شرح قول المصنف : في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجزن .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول : في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ، في الصحيح أي الصحيحين ؟ المؤلف دائما يطلق في الصحيح وهو في مسلم هذا الحديث " في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : احرص على ما ينفعك " كلمة عظيمة هذه احرص الحرص معناه بذل الجهد والاعتناء بالشيء على ما ينفعك في أمور دينك أو أمور دنياك ، والإنسان لا يخلو من ثلاثة أحوال : إما نافع يعني العمل اللي يعمله الإنسان ، إما نافع أو ضار أو لا نافع ولا ضار ، أليس كذلك ؟ هاه ؟ طيب الضار على كل حال محذر منه والنافع مأمور به وما لا ينفع ولا يضر نعم لا فيه أمر ولا نهي لكن العاقل يشح بوقته وعمره أن يبذله في ما لا نفع فيه ولا ضرر ، ثم هذا الذي ليس فيه نفع ولا ضرر في حد ذاته في الغالب لا بد أن يكون وسيلة إلى أي شيء ؟ إلى ما فيه نفع أو ضرر وحينئذٍ يأخذ حكم الغاية لأن الوسائل لها أحكام المقاصد ،أعرفتم الآن ؟ فالأفعال التي يفعلها العبد لا تخلو من ثلاث حالات : إما نافع أو ضار أو لا نافع ولا ضار ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول احرص على ما ينفعك طيب وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام علق الحكم على ما ينفع فما كان أكثر استيعابا لهذا الوصف فهو أولى يