تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان. عن حذيف... - ابن عثيمينالقارئ : " عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان  ...
العالم
طريقة البحث
باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان. عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ). رواه أبو داود بإسناد صحيح.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان رواه أبو داود بإسناد صحيح " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة قول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان " :
والكراهة هنا يراد بها التحريم ، يعني أنك إذا تقول : ما شاء الله وشاء فلان أو ما شاء الله وشئت أو ما أشبه ذلك ، وذلك لأن الواو تقتضي التسوية ، إذا قلت : ما شاء الله وشاء فلان ، كأنك جعلت فلانا مساويا لله عز وجل في المشيئة ، والله تعالى وحده له المشيئة التامة يفعل ما يشاء ، ولكن أرشد النبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن ذلك ، أرشد إلى قول مباح فقال : ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ، لأن ثم تقتضي الترتيب بمهلة ، يعني أن مشيئة الله فوق مشيئة فلان ، وكذلك قول ما شاء الله وشئت ، فإن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتني لله ندا ينكر عليه ، بل قل ما شاء الله وحده : فهاهنا مراتب : المرتبة الأولى : أن يقول ما شاء الله وحده ، وهذه كلمة فيها تفويض الأمر إلى الله ، واتفق عليها المسلمون ، كل المسلمين يقولون : ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن .
الثانية : أن يقول : ما شاء الله ثم شاء فلان فهذه جائزة أجازها النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليها .
والثالثة : أن يقول : ما شاء الله وشاء فلان فهذه محرمة ولا تجوز ، وذلك لأن الإنسان جعل المخلوق مساويا للخالق عز وجل في المشيئة .
الرابعة : أن يقول : ما شاء الله فشاء فلان ، بالفاء ، فهذه محل نظر ، لأن الترتيب فيها وارد ، بمعنى أنك إذا قلت : فشاء فالفاء تدل على الترتيب لكنها ليس كـ ثم ، لأن ثم تدل على الترتيب بمهلة ، وهذه تدل على الترتيب بتعقيب ، ولهذا فهي محل نظر ، ولذلك لم يرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا ذكر للناس شيئا لا يجوز ، فليبين لهم ما هو جائز ، لأنه قال : لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ، وهكذا ينبغي لمعلم الناس ، إذا ذكر لهم الأبواب الممنوعة فليفتح لهم الأبواب الجائزة حتى يخرج الناس من هذا إلى هذا .
بعض الناس يذكر الأشياء الممنوعة يقول : هذا حرام هذا حرام ولا يبين لهم الأبواب الجائزة ، وهذا سد للأبواب أمامهم دون فتح للأبواب ، وانظر إلى لوط عليه الصلاة والسلام قال لقومه : أتأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ : نهاهم عن الممنوع ، وأرشدهم إلى الجائز ، وهكذا النبي عليه الصلاة والسلام قال : لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ، بل انظر إلى قول الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا : فنهاهم عن كلمة راعنا وأرشدهم إلى الكلمة الجائزة : وقولوا انظرنا ، ولما جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر ، تمر طيب قال: أكل تمر خيبر هكذا؟ قالوا: لا ، لكننا نشتري الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بثلاثة قال: لا، بع التمر الرديء بالدراهم ، ثم اشتري بالدراهم تمراً طيبا .

Webiste