.شرح قول المصنف : في الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى : (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً )) [ سورة نوح ، الآية : 23 ] . قال : ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " و في الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قول الله تعالى : وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ".
و قالوا : لا تذرن أي قال بعضهم لبعض.
لا تذرن آلهتكم تذرن بمعنى تدعن وتتركن وهذا مؤكد بالنون لا تذرن نهي مؤكد بالنون.
وقوله : آلهتكم هل المراد تذروا عبادتها أو لا تذروا عبادتها و تمكنوا أحدا من إهانتها؟ المعنيين المراد المعنيين يعني انتصروا لآلهتكم لا تمكنوا أحدا منها ولا تدعوها للناس ولا تدعوا عبادتها أيضا بل احرصوا عليها وهذا من التواصي بالباطل عكس الذين آمنوا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يتواصون بالحق.
وقوله : ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا الخمسة كأن لهن مزية على غيرهم لأن قوله آلهتكم عام يشمل كل الي يعبدونهم أفهمتم؟
والآلهة جمع إله وهو كل ما عبد سواء بحق أو بباطل ولكن إن كان بحق فهو الله وإن كان بباطل فهو غير الله فهو غير الله.
ولا تذرن ودا واحد ولا سواعا اثنين ولا يغوث ثلاثة ويعوق أربعة ونسرا خمسة. تواصوا بهذه الخمسة تخصيصا بعد تعميم وكأن هذه الخمسة هي كبار آلهتهم. والعياذ بالله.
" قال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ". في هذه الآية إشكال في هذا التفسير حيث قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح وظاهر القرآن أنها قبل نوح أو لا؟ قال نوح ربي إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً فظاهر الآية الكريمة أن هؤلاء القوم كانوا سابقين على نوح وأن قوم نوح كانوا يعبدونهم ثم نهاهم نوح عن عبادتها وأمرهم بعبادة الله وحده ولكنهم أبوا وقالوا : لا تذرن آلهتكم ويحتمل وهو بعيد أن هذا في أول رسالة نوح أنه استجاب لهم هؤلاء الرجال وآمنوا به ثم بعد ذلك ماتوا قبل نوح ثم عبدوهم. لكن هذا بعيد حتى من سياق الآثار عن ابن عباس.
المهم أن هذه الأصنام هذه الأصنام في قوم نوح هذه الأصنام في قوم نوح كانوا رجالا صالحين كانوا رجالا صالحين .
أوحى الشيطان وحي إلهام وإلا وحي وسوسة؟ وسوسة. أوحى إليهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا الأنصاب جمع نصْب نصَب وهو كل ما ينصب من عصا أو حجر أو غيره.
الطالب : ... .
الشيخ : ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما فيه إشكال. الإشكال إن كانوا من قوم نوح. والإشكال في كلام ابن عباس الآن ما في إشكال واضح؟
الطالب : ... .
الشيخ : الآية تخبر أن هؤلاء يخبرون في زمن نوح أي نعم.
وسموها بأسمائهم يعني ضعوا أنصابا في مجالسهم وقولوا : هذا ود وهذا سواع وهذا يغوث وهذا يعوق وهذا نسر ليش؟ لأجل إذا رأيتموهم تذكرتهم عبادته فنشطتم عليها هكذا زين لهم الشيطان وهذا وسوسة وسوسة غرور مثل ما قال الشيطان لآدم : هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى هذا غرور وإلا إذا كنا لا نتذكر عبادة الله إلا برؤية أشباح هؤلاء ما هي عبادة.
طال عليهم الأمد عبدت من دون الله و ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون . عشرة قرون والقرن مائة يعني ألف.
حصل النزاع والتفرق فبعث الله النبيين كما قال تعالى : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . هذا هو تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للآية. تفسير ابن عباس حجة وإلا لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. يرجع في التفسير أولا إلى القرآن فالقرآن يفسر بعضه بعضا كما قال تعالى : وما أدراك ما هيه شو التفسير؟ نار حامية . وما أدراك ما يوم الدين تفسير يوم لا تملك نفس لنفس شيئا وما أدراك ما القارعة التفسير يوم يكون الناس كالفراش المبثوث .
فإن لم يجد في القرآن فإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا لم يجد فإلى تفسير الصحابة. فتفسير الصحابي حجة بلا شك لأنه أدرى بالقرآن حيث نزل في عصره وبلغته ويعرف عنه أكثر من غيره حتى إن بعض العلماء قال : إن تفسير الصحابي في حكم المرفوع وهذا ليس بصحيح لكنه لا شك أنه حجة على من بعدهم فإن اختلف الصحابة في التفسير أخذنا بالراجح الذي يرجحه سياق الآية طيب. ابن عباس يقول : هذا معنى الآية الكريمة. ونحن نقول إن الآية الكريمة تدل على ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما إلا أن ظاهر السياق أن هذه الأصنام كانت لأن هؤلاء القوم الصالحين كانوا قبل نوح كانوا قبل نوح نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ... يعني الإتيان بلا؟ لا هنا للتوكيد ما هي نافية لأنها معطوفة على النفي من أصله. لو قال لو قيل لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا صح الكلام.
الطالب : ... .
الشيخ : زائدة للتوكيد فقط مثلها في قوله تعالى : غير المغضوب عليهم و لا الضالين لو قيل : غير المغضوب عليهم والضالين استقام الكلام لكن هذا من باب التوحيد كأن الثلاث الأولين كأنهم أهم أهم من الآخرين ولهذا أخروا في الذكر ... الرابع والخامس والثالث.
و قالوا : لا تذرن أي قال بعضهم لبعض.
لا تذرن آلهتكم تذرن بمعنى تدعن وتتركن وهذا مؤكد بالنون لا تذرن نهي مؤكد بالنون.
