز وجل هذه الحروف بعينها دون غيرها ! هذا ليس إلينا ولا يمكننا أن نحيط بذلك علما، لكن لنا أن نسأل هل لهذه الحروف معنى أو ماذا؟ المؤلف يقول: " الله أعلم بمراده به " وهذا يقتضي أنه أثبت لهذه الحروف معاني لكنها غير معلومة، وهذه الحروف الهجائية التي ابتدأت بها بعض السور اختلف فيها العلماء رحمهم الله سلفا وخلفا ما معناها، وهل هي رموز أو أسماء للسور التي ابتدأت بها أو ماذا ؟ ولكننا إذا طبقنا ذلك على ما تقتضيه الأدلة وجدنا أنها حروف هجائية ليس لها معنى، الدليل أنه لا يوجد في القرآن شيء ليس له معنى معلوم لجميع الناس، لأنه لو قدر أن في القرآن شيئا مجهولا لجميع الناس لم يكن هذا القرآن بيانا للناس، لأن مقتضى البيان ألا يكون فيه شيء إلا كان معلوما للناس جميعا أو لبعض الناس، أما أن يوجد فيه ما ليس معلوما لجميع الناس فهذا لا يمكن، وقد قال الله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقال تعالى: ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم وقال تعالى: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه وهذا يشمل البيان اللفظي والبيان المعنوي، إذا اعلم أنه لا يوجد شيء في القرآن لا يفهم الناس معناه، أبدا، لابد أن يفهموا معناه، فإذا وجد شيء لا يعرف معناه يعني ذلك أنه ليس له معنى، هذه واحدة.
ثانيا إذا طبقنا هذه الحروف على قول الله تبارك وتعالى: نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقوله تعالى: إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون قلنا هذه الحروف في لغة العرب وش معناها ؟ ليس لها معنى، إذا فمقتضى كون القرآن باللسان العربي المبين ألا يكون لهذه الحروف معنى، لأن هذه الحروف ليس لها معنى في اللغة العربية، وهذا هو الذي نقله ابن كثير رحمه الله عن إمام المفسرين في عهده مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى، الذي أخذ تفسير القرآن عن عبد الله بن عباس قال : " إن هذه الحروف الهجائية ليس لها معنى " نجزم بذلك أو لا ؟ نجزم بذلك لا تخرسا ولكن استدلالا بالقرآن واستدلالا بحال القرآن، استدلالا بالقرآن لأنه نزل باللغة العربية وهذه الحروف الهجائية ليس لها معنى في اللغة العربية، استدلالا بحال القرآن أن القرآن ليس فيه شيء لا يعرف الناس معناه كلهم، لابد أن يكون فيه شيء معلوم، وعلى هذا فإننا نجزم بأن هذه الحروف ذاتها ليس لها معنى، لكن إذن يرد علينا إشكال، إذا قلنا ليس لها معنى صار إنزالها وكلام الرب بها عز وجل عبثا، والله تبارك وتعالى لا يفعل شيئا عبثا فنقول: ليس بعبث، هي ذاتها ليس لها معنى، لكن لها مغزى يقترن بالتحدي، وهو أن يقال: إنكم أيها العرب تركبون كلامكم من هذه الحروف، والقرآن لم يأت بحرف لم تتكلموا به، بل كله من الحروف التي تتكلمون بها، وهذا مثال: ح م ع س ق، ومع هذا عجزتم أن تأتوا بمثله، فيكون في هذا معزى عظيم، وهو أن القرآن الذي أعجزكم أيها العرب مع أنكم أئمة الفصاحة هل أتى بحروف جديدة تقولون: والله لا نعرف هذه الحروف أو هو من الحروف التي أنتم تنطقون بها ؟ الجواب الثاني، ومع ذلك أعجزكم، ويدل لهذا المغزى الذي أقره شيخ الإسلام رحمه الله ومن سبقه ومن لحقه، يدل على هذا أنك لا تكاد تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن الكريم أو ذكر ما لا يمكن إلا بالوحي.
