تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وعن ابن مسعود ـ رضي الله تع... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال: " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :  أكبر الكبائر الإشراك بالله  "، لا شك في هذا، أن الإشراك بالله أكبر الكبائر، لأنه انتهاك لأعظم الحقوق...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وعن ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال : ( أكبر الكبائر : الإشراك بالله , والأمن من مكر الله , والقنوط من رحمة الله , واليأس من روح الله ) رواه عبد الرازق .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال: " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله "، لا شك في هذا، أن الإشراك بالله أكبر الكبائر، لأنه انتهاك لأعظم الحقوق وهو حق الله عز وجل الذي أوجدك وأعدك وأمدك، فلا أحد أفضل عليك نعمة من الله عز وجل، فإذا أشركت به في حقه الخاص فإن هذا أكبر الكبائر.
ثانيا: الأمن من مكر الله وقد سبق تفسيره، وهو استمرار الإنسان على معصية الله مع وفور النعمة عليه.
والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله القنوط من رحمة الله تقدم أن القنوط أشد اليأس، كما قاله أهل اللغة. وأما الرحمة فالمراد بها أن الإنسان يقنط من أن الله يرحمه، ويستبعد رحمة الله سبحانه وتعالى، وهذا من الكبائر لما يقتضيه من سوء الظن به جل وعلا.
أما اليأس من روح الله فقد قلنا إن المعنى استبعاد الإنسان فرج الله تعالى وتوفيقه، فيكون هذا خاصا بإزالة الكروب، الكلام من ابن مسعود لأجل أن لا يتكرر الكلام، والقنوط هو أن يستبعد الإنسان حصول المطلوب، وإنما لجأنا إلى ذلك لئلا يكون في كلام ابن مسعود تكرار، فنقول: اليأس من روح الله أيش ؟ استبعاد زوال المكروه، والقنوط استبعاد حصول المطلوب، هذا في كلام ابن مسعود لئلا يحصل التكرار في كلامه، فإذا أمكن أن يحمل الكلام على التأسيس فهو أولى من أن يكون على سبيل التأكيد.
خلاصة الباب الآن: أن السائر إلى الله سبحانه وتعالى يعتريه شيئان يعوقانه عن الوصول إلى ربه، وهما: الأمن من مكر الله، والقنوط من رحمته، فإذا أصيب بالضراء، أو ضاقت عليه الأمور التي يحب تجده إن لم يتداركه الله يستولي عليه أيش ؟ القنوط ويستحسر ويستبعد الفرج ولا يسعى في أسبابه. وأما الأمر الثاني وهو الأمن من مكره الإنسان المقيم على معصية الله مع إسباغ النعم عليه، تجده يعجب بنفسه، ويرى أنه على حق، ويقول: لا، لولا أني على حق ما أغدق الله علي النعم، لأن الله يقول ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض فكون الله سبحانه وتعالى يعطيني دليل على أنه راض عني، فيُدل بعمله على ربه، ويرى أنه الرجل القائم بطاعة الله المتجنب لمعصيته، وهذا صحيح لو كان الإنسان على هذا الوصف، لكن إذا كان على معصية الله فلا ريب أن النعم استدراج من الله سبحانه وتعالى ومكر به.

Webiste