وقوله : آلهتكم هل المراد تذروا عبادتها أو لا تذروا عبادتها و تمكنوا أحدا من إهانتها؟ المعنيين المراد المعنيين يعني انتصروا لآلهتكم لا تمكنوا أحدا منها ولا تدعوها للناس ولا تدعوا عبادتها أيضا بل احرصوا عليها وهذا من التواصي بالباطل عكس الذين آمنوا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يتواصون بالحق.
وقوله : ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا الخمسة كأن لهن مزية على غيرهم لأن قوله آلهتكم عام يشمل كل الي يعبدونهم أفهمتم؟
والآلهة جمع إله وهو كل ما عبد سواء بحق أو بباطل ولكن إن كان بحق فهو الله وإن كان بباطل فهو غير الله فهو غير الله.
ولا تذرن ودا واحد ولا سواعا اثنين ولا يغوث ثلاثة ويعوق أربعة ونسرا خمسة. تواصوا بهذه الخمسة تخصيصا بعد تعميم وكأن هذه الخمسة هي كبار آلهتهم. والعياذ بالله.
" قال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ". في هذه الآية إشكال في هذا التفسير حيث قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح وظاهر القرآن أنها قبل نوح أو لا؟ قال نوح ربي إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً فظاهر الآية الكريمة أن هؤلاء القوم كانوا سابقين على نوح وأن قوم نوح كانوا يعبدونهم ثم نهاهم نوح عن عبادتها وأمرهم بعبادة الله وحده ولكنهم أبوا وقالوا : لا تذرن آلهتكم ويحتمل وهو بعيد أن هذا في أول رسالة نوح أنه استجاب لهم هؤلاء الرجال وآمنوا به ثم بعد ذلك ماتوا قبل نوح ثم عبدوهم. لكن هذا بعيد حتى من سياق الآثار عن ابن عباس.
المهم أن هذه الأصنام هذه الأصنام في قوم نوح هذه الأصنام في قوم نوح كانوا رجالا صالحين كانوا رجالا صالحين .
أوحى الشيطان وحي إلهام وإلا وحي وسوسة؟ وسوسة. أوحى إليهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا الأنصاب جمع نصْب نصَب وهو كل ما ينصب من عصا أو حجر أو غيره.
الطالب : ... .
الشيخ : ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما فيه إشكال. الإشكال إن كانوا من قوم نوح. والإشكال في كلام ابن عباس الآن ما في إشكال واضح؟
الطالب : ... .
الشيخ : الآية تخبر أن هؤلاء يخبرون في زمن نوح أي نعم.
وسموها بأسمائهم يعني ضعوا أنصابا في مجالسهم وقولوا : هذا ود وهذا سواع وهذا يغوث وهذا يعوق وهذا نسر ليش؟ لأجل إذا رأيتموهم تذكرتهم عبادته فنشطتم عليها هكذا زين لهم الشيطان وهذا وسوسة وسوسة غرور مثل ما قال الشيطان لآدم : هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى هذا غرور وإلا إذا كنا لا نتذكر عبادة الله إلا برؤية أشباح هؤلاء ما هي عبادة.
طال عليهم الأمد عبدت من دون الله و ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون . عشرة قرون والقرن مائة يعني ألف.
حصل النزاع والتفرق فبعث الله النبيين كما قال تعالى : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . هذا هو تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للآية. تفسير ابن عباس حجة وإلا لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. يرجع في التفسير أولا إلى القرآن فالقرآن يفسر بعضه بعضا كما قال تعالى : وما أدراك ما هيه شو التفسير؟ نار حامية . وما أدراك ما يوم الدين تفسير يوم لا تملك نفس لنفس شيئا وما أدراك ما القارعة التفسير يوم يكون الناس كالفراش المبثوث .
فإن لم يجد في القرآن فإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا لم يجد فإلى تفسير الصحابة. فتفسير الصحابي حجة بلا شك لأنه أدرى بالقرآن حيث نزل في عصره وبلغته ويعرف عنه أكثر من غيره حتى إن بعض العلماء قال : إن تفسير الصحابي في حكم المرفوع وهذا ليس بصحيح لكنه لا شك أنه حجة على من بعدهم فإن اختلف الصحابة في التفسير أخذنا بالراجح الذي يرجحه سياق الآية طيب. ابن عباس يقول : هذا معنى الآية الكريمة. ونحن نقول إن الآية الكريمة تدل على ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما إلا أن ظاهر السياق أن هذه الأصنام كانت لأن هؤلاء القوم الصالحين كانوا قبل نوح كانوا قبل نوح نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ... يعني الإتيان بلا؟ لا هنا للتوكيد ما هي نافية لأنها معطوفة على النفي من أصله. لو قال لو قيل لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا صح الكلام.
الطالب : ... .
الشيخ : زائدة للتوكيد فقط مثلها في قوله تعالى : غير المغضوب عليهم و لا الضالين لو قيل : غير المغضوب عليهم والضالين استقام الكلام لكن هذا من باب التوحيد كأن الثلاث الأولين كأنهم أهم أهم من الآخرين ولهذا أخروا في الذكر ... الرابع والخامس والثالث.
الفتاوى المشابهة
- الكلام عن خطر التصوير وأنه وسيلة إلى الشرك . - الالباني
- كيف الجمع بين قوله تعالى:{كذبت قوم نوح المرس... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى : " ما وصى به نوحا " . - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ولقد نادانا نوح فل... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن أولهم... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ونجيناه وأهله من ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وقوم نوح من قبل. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وقوم نوح من قبل إنهم كانوا. - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر - اللجنة الدائمة
- .شرح قول المصنف : في الصحيح عن ابن عباس - رض... - ابن عثيمين