شرح قول المصنف : باب قول ما شاء الله وشئت عن قتيلة : ( أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنكم تشركون . تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت ) رواه النسائي وصححه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال " باب: قول ما شاء الله وشئت ".
مناسبة هذا الباب للتوحيد ظاهرة جدا، وهي أن قول ما شاء الله وشئت من الشرك إما أكبر وإما أصغر، فإن اعتقد أن هذا المعطوف مساو لله عز وجل فهو شرك أكبر، وإن زعم أنه دونه لكن أشرك به في اللفظ فهو شرك أصغر.
وقد ذكر بعض أهل العلم من جملة الضوابط للشرك الأصغر: أن ما كان وسيلة للأكبر فهو أصغر، إذا كان وسيلة فهو شرك أصغر، وهذا أحد الضوابط، وإلا ضوابط الشرك الأصغر كثيرة منها هذا المسألة.
" عن قتيبة: أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وصححه " اليهودي هو المنتسب إلى شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا إما من قوله تعالى: إنا هدنا إليك يعني رجعنا، وإما لأن جدهم اسمه يهودا بن يعقوب، فعلى الأول تكون النسبة من أجل عمل، وعلى الثاني تكون من أجل النسب والقرابة، ولا يبعد أن يكون لهذا ولهذا.
يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، يعني أنتم أيها المسلمون تشركون، يعني يقع فيكم الشرك، بين، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، أما الأول فالشرك فيه من ناحية أنه جعل هذا المعطوف مساويا لله عز وجل، ما شاء الله وشئت، وأما الثاني والكعبة فلأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكر ذلك ما قال: لسنا نفعل، ولا قال ليس بشرك، ولكنه أمرهم أن يصححوا هذا الكلام، أمرهم أن يقولوا: ورب الكعبة، فيكون الإقسام حينئذٍ بمن؟ يكون بالله عز وجل، وأمرهم أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت، فيكون بذلك الترتيب بين مشيئة الله تعالى ومشيئة هذا المخلوق، وبذلك يكون اللفظ صحيحا، أما الأول فلأن الحلف صار بالله، وأما الثاني فلأنه جعل بلفظ يتبين به تأخر أيش؟ مشيئة العبد عن مشيئة الله، وأنه لا مساواة بينهما.
في هذا الحديث فيه فوائد وفيه إشكال، أما الفوائد: ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هذا اليهودي مع أن ظاهر كلام اليهودي أنه ليس لله، وإنما قصده بذلك اللوم والذم للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان ما قاله حقا لم ينكر عليه.
ثانيا فيه من فوائده: مشروعية الرجوع إلى الحق وإن كان الذي نبه عليه ليس محقا، من أين يؤخذ؟ من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يغيروا ذلك.
وفيه أيضا، أنه، من فوائده: أنه ينبغي أن يغير الشيء إلى شيء قريب منه، بأن يقال: ورب الكعبة، ما أمرهم ما قال احلفوا بالله وما أشبه ذلك، قال ورب الكعبة، لأنه أقرب إلى اللفظ الذي كانوا يعتادونه، وهو لفظ صحيح ولا لأ؟ صحيح، وكذلك ما شاء الله ثم شئت، ما قال: قولوا ما شاء الله وحده كما قال في الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندا، قل: ما شاء الله وحده ، بل قال: ما شاء الله ثم شئت، وهو أقرب إلى قولهم: ما شاء الله وشئت، من قوله ما شاء الله وحده.
أما الإشكال فأن يقال: كيف كان هذا الحكم أو كيف كان هذا العمل مقررا ولم ينبه عليه إلا هذا اليهودي؟ ما هو الجواب؟ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ساكتا عليه؟ والصحابة نعم والصحابة كانوا يقولونه؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : أما بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فالجواب كما قال عيسى، يمكن أن يكون لم يسمعه ولا علم به، لكن هذا الاحتمال يرد عليه إشكال، وهو إذا كان الرسول لم يعلم بهم ولم يسمعهم، أو إذا كان لم يسمعهم ولم يرهم هو ولم يعلم.
الطالب : ...
الشيخ : لا يا أخي، فالله يعلم، فيبقى الإشكال واردا ..
ما هو الإشكال وما جوابه؟ عبد الله؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، وما جوابه؟
بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنه قد يكون غير عالم بذلك ربما لا يعلم، وأما بالنسبة إلى إقرار الله عز وجل لهذا فهو قد يكون لحكمة، لأن هذا ليس من باب الشرك الأكبر، لكنه من باب الشرك الأصغر، ويكون لحكمة وهو ابتلاء هؤلاء اليهود الذين انتقدوا المؤمنين بهذه اللفظة، مع أنهم هم يشركون شركا أكبر، فلا يرون عيبهم وهم ينكرون على المسلمين هذا، قد يكون هذا من الحكم والله أعلم، إنما نقول إن الجواب عن الأول الذي هو إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه لم يعلم بهذا الاستعمال وأنه شائع، وأما بالنسبة لإقرار الله سبحانه وتعالى له فقد يكون لحكم منها هذا الذي علمناه.
طيب، لماذا اختار النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا: ورب الكعبة دون والله؟
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت . قبل أن نبدأ الدرس يمكن يكون لبعضكم شغل في الليلة القادمة والتي وراءها والتي وراءها، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم الظاهر أنه رح يكون في شغل.
الطالب : ...
الشيخ : لا، أنا أقول لبعضكم ما هو لكلكم.
مناسبة هذا الباب للتوحيد ظاهرة جدا، وهي أن قول ما شاء الله وشئت من الشرك إما أكبر وإما أصغر، فإن اعتقد أن هذا المعطوف مساو لله عز وجل فهو شرك أكبر، وإن زعم أنه دونه لكن أشرك به في اللفظ فهو شرك أصغر.
