تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وقوله : (( فابتغوا عند الله... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال : " وقوله : { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروه له إليه ترجعون } " الحقيقة أنني أتمنى لو أن المؤلف رحمه الله أتى بأول الآية : إِنَّ ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وقوله : (( فابتغوا عند الله الرزق ، واعبدوه )) الآية .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " وقوله : { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروه له إليه ترجعون } " الحقيقة أنني أتمنى لو أن المؤلف رحمه الله أتى بأول الآية : إِنَّ الَّذِينَ تَدعون مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ .
الطالب : موجودة هذه الآية ...

الشيخ : وش هي ؟
الطالب : موجودة هذه الآية

الشيخ : اقرأ
الطالب : إن الذين تعبدون من الله

الشيخ : تعبدون من دون الله
الطالب : نعم تعبدون

الشيخ : { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا } أجل عندي ما هي موجودة على كل حال وجودها أولى النسخ اللي فيها موجودة أحسن { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } نعم { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا } صحيح هم ماذا يعبدون ؟ يعبدون الأوثان من شجر وحجر وغيرها هل هذه تملك لهم رزقا ؟ أبدا لو يدعونها إلى يوم القيامة ما جابت لهم ولا حبة عنب ولا حبة بر ولا دفعت عنهم أدنى مرض ولا أغنتهم من أدنى ضر فلذا هي لا تملك الرزق ، إذا كانت هذه الأصنام التي تعبد من دون الله لا تملك الرزق فمن الذي يملكه ؟
الطالب : الله عز وجل

الشيخ : الله عز وجل ولهذا قال : { فابتغوا عند الله الرزق } ابتغوا اطلبوا عند الله الرزق لأنه سبحانه وتعالى هو الذي لا ينفذ ما عنده { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } فأنت إذا أردت أن تطلب رزقا فاطلبه من الله أما هذه الأوثان فإنها لا تنفعك ولكن الرزق عند الله عز وجل ولهذا قال : { فابتغوا عند الله الرزق } شوف عند الله قدم الحال ، لأن عند الله حال من الرزق نعم كأنه قال : فابتغوا الرزق حال كونه عند الله لا عند غيره والحال موضعه التأخير عن صاحبها وهنا قدمت على صاحبها وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر تقولونه عن اقتناع ولا بس الببغاء
الآن عند الله محلها النصب على أنها حال من الرزق وموضع الحال متأخر عن صاحب الحال وهنا قُدم على الحال وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كأنه يقول : ابتغوا الرزق عند الله لا عند غيره نعم طيب { واعبدوه } حينما أمرنا سبحانه وتعالى أن نطلب الرزق عنده قال : { واعبدوه } أي : تذللوا له بالطاعة لأن العبادة مأخوذة من التعبيد وهو التذليل ومنه قولهم : طريق معبد ويش معنى عبد الطريق مذلل للسالكين قد أزيل عنه الأحجار والأشجار المؤذية وغير ذلك أي تذللوا له بالطاعة لأنكم إذا تذللتم له بالطاعة فهو من أسباب الرزق فهو من أسباب الرزق قال الله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } فأمر بأن نطلب الرزق عنده ثم أعقبه بقوله : { واعبدوه } إشارة إلى أن تحقيق العبادة من طلب الرزق لأن العابد ما دام أنه يؤمن بأن { من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } عبادته تتضمن الطلب بلسان الحال لإيش ؟ للرزق نعم { واشكروا له إليه } نعم
الطالب : ترجعون

الشيخ : ترجعون، واشكروا له إذا أضاف الله الشكر فإنه يتعدى باللام أو لا ؟ هل تذكرون آية من القرآن صار الشكر فيها شكر الله معدا بدون الام .
الطالب : { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } .

الشيخ : لله ما قال اشكروا الله { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي } لا تكن مثل الأعرابي الأعرابي لما ما لقى آية ... أنا لا أستحضر ...
الطالب : ومن يشكر فإنها يشكر لنفسه ، يشكر لله

