تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : باب الشفاعة - ابن عثيمينالشيخ : الشفاعة اسم من شفع يشفع إذا جعل الشيء اثنين وهو ضد ، الشفع ضد الوتر قال الله تعالى :  وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ  وهي اصطلاحاً : التوسط للغير بجلب ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : باب الشفاعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الشفاعة اسم من شفع يشفع إذا جعل الشيء اثنين وهو ضد ، الشفع ضد الوتر قال الله تعالى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وهي اصطلاحاً : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة هذه الشفاعة التوسط لغير بجلب منفعة أو دفع مضرة مثال جلب المنفعة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة ومثال دفع المضرة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن استحق النار ألا يدخل النار وهذا كله من أقسام الشفاعة كما سيأتي إن شاء الله تعالى والشفاعة تطلق على عدة أمور كلها ثابتة كما سيأتي في بيان الأنواع وذكر المؤلف الشفاعة في كتاب التوحيد لأن المشركين الذين يعبدون الأصنام يقولون إنها شفعاء لنا عند الله وهم يُشركون بالله سبحانه وتعالى فيها بالدعاء والاستغاثة وما أشبه ذلك ويقولون إننا نعبدهم ليكونوا شفعاء لنا عند الله فيقربونا إلى الله تعالى زلفى هكذا يقولون وهم في الحقيقة يظنون بذلك معظمون لله سبحانه وتعالى ولكنهم متنقصون لله لا معظمون له لأن الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء وله الحكم التام المطلق فلا يحتاج إلى شفعاء وله القدرة التامة فهو عليم وقدير وذو سلطان تام ومن كان كذلك فإنه لا يحتاج إلى شفعاء الملوك في الدنيا يحتاجون إلى شفعاء لقصور عِلمهم أو لقصور قدرتهم فيحتاجون شفعاء في ذلك أو لقصور سلطانهم فيتجرأ عليهم الشفعاء فيشفعون بدون استئذان ولكن الله عز وجل كامل العلم والقدرة والسلطان فلا يحتاج إلى أحد يشفع عنده ولهذا لا تكون الشفاعة إلا بإذنه لكمال سلطانه وعظمته سبحانه وتعالى ثم الشفاعة لا يراد بها معونة الله سبحانه وتعالى في شيء مما شفع فيه الشافع ولكن يُقصد بها أمران هي إكرام الشافع ونفع المشفوع له أما أن يراد بها معونة الله عز وجل أو مساعدته أو ما أشبه ذلك فهذا ممتنع كما سيأتي في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

Webiste