تتمة شرح قول المصنف :في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق ، وهو العلي الكبير . فيسمعها [ وفي نسخة القارئ : فيسمع الكلمة ] مسترق السمع - ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - وصفه سفيان بكفه ، فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : لكن المراد بذلك تشبيه ما يحدث لهم من الفزع عندما يسمعون هذه السلسلة على صفوان قال : ينفذهم ذلك النفوذ الدخول في الشيء ومن هنا ... الرمية فنزل السهم نزل السهم في الرمية أي دخل فيها المعنى أن هذا الصوت يبلغ منهم كل مبلغ حتى إذا فُزع عن قلوبهم يعني أزيل عنهم الفزع قالوا أي قال بعضهم لبعض ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق أي قالوا قول قال الحق أي قال القول الحق والحق صفة لمصدر محذوف مع عاملِه والتقدير قال القول الحق وهذا القول الذي يقولونه هل هم لأنهم سمعوا ما قال وعلموا أنه حق أو أنهم كانوا يعلمون أنه لا يقول إلا الحق؟ يحتمل أن يكونوا قد علموا ما قال وأنه حق ويكون هذا عائداً إلى الوحي الخاص الذي تكلم الله به ويحتمل أنه يكون ذلك لعلمهم أنه سبحانه وتعالى لا يقول إلا الحق ولذلك قالوا هذا لأن ذلك صفته سبحانه وتعالى وهو العلي الكبير مطابق للآية تماما وعلى هذا فيجب أن يكون هذا تقدير الآية ولا يقبل لأي قائل أن يفسرها بغيرها لأن تفسير القرآن إذا كان بالقرآن أو بالسنة فإنه ما يمكن أن يتعداه أحد، وإذا فسره الصحابي فإنه حجة عند كثير من أهل العلم وإذا فسره التابعي فأكثر أهل العلم على أنه ليس بحجة إلا من اختص منهم بشيء معين كمجاهد الذي قال إنه عرض المصحف على ابن عباس أكثر من عشرين مرة يقف عند كل آية ويسأله عن معناها ... تفسير القرآن بالقرآن فهذا أمر لا يجوز العدول عنه وبالسنة كذلك وبقول الصحابة عند أكثر المفسرين وبقول التابعين عند بعض المفسرين عند بعضهم ، فهنا الذي فسر الآية من ؟ الذي فسرها الرسول عليه الصلاة والسلام فلا نقبل أن يقول قائل إذا فُزع عن قلوب الناس يوم القيامة نعم بل نقول الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الآية بتفسير غيبي لا مجال للاجتهاد فيه، ما كان غيبيا وجاء به النص فالواجب علينا نحن إيش ؟ قبولُه الواجب علينا قبوله، ولهذا نقول : في مسألة ما يُعذر فيه بالاجتهاد وما لا يعذر أنه مو بعائد على أن هذا من الأصول وهذا من الفروع كما قاله بعضهم ، بعض العلماء يقول : الأصول لا مجال للاجتهاد فيها ويخطأ المخالف فيها مطلقا ، وبعض العلماء نعم يقول بخلاف الفروع ، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله أنكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع وقال : ما فيه أصول وفروع، ويدل على بطلان هذا التقسيم أن الصلاة عند الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع فرع مع أنها أصل من أفضل الأصول نعم ولكن الصواب أن مدار التخطئة أو عدم التخطئة على ما له مجال من الاجتهاد وما لا مجال للاجتهاد فيه، الأمور الغيبية يخطأ من خالف فيها لأن ... حتى يخالف ، كل الأمور الغيبية التي تتعلق بصفات الله أو باليوم الآخر أو بغيره فإننا نخطئ من خالف فيها ولا نعذُره عرفتم أما الأمور الاجتهادية فهذه يعني التي للرأي فيها مجال فهذه لا يمكن أن نخطئ الإنسان يعني لا يمكن أن نضلل الإنسان بمعنى أن نقول إن هذا الرجل ضال وننكر عليه وإن كنا يصح أن نقول إنه قد ضل بهذا الأمر قد ضل مثلما يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه لما قيل له : في بنت وبنت ابن وأخت وذكر له قسمة أبي موسى قال له : قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين فالمهم أن الإنكار في الأمور الغيبية على المخالف ويش حكمه ؟ واجب لأنه ما له عذر ، الأمور الغيبية علينا فيها التسليم والانقياد الأمور الاجتهادية ما ننكر عليه إلا إذا خالف نصاً إذا خالف نصا فننكر عليه ، يعني إذا كان النص واضحا وصريحا هل يمكن للإنسان مجال أن يجتهد في مخالفته ؟ ما يمكن أبداً إي نعم طيب يقول : قالوا : الحق ، وهو العلي الكبير فيسمعُها مسترق السمع يسمعها أي يسمع هذه الكلمة التي تكلم بها الملائكة في السماء مسترق السمع ، مسترق مفرد لكنه مضاف فيكون عاماً يعني الذين يسترقون السمع وقد أشار الله تعالى إليهم بقوله : إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين نعم فيَسترق السمع ، في كلمة يسترق دليل على أنه يبادر يبادر ... يعني كأنه يختسلها اختلاسا نعم ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض الي يقوله سفيان أحد الرواة يقول : " مسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض " ويحتمل أن هذا من كلام أبي هريرة أو من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، لأن هكذا بعضه فوق بعض هذا كلام ووصفه سفيان بيده كيف وصفه ؟ قال : حركها أي حرفها وبدد بين أصابعه كيف قال ؟ لا ، كذا، هكذا قال، يعني أنها واحدة فوق الثانية وبدد بين أصابعه فهم أي الجن الذين يسترقون السمع يقول يركبون بعضهم على بعض إلى أن يصلوا إلى السماء فيقعدون لكل واحد مقعد خاص وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً يجلسون يسترقون يقول : فيَسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته يسمع من ؟ المسترق أعلاهم يسمعها فيلقيها إلى من تحته يعلمه ... .
السائل : ... .
الشيخ : ... قال : فيلقيها إلى من تحتَه أو من تحتِه ؟
الطالب : مَن
الطالب : من هذه ويش هي ؟ اسم موصول بمعنى الذي نعم طيب وتحته صلة الموصول جملة ولا شبه جملة ؟ شبه جملة نعم لأنها ظرف .
السائل : ... .
الشيخ : ... قال : فيلقيها إلى من تحتَه أو من تحتِه ؟
الطالب : مَن
الطالب : من هذه ويش هي ؟ اسم موصول بمعنى الذي نعم طيب وتحته صلة الموصول جملة ولا شبه جملة ؟ شبه جملة نعم لأنها ظرف .
الفتاوى المشابهة
- فوائد : تتعلق بإثبات صفة السمع لله عز وجل - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف وقوله : ( لقد سمع الله قول ال... - ابن عثيمين
- معنى حديث: "مَن سَمَّع سَمَّع الله به" - ابن باز
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلو... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلو... - ابن عثيمين
- استخدام الجني واستحضاره بأدعية وتعويذات - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : في الصحيح عن أبي هريرة - رض... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( حتى... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف :في الصحيح عن أبي هريرة... - ابن عثيمين