الشيخ : إي لله إنما الحكمة من كون الشكر لا يتعدى بنفسه إلى الله هو الإشارة إلى الإخلاص { واشكروا نعمة الله } لله فشكر النعمة هو أن يكون الإنسان مخلصا بذلك الشكر لله عز وجل فاللام هنا لإفادة الإخلاص أن يكون شكرك لله عز وجل على نعمته خالصا له لأن الشاكر قد يشكر لا لله ولكن ... النعمة وهذا لا شك أنه .... لا بأس به ، لكن كونه يشكر لله ويأتي بقاء النعمة هذا هو المطلوب أن يكون شكر النعمة لمن ؟ لله الذي أسداها إليك وأعطاك إياها والشكر فسروه بأنه طاعة المنعم هذا الشكر وقالوا : إنه يكون في ثلاثة مواضع : يكون بالقلب واللسان والجوارح أما القلب فأن يعترف الإنسان بقلبه بأن هذه النعمة منين ؟ من الله فيرى لله فضلا عليه بها { وما بكم من نعمة فمن الله } وأهم شيء ما أنعم الله عليه من نعمة الإسلام فإنها أعظم نعمة { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ } أما اللسان فهو التحدث بها على وجه الثناء على الله لا على وجه الفخر والخيلاء والترفع على عباد الله يحدث بنعمة الله عليك بالغنى مو من أجل تكسر خاطر الفقير أو من أجل أن تعلو على بني جنسك لأجل الثناء على الله بها نعم تقول أعطاني الله تعالى كذا وأعطاني كذا مثل قصة الأعمى وهو الرجل الثالث من الثلاثة من بني إسرائيل لما ذكره الملك بنعمة الله قال له : نعم قد كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال هذا من باب إيش ؟ التحدث بنعمة الله والنبي عليه الصلاة والسلام تحدث بنعمة الله عليه بالسيادة المطلقة فقال : "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" فعلى هذا يكون التحدث بنعمة الله على وجه الثناء عليه بها والاعتراف وعدم الجحود أما الثالث الموضع الثالث ما هو ؟ الجوارح بأن تستعمل هذه الجوارح في طاعة المنعم وعلى حسب ما يختص بهذه النعمة فمثلا نعمة العلم شكرك الله عليها أن تعمل بعلمك وتعلمه الناس أن تعمل به وتعلمه الناس ، شكرك الله على المال إيش ؟ أن تصرفه في طاعة الله وتنفع الناس منه يعني معناه أن الشكر في كل نعمة بما يختصها نعم شكر الله على القوة والشجاعة إيش ؟ أن تجاهد في سبيل الله فلكل نعمة شكر يخصها يعني بمعنى يكون أخص وإلا جميع الطاعات تدخل في شكر النعمة شكر نعمة الله عليك في الطعام مثلا أن تستعمله في ما أنعم الله به عليك من أجله في تقوية البدن أما تبي تبني من العجين قصر يصلح ؟ لا هذه ما خلقت لهذا الشيء نعم فالمهم أن الإنسان يستعمل الشكر في كل موضع بما يناسبه هذا بالنسبة لأعمال الجوارح { واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون } إليه جار ومجرور متعلق بإيش ؟
الطالب : ترجعون

الشيخ : ترجعون وتقديره يدل على الحصر أن رجوعنا إلى الله عز وجل وهو الذي سيحاسبنا على ما حملنا إياه من الأمر بالعبادة والأمر بالشكر وطلب الرزق منه . الشاهد من هذه الآية قوله : { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ } الفقير إذا أراد أن يستغيث بمن ينجيه من هذا الفقر بمن يستغيث ؟ بالله عز وجل هو الذي ... وفي الآية هنا إشكال مع قوله تعالى : { فارزقوهم منه } ويقول هنا : { فابتغوا عند الله الرزق }
الاستغاثة هي طلب الغوث وأنها تكون بالله وتكون بغير الله أما الاستغاثة بالله فهي من أقسام التوحيد والعبادة والاستغاثة بغيره تنقسم إلى قسمين : أحدهما : أن يكون فيما يقدر عليه المستغاث به هذه جائزة والثانية فيما لا يقدر عليه المستغاث به فهذه غير جائزة وهي نوع من الشرك وقد تصل إلى حد الشرك الأكبر وبينا فيما سبق دليل الجائز من هذا القسم وتقدم الكلام على بعض الآيات التي ساقها المؤلف وهو قوله تعالى : { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك } وبينا أن هذا القيد { ما لا ينفعك ولا يضرك } لبيان الواقع وأنه ليس له مفهوم وهو كقوله : { ومن يدع مع الله إله آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه } وليس المعنى أن هناك إله آخر يدعى وله برهان وبينا أن الفائدة من ذكر مثل هذه الصفة التي يسميها بعض الناس صفة كاشفة أن الفائدة من ذلك هو أنها كالتعليل للحكم المقرون به وبينا أنه إذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه يوصف بالظلم إذا فعل ذلك فغيره من باب أولى وبينا أيضا أن المعلق لا يستلزم وقوع المعلق عليه وهو قوله : { فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين } فليس معنى ذلك أنه من الأمر الممكن فقد يعلق الشيء على أمر غير ممكن ، مستحيل غاية الاستحالة { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } وكل هذا أمر لا يمكن وبينا فيما سبق وجه استدلال المؤلف بهذه الآية في قوله : { وإن يمسسك بضر فلا كاشف له إلا هو } وأنه إذا كان لا يكشف الضر إلا الله سبحانه وتعالى فإنه ليس من الحكمة ولا من العقل أن يتوجه الإنسان إلى ها إلى غير الله وبينا أيضا معنى قوله تعالى : والَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِه لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ، وأنها تدل على أنه إذا كانوا لا يملكون لنا الرزق فكيف نستغيث بهم .
ثم قال المؤلف : " قوله : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة } " مَن اسم استفهام وهي مبتدأ وأضل خبر المبتدأ ومعلوم أن الاستفهام هنا يراد به النفي أي لا أحد أضل، وأضل اسم تفضيل لا أحد أضل من هذا والضلال هو أن يتيه الإنسان عن الطريق الصحيح هذا الضلالة أن يتيه عن الطريق الصحيح

Webiste