ننظر الآن: ألم في أول البقرة وش بعدها ؟ ذلك الكتاب ، في آل عمران: ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب الأعراف: المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه وهلم جرا، ليس فيه إلا سورتان أو ثلاث، لكن حقيقة الأمر أن الذي يلي هذه الحروف لا يتأتى العلم به إلا عن طريق الوحي: حم عسق نقول في تفسيرها: هذه حروف هجائية ليس لها معنى لكن لها مغزى طيب.
ثانيا إذا طبقنا هذه الحروف على قول الله تبارك وتعالى: نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقوله تعالى: إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون قلنا هذه الحروف في لغة العرب وش معناها ؟ ليس لها معنى، إذا فمقتضى كون القرآن باللسان العربي المبين ألا يكون لهذه الحروف معنى، لأن هذه الحروف ليس لها معنى في اللغة العربية، وهذا هو الذي نقله ابن كثير رحمه الله عن إمام المفسرين في عهده مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى، الذي أخذ تفسير القرآن عن عبد الله بن عباس قال : " إن هذه الحروف الهجائية ليس لها معنى " نجزم بذلك أو لا ؟ نجزم بذلك لا تخرسا ولكن استدلالا بالقرآن واستدلالا بحال القرآن، استدلالا بالقرآن لأنه نزل باللغة العربية وهذه الحروف الهجائية ليس لها معنى في اللغة العربية، استدلالا بحال القرآن أن القرآن ليس فيه شيء لا يعرف الناس معناه كلهم، لابد أن يكون فيه شيء معلوم، وعلى هذا فإننا نجزم بأن هذه الحروف ذاتها ليس لها معنى، لكن إذن يرد علينا إشكال، إذا قلنا ليس لها معنى صار إنزالها وكلام الرب بها عز وجل عبثا، والله تبارك وتعالى لا يفعل شيئا عبثا فنقول: ليس بعبث، هي ذاتها ليس لها معنى، لكن لها مغزى يقترن بالتحدي، وهو أن يقال: إنكم أيها العرب تركبون كلامكم من هذه الحروف، والقرآن لم يأت بحرف لم تتكلموا به، بل كله من الحروف التي تتكلمون بها، وهذا مثال: ح م ع س ق، ومع هذا عجزتم أن تأتوا بمثله، فيكون في هذا معزى عظيم، وهو أن القرآن الذي أعجزكم أيها العرب مع أنكم أئمة الفصاحة هل أتى بحروف جديدة تقولون: والله لا نعرف هذه الحروف أو هو من الحروف التي أنتم تنطقون بها ؟ الجواب الثاني، ومع ذلك أعجزكم، ويدل لهذا المغزى الذي أقره شيخ الإسلام رحمه الله ومن سبقه ومن لحقه، يدل على هذا أنك لا تكاد تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن الكريم أو ذكر ما لا يمكن إلا بالوحي.
ننظر الآن: ألم في أول البقرة وش بعدها ؟ ذلك الكتاب ، في آل عمران: ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب الأعراف: المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه وهلم جرا، ليس فيه إلا سورتان أو ثلاث، لكن حقيقة الأمر أن الذي يلي هذه الحروف لا يتأتى العلم به إلا عن طريق الوحي: حم عسق نقول في تفسيرها: هذه حروف هجائية ليس لها معنى لكن لها مغزى طيب.
الفتاوى المشابهة
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * تنزيل من ا... - ابن عثيمين
- سائل يقول : يقول شيخ الإسلام رحمه الله : لا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( الم )) وهل لهذه الحروف... - ابن عثيمين
- ما معنى الحروف المتقطعة الموجودة في بدايات ب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :(( ق )). - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * عسق * كذلك... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" ح م " وهل لهذه الحروف معنى... - ابن عثيمين
- في كثير من السور في بدايتها ( الم ) ( ق ) (... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالبين : (( حم )) الله... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( حم )) الله أ... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( حم * عسق ))... - ابن عثيمين