وقد ذكر بعض أهل العلم من جملة الضوابط للشرك الأصغر: أن ما كان وسيلة للأكبر فهو أصغر، إذا كان وسيلة فهو شرك أصغر، وهذا أحد الضوابط، وإلا ضوابط الشرك الأصغر كثيرة منها هذا المسألة.
" عن قتيبة: أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وصححه " اليهودي هو المنتسب إلى شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا إما من قوله تعالى: إنا هدنا إليك يعني رجعنا، وإما لأن جدهم اسمه يهودا بن يعقوب، فعلى الأول تكون النسبة من أجل عمل، وعلى الثاني تكون من أجل النسب والقرابة، ولا يبعد أن يكون لهذا ولهذا.
يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، يعني أنتم أيها المسلمون تشركون، يعني يقع فيكم الشرك، بين، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، أما الأول فالشرك فيه من ناحية أنه جعل هذا المعطوف مساويا لله عز وجل، ما شاء الله وشئت، وأما الثاني والكعبة فلأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكر ذلك ما قال: لسنا نفعل، ولا قال ليس بشرك، ولكنه أمرهم أن يصححوا هذا الكلام، أمرهم أن يقولوا: ورب الكعبة، فيكون الإقسام حينئذٍ بمن؟ يكون بالله عز وجل، وأمرهم أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت، فيكون بذلك الترتيب بين مشيئة الله تعالى ومشيئة هذا المخلوق، وبذلك يكون اللفظ صحيحا، أما الأول فلأن الحلف صار بالله، وأما الثاني فلأنه جعل بلفظ يتبين به تأخر أيش؟ مشيئة العبد عن مشيئة الله، وأنه لا مساواة بينهما.
في هذا الحديث فيه فوائد وفيه إشكال، أما الفوائد: ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هذا اليهودي مع أن ظاهر كلام اليهودي أنه ليس لله، وإنما قصده بذلك اللوم والذم للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان ما قاله حقا لم ينكر عليه.
ثانيا فيه من فوائده: مشروعية الرجوع إلى الحق وإن كان الذي نبه عليه ليس محقا، من أين يؤخذ؟ من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يغيروا ذلك.
وفيه أيضا، أنه، من فوائده: أنه ينبغي أن يغير الشيء إلى شيء قريب منه، بأن يقال: ورب الكعبة، ما أمرهم ما قال احلفوا بالله وما أشبه ذلك، قال ورب الكعبة، لأنه أقرب إلى اللفظ الذي كانوا يعتادونه، وهو لفظ صحيح ولا لأ؟ صحيح، وكذلك ما شاء الله ثم شئت، ما قال: قولوا ما شاء الله وحده كما قال في الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندا، قل: ما شاء الله وحده ، بل قال: ما شاء الله ثم شئت، وهو أقرب إلى قولهم: ما شاء الله وشئت، من قوله ما شاء الله وحده.
أما الإشكال فأن يقال: كيف كان هذا الحكم أو كيف كان هذا العمل مقررا ولم ينبه عليه إلا هذا اليهودي؟ ما هو الجواب؟ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ساكتا عليه؟ والصحابة نعم والصحابة كانوا يقولونه؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : أما بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فالجواب كما قال عيسى، يمكن أن يكون لم يسمعه ولا علم به، لكن هذا الاحتمال يرد عليه إشكال، وهو إذا كان الرسول لم يعلم بهم ولم يسمعهم، أو إذا كان لم يسمعهم ولم يرهم هو ولم يعلم.
الطالب : ...
الشيخ : لا يا أخي، فالله يعلم، فيبقى الإشكال واردا ..
ما هو الإشكال وما جوابه؟ عبد الله؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، وما جوابه؟
بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنه قد يكون غير عالم بذلك ربما لا يعلم، وأما بالنسبة إلى إقرار الله عز وجل لهذا فهو قد يكون لحكمة، لأن هذا ليس من باب الشرك الأكبر، لكنه من باب الشرك الأصغر، ويكون لحكمة وهو ابتلاء هؤلاء اليهود الذين انتقدوا المؤمنين بهذه اللفظة، مع أنهم هم يشركون شركا أكبر، فلا يرون عيبهم وهم ينكرون على المسلمين هذا، قد يكون هذا من الحكم والله أعلم، إنما نقول إن الجواب عن الأول الذي هو إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه لم يعلم بهذا الاستعمال وأنه شائع، وأما بالنسبة لإقرار الله سبحانه وتعالى له فقد يكون لحكم منها هذا الذي علمناه.
طيب، لماذا اختار النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا: ورب الكعبة دون والله؟
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت . قبل أن نبدأ الدرس يمكن يكون لبعضكم شغل في الليلة القادمة والتي وراءها والتي وراءها، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم الظاهر أنه رح يكون في شغل.
الطالب : ...
الشيخ : لا، أنا أقول لبعضكم ما هو لكلكم.
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز قول: (إن شاء الله) على عمل قد تم؟ - ابن باز
- ما حكم مقولة – بالتوفيق إن شاء الله - ؟ - ابن عثيمين
- باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان. عن حذيف... - ابن عثيمين
- ما حكم قول: ما شاء الله؟ - الفوزان
- حكم قول إن شاء الله في الجواب عن أعمال العبادات - ابن باز
- شرح قول المصنف : وعن حذيفة - رضي الله عنه -... - ابن عثيمين
- ما حكم الدعاء بقول: جزاك الله إن شاء الله أو... - ابن عثيمين
- الحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت وم... - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : وله أيضاً عن ابن عباس - رضي... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى : ( و ما تشاؤون إلا أن يشاء... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : باب قول ما شاء الله وشئت عن... - ابن عثيمين