شرح قول المصنف :قوله : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : و " قوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
ولقد بعثنا أولا اللام في قوله : ولقد بعثنا موطِّئة للقسم بمعنى أنها هيأت الجملة للقسم الذي قبله ولهذا نقول موطِّئة ، توطئة الشيء يعني تهيئته ، وقد للتحقيق وعلى هذا فالجملة من مثل هذا التركيب مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات ما هي ؟ القسم المقدر واللام وقد
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أي أخرجنا وأرسلنا في كل أمة والأمة هنا الطائفة من الناس وذُكرت الأمة في القرآن الكريم على عدة معاني منها هذا المعنى الطائفة ، ومنها الزمن كما في قوله تعالى : من كفر بعد أمة ومنها الإمامة إن إبراهيم كان أمة قانتاً ومنها الملة إنا وجدنا أبائنا على أمة يعني على ملة وإنا على آثارهم مقتدون أو مهتدون ، والمراد بها هنا الطائفة كل أمة بعث الله بها رسولا بل فيها رسولا منذ عهد نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم تزل الرسالة موجودة منذ عهد نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة من إرسال الرسل الحكمة إقامة الحجة والرحمة قال الله تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين لأن الإنسان لا يستقل بمعرفة ما يجب لله على وجه التفصيل، هل تعرف كيف تتوضأ ؟ هاه إلا عن طريق الرسل ، ولا كيف تصلي ولا كيف تصوم ولا كيف تزكي بل ولا تعرف ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات على سبيل التحقيق إلا عن طريق الرسل، فالحاجة داعية إليهم فلهذا كانت إرسال الرسل من رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى
وقوله: أن اعبدوا الله أن هل هي مصدرية أو تفسيرية؟ هاه
الطالب : يحتمل
الشيخ : يحتمل ، بعد يمكن أو مخفة من الثقيلة قلتم يحتمل أو زائدة قلتم يحتمل نعم التفسيرية يقولون هي التي سُبقت بما يدل على القول دون الحروف يعني بما فيه معنى القول دون حروفه هذه تفسيرية التي سُبقت بما فيه معنى القول دون حروفه مثل : أوحينا إليه أن اصنع الفلك أوحينا إليه أن اصنع الفلك يعني الوحي تفسير عن القول فيه حروفه هاه ليس فيه حروف فكل ، فإذا جاءت أن مسبوقة بما يتضمن معنى القول دون صارت تفسيرية ، ... إذا قلت إنها يحتمل أن تكون تفسيرية فأين ... عن القول دون حروفه يقول إنا بعثنا متضمن للوحي لأن كل رسول فهو موحا إليه فكأنه ضمنها معنى أوحينا يعني فأوحينا إليه أن أن اعبدوا الله أما الذين قالوا إنها مصدرية فقالوا إنها على تقدير الباء بعثنا في كل أمة رسولا بأن اعبدوا الله بأن اعبدوا الله ، وعلى هذا فيترجح أن تكون التفسرية لعدم التقدير
وقوله أن اعبدوا الله اعبدوا الله يعني تذللوا له بالعبادة تذللوا له بالعبادة والعبادة تطلق على التعبد وعلى المتعبد به فهي بمعنى التعبد هي التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه وعلى أنه ... العبادة باسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، مثال ذلك رجل يصلي قام وصلى وسلم من الصلاة هذه العبادة فعله للصلاة أو الصلاة نفسها هاه ، كلاهما يسمى عبادة ففعله للصلاة عبادة وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة وهي المتعبد به
قوله : أن اعبدوا الله هذا فيه إثبات عبادة الله لكن هل فيه التوحيد هاه أن اعبدوا الله لا ما في ما فيها توحيد أن اعبدوا الله لكن واجتنبوا الطاغوت الآن جاء التوحيد اجتنبوا يعني ابتعدوا عنه بأن تكونوا في جانب وهو في جانب فما هو الطاغوت ؟ الطاغوت مشتق من الطغيان وهو صفة مشبهة والطغيان مجاوزة الحد كما في قوله تعالى : إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية أي جاوز الحد وتعريفه : أجمع ما قيل فيه إنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أن مطاع هذا الحد ذكره ابن القيم وهو أجمع الحدود " ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " من معبود مثل إيش ؟ مثل الأصنام الأصنام طواغيت كذا؟ أو متبوع مثل الكهان وعلماء السوء والسحرة وغيرهم هؤلاء نسميهم طواغيت أو مطاع مثل الأُمراء الخارجين عن شريعة الله فإذا اتخذهم الإنسان أربابا يحل ما حرم الله من أجل تحريمهم له ويحرم ما أحل الله من أجل تحليلهم له فهؤلاء نسميهم طواغيت
طيب وهل الفاعل يسمى طاغوتا أو تابعا لطاغوت؟ نقول تابع لطاغوت ولهذا قال الله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ولم يقل إنهم طواغيت فقال: يؤمنون بالجبت والطاغوت فهذا الطاغوت ، اجتنبوا الطاغوت طيب من الطواغيت الأصنام التي تعبد من دون الله وحينئذ تكون الآية دالة على إيش؟ على التوحيد تماما نعم لأن التوحيد لا يتم إلا بركنين وهما الإثبات والنفي إذ أن النفي المحض تعطيل محض والإثبات المحض لا يمنع المشاركة الإثبات المحض لا يمنع المشاركة لو قلت زيد قائم أثبت القيام له لكن هل هذا يدل على انفراده بالقيام ؟ لا لأنه مجرد إثبات وإذا قلت لم يقم أحد هذا تعطيل نفي محض ولو قلت لم يقم إلا زيد هذا توحيد ولا لا ؟ نعم وحدته بالقيام لأنه اشتمل على إثبات ونفي
قال: واجتنبوا الطاغوت يقول المؤلف : "الآية " وش معنى الآية؟ يعني إلى آخر الآية ولهذا نقرأها بالنصب نقول الآيةَ إما على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أكمل الآية أو اقرأ الآية أو على أنها منصوبة ... يعني إلى آخر الآية
فمنهم من هدى الله منهم أي من الأمة كيف يقول منهم والأمة مفرد؟ لأنها مفرد لفظا جمع معنى فمنهم أي من الأمة من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة والمراد بالهداية هنا إيش؟ هداية التوفيق لأن هداية الدلالة أخذت من إرسال الرسل فمنهم من هدى الله ووفقه ومنهم من حقت عليه الضلالة قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ما وجه الاستشهاد بهذه الآية في كتاب التوحيد؟ أنها دالة على إجماع الرسل عليهم الصلاة والسلام على الدعوة إلى التوحيد وأنهم أرسلوا به لقوله: أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
الطالب : وقضى ربك
الشيخ : إي نعم نعم
ولقد بعثنا أولا اللام في قوله : ولقد بعثنا موطِّئة للقسم بمعنى أنها هيأت الجملة للقسم الذي قبله ولهذا نقول موطِّئة ، توطئة الشيء يعني تهيئته ، وقد للتحقيق وعلى هذا فالجملة من مثل هذا التركيب مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات ما هي ؟ القسم المقدر واللام وقد
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أي أخرجنا وأرسلنا في كل أمة والأمة هنا الطائفة من الناس وذُكرت الأمة في القرآن الكريم على عدة معاني منها هذا المعنى الطائفة ، ومنها الزمن كما في قوله تعالى : من كفر بعد أمة ومنها الإمامة إن إبراهيم كان أمة قانتاً ومنها الملة إنا وجدنا أبائنا على أمة يعني على ملة وإنا على آثارهم مقتدون أو مهتدون ، والمراد بها هنا الطائفة كل أمة بعث الله بها رسولا بل فيها رسولا منذ عهد نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم تزل الرسالة موجودة منذ عهد نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة من إرسال الرسل الحكمة إقامة الحجة والرحمة قال الله تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين لأن الإنسان لا يستقل بمعرفة ما يجب لله على وجه التفصيل، هل تعرف كيف تتوضأ ؟ هاه إلا عن طريق الرسل ، ولا كيف تصلي ولا كيف تصوم ولا كيف تزكي بل ولا تعرف ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات على سبيل التحقيق إلا عن طريق الرسل، فالحاجة داعية إليهم فلهذا كانت إرسال الرسل من رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى
وقوله: أن اعبدوا الله أن هل هي مصدرية أو تفسيرية؟ هاه
الطالب : يحتمل
الشيخ : يحتمل ، بعد يمكن أو مخفة من الثقيلة قلتم يحتمل أو زائدة قلتم يحتمل نعم التفسيرية يقولون هي التي سُبقت بما يدل على القول دون الحروف يعني بما فيه معنى القول دون حروفه هذه تفسيرية التي سُبقت بما فيه معنى القول دون حروفه مثل : أوحينا إليه أن اصنع الفلك أوحينا إليه أن اصنع الفلك يعني الوحي تفسير عن القول فيه حروفه هاه ليس فيه حروف فكل ، فإذا جاءت أن مسبوقة بما يتضمن معنى القول دون صارت تفسيرية ، ... إذا قلت إنها يحتمل أن تكون تفسيرية فأين ... عن القول دون حروفه يقول إنا بعثنا متضمن للوحي لأن كل رسول فهو موحا إليه فكأنه ضمنها معنى أوحينا يعني فأوحينا إليه أن أن اعبدوا الله أما الذين قالوا إنها مصدرية فقالوا إنها على تقدير الباء بعثنا في كل أمة رسولا بأن اعبدوا الله بأن اعبدوا الله ، وعلى هذا فيترجح أن تكون التفسرية لعدم التقدير
وقوله أن اعبدوا الله اعبدوا الله يعني تذللوا له بالعبادة تذللوا له بالعبادة والعبادة تطلق على التعبد وعلى المتعبد به فهي بمعنى التعبد هي التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه وعلى أنه ... العبادة باسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، مثال ذلك رجل يصلي قام وصلى وسلم من الصلاة هذه العبادة فعله للصلاة أو الصلاة نفسها هاه ، كلاهما يسمى عبادة ففعله للصلاة عبادة وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة وهي المتعبد به
قوله : أن اعبدوا الله هذا فيه إثبات عبادة الله لكن هل فيه التوحيد هاه أن اعبدوا الله لا ما في ما فيها توحيد أن اعبدوا الله لكن واجتنبوا الطاغوت الآن جاء التوحيد اجتنبوا يعني ابتعدوا عنه بأن تكونوا في جانب وهو في جانب فما هو الطاغوت ؟ الطاغوت مشتق من الطغيان وهو صفة مشبهة والطغيان مجاوزة الحد كما في قوله تعالى : إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية أي جاوز الحد وتعريفه : أجمع ما قيل فيه إنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أن مطاع هذا الحد ذكره ابن القيم وهو أجمع الحدود " ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " من معبود مثل إيش ؟ مثل الأصنام الأصنام طواغيت كذا؟ أو متبوع مثل الكهان وعلماء السوء والسحرة وغيرهم هؤلاء نسميهم طواغيت أو مطاع مثل الأُمراء الخارجين عن شريعة الله فإذا اتخذهم الإنسان أربابا يحل ما حرم الله من أجل تحريمهم له ويحرم ما أحل الله من أجل تحليلهم له فهؤلاء نسميهم طواغيت
طيب وهل الفاعل يسمى طاغوتا أو تابعا لطاغوت؟ نقول تابع لطاغوت ولهذا قال الله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ولم يقل إنهم طواغيت فقال: يؤمنون بالجبت والطاغوت فهذا الطاغوت ، اجتنبوا الطاغوت طيب من الطواغيت الأصنام التي تعبد من دون الله وحينئذ تكون الآية دالة على إيش؟ على التوحيد تماما نعم لأن التوحيد لا يتم إلا بركنين وهما الإثبات والنفي إذ أن النفي المحض تعطيل محض والإثبات المحض لا يمنع المشاركة الإثبات المحض لا يمنع المشاركة لو قلت زيد قائم أثبت القيام له لكن هل هذا يدل على انفراده بالقيام ؟ لا لأنه مجرد إثبات وإذا قلت لم يقم أحد هذا تعطيل نفي محض ولو قلت لم يقم إلا زيد هذا توحيد ولا لا ؟ نعم وحدته بالقيام لأنه اشتمل على إثبات ونفي
قال: واجتنبوا الطاغوت يقول المؤلف : "الآية " وش معنى الآية؟ يعني إلى آخر الآية ولهذا نقرأها بالنصب نقول الآيةَ إما على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أكمل الآية أو اقرأ الآية أو على أنها منصوبة ... يعني إلى آخر الآية
فمنهم من هدى الله منهم أي من الأمة كيف يقول منهم والأمة مفرد؟ لأنها مفرد لفظا جمع معنى فمنهم أي من الأمة من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة والمراد بالهداية هنا إيش؟ هداية التوفيق لأن هداية الدلالة أخذت من إرسال الرسل فمنهم من هدى الله ووفقه ومنهم من حقت عليه الضلالة قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ما وجه الاستشهاد بهذه الآية في كتاب التوحيد؟ أنها دالة على إجماع الرسل عليهم الصلاة والسلام على الدعوة إلى التوحيد وأنهم أرسلوا به لقوله: أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
الطالب : وقضى ربك
الشيخ : إي نعم نعم
الفتاوى المشابهة
- .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قل هل أنب... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين اجتنب... - ابن عثيمين
- .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قال الذين... - ابن عثيمين
- ليس كل من عبد من دون الله يعتبر طاغوتا - اللجنة الدائمة
- معنى الطاغوت وقوله يريدون أن يتحاكموا إل... - اللجنة الدائمة
- معنى الكفر بالطاغوت - ابن باز
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتن... - ابن عثيمين
- معنى الطاغوت - الفوزان
- شرح قول المصنف : الرابعة: الحكمة في إرسال ال... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الط... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :قوله : (( ولقد بعثنا في كل أ... - ابن عثيمين