السائل : تعريجاً على هذا السؤال يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " لا يوجد في القرآن شيء لا يعلم معناه وإنما يوجد شيء في القرآن لا تعرف كيفيته " فكيف نجمع بين هذا وبين قول العلماء: " إن حروف القرآن، إن الحروف المقطعة في القرآن ليست معلومة المعنى"؟ فأفتونا مأجورين.

الشيخ : سمعتم السؤال؟ شيخ الإسلام يقول قولاً حقاً ليس في القرآن شيء لا يفهم معناها جميع الناس أبداً، هو وإن خفي على بعض الناس يتضح للآخرين لأن الله تعالى قال في القرآن نفسه: ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء تبياناً واضحاً، والمجهول المعنى تبيان أو غير تبيان؟
الطالب : غير تبيان.

الشيخ : القرآن مافيه شيء لا يعلمه معناه أحد من الناس أبداً، فيه شيء يخفى على بعض الناس ويتضح لبعض الناس .
وأما الجمع بين ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله وهو الحق وما قاله العلماء من أن الحروف المقطعة في أوائل السور لا يعلم معناها إلا الله فالجمع أن قولهم لا يعلم معناها إلا الله غير مسلم بل نقول إن الحروف المقطعة في أوائل السور ليس لها معنى، ليس لها معنى في حد ذاتها. والدليل على أنه ليس معنى أن الله تعالى وصف القرآن بأنه نزل بلسان ايش؟ عربي مبين و أ ل ر س ط ه ن ص ق هل لها معنى في اللغة العربية؟
أجيبوا ياجماعة.
الطالب : لا

الشيخ : مالها معنى حروف هجائية، حروف هجائية ما لها معنى حتى تُركب ويتكون منها الكلام، الحروف الي في القرآن مقطعة هي في حد ذاتها ليس لها معنى.
وإذا قال قائل : كيف تجزمون هذا الجزم؟
قلنا : نجزم لأن الله يقول: بلسان عربي مبين وهذه بمقتضى اللسان العربي المبين ليس لها معنى، طيب إذن صار في القرآن ماهو لغو والقرآن منزه عن اللغو، قلنا : نعوذ بالله أن يكون في القرآن لغو ونبرأ إلى الله من هذا القول ومن قائله أيضاً، القرآن كله حق،كله معاني،كله مملوء بالخير. لكن لها مغزى كيف مغزى؟
إشارة إلى أنكم أيها العرب عجزتم أن تأتوا بمثل هذا القرآن عجزتم بأن تأتوا بعشرة سور منه. عجزتم بأن تأتوا بسورة منه. عجزتم بأن تأتوا بحديث مثله، عجزوا، وهل القرآن جاء بحروف غير الحروف التي يتركب منها كلام العرب أو بنفس الحروف؟ بنفس الحروف، ولهذا لا يوجد آية مبدوءة بهذه الحروف الهجائية إلا وبعدها مايتعلق بالقرآن، نستعرضها وإياكم.
البقرة : الم ذلك الكتاب لا ريب فيه .
بعدها آل عمران: الم الله لا إله إلاهو الحي القيوم نزّل عليك الكتاب .
بعدها الأعراف: المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه .
بعدها يونس: الر تلك آيات الكتاب الحكيم .
بعدها هود: الر كتاب أحكمت آياته .
بعدها يوسف: الر تلك آيات الكتاب المبين .
الرعد: المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق .
إبراهيم: الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور .
الحجر: الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين
طه.
مريم: كهيعص، ذكر رحمت ربه عبده زكريا وين القرآن؟ نعم من أين أتى هذا الذكر إلا عن طريق القرآن لأن الله يقول للرسول: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك
إذن ما جاء إلا من القرآن. طيب.
طه: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
طسم تلك آيات الكتاب المبين . الشعراء
النمل: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين .
القصص: طسم تلك آيات الكتاب المبين .
ايش؟
العنكبوت: الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لم يفتنون وين القرآن؟ اقرأ ولقد فتنا الذين من قبلهم من أين علمنا أن الله فتن الذين من قبلهم؟ بالقرآن.
الروم: الم، غلبت الروم في أدنى الأرض وين القرآن؟
الطالب : الغائب

الشيخ : لا، التحدث عن شيء لم يقع وسيقع من علم الغيب ولا يكون إلا بالقرآن.
بعدها لقمان: الم، تلك آيات الكتاب الحكيم .
بعدها السجدة: الم تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين .
يس والقران الحكيم .
ص والقرآن ذي الذكر
الطالب : ...

الشيخ : نعم كيف
الطالب : حم

الشيخ : حم الحواميم كلها فيها الكتاب
ق، والقرآن المجيد .
ن، والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون إثبات النبوة عن طريق القرآن.
فالمهم أنك لا تجد سورة مبدوءة بالحروف الهجائية إلا وبعدها ذكر القرآن أو ما يتعلق به من أمور الغيب إشارة إلى أن هذا القرآن الذي أعجزكم أيها العرب إنما كان بالحروف التي أنتم تكونون بها كلامكم ومع ذلك أعجزكم، وإلى هذا أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وأشار إليه ابن القيم في النونية وغيرها أيضاً من كتبه.

السائل : يقول الله عز وجل..

الشيخ : إذن يا أخواني تبين أنه ليس في القرآن شيء لايعلم معناه.