تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( ومن آياته خلق السماوات... - ابن عثيمينفي هذه الآية الكريمة بيان أن خالق السماوات والأرض هو الله لقوله : ومن آياته خلق السماوات والأرض  ولم يشاركه أحد في ذلك .ومن فوائدها : أن هذه المخلوقات م...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في هذه الآية الكريمة بيان أن خالق السماوات والأرض هو الله لقوله : ومن آياته خلق السماوات والأرض ولم يشاركه أحد في ذلك .
ومن فوائدها : أن هذه المخلوقات من آيات الله عز وجل، ولكن يا إخواننا لا يتبين أنها من آيات الله إلا بالتأمل والتدبر، لأننا اعتدنا هذه المخلوقات اعتدنا طلوع الشمس وغروبها وطلوع القمر وغروبه، فلم يكن ذلك محركا لقلوبنا لأنه شيء معتاد، لكن لو أننا تدبرنا هذه المخلوقات لتبين لنا أنها من آيات الله العظيمة .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن من آيات الله عز وجل ما يبث في هذه السماوات والأرض من دابة من الآدميين وغير الآدميين، فإن في كل شيء منها آية تدل على كال وحدانيته عز وجل ورحمته وحكمته.
ومن الفوائد: أن ظاهر الآية أن في السماوات دوابا لقوله: وما بث فيهما من دابة أما الأرض فالدواب فيها معلومة لنا، أكثرها معلوم لنا نعرفه ونشاهده، أما السماوات ففيها دواب لكن لا ندري ما هي، إن قلت الملائكة صار في ذلك إشكال، إن قلت غير الملائكة قلنا: إن الله على كل شيء قدير، لأن الملائكة بين الله تبارك وتعالى أنهم أولوا أجنحة فقال: جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع وذو الجناح يطير، وربما يكون يمشي أيضا، على كل حال نحن لسنا مكلفين إلا بما نفهمه من ظاهر الآية ولا نتجاوز ذلك، فنقول ظاهر الآية الكريمة أن السماوات فيها دواب كالأرض، وإذا سألنا سائل: ما هذه الدواب ؟ قلنا:إما الملائكة أو غيرها الله أعلم. طيب.
وقال بعض العلماء: وما بث فيهما من دابة أي في الأرض كما في قوله تعالى : مرج البحرين يلتقيان إلى قوله : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وزعموا أن ذلك لا يكون إلا في المالح،والصواب أن الآية على ظاهرها في آية الرحمن: يخرج منهما وأن البحرين المالح والعذب كلاهما يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإن كان في أحدهما أكثر .
ومن فوائد الآية الكريمة : تمام قدرة الله عز وجل في جمع هذه الدواب ليوم الحساب لقوله: وهو على جمعهم إذا يشاء قدير .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أولائك المنكرين للبعث الذين قالوا : ايتوا بآبائنا إن كنتم صادقين المنكرون للبعث يقولون: إن كنتم صادقين هاتوا آباءنا،فيقال: إن الله تعالى لم يشأ ذلك وسيشاؤه فيما بعد، وأنتم لم يقل لكم إنكم مجموعون اليوم بل قيل : إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم وأما تحديهم بما لم يلتزمه المتكلم فهذا ضائع سدا.
ومن فوائد الآية الكريمة تمام قدرة الله تبارك وتعالى في جمع هذه المخلوقات، فإن قيل : هل في الآية ما يدل على تقييد القدرة بالمشيئة ؟ فالجواب: لا، لأن المقيد بالمشيئة ليس القدرة ولكن الجمع، وبهذا نعرف أن بعض الناس الذين يقولون:إنه على ما يشاء قدير قد أخطئوا خطئا عظيما وقيدوا ما أطلقه الله، فإن الله قال : إن الله على كل شيء قدير على ما يشاءه وما لا يشاءه، وهؤلاء يقولون : إنه على ما يشاء قدير، فقدموا المعمول وتقديم المعمول يفيد الحصر، إذا هو قدير على الذي يشاء وأما الذي لا يشاءه فليس قدير عليه، وهذا غلط عظيم، الله قادر على كل شيء الذي يشاءه والذي ما يشاؤه، إذن هل ننهى من نسمعه يقولها ؟ نعم، ننهاه عن ذلك ونقول : يا أخي قل ما قاله الله عز وجل : إنه على كل شيء قدير لا تقل : على ما يشاء قدير، نسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم في رحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

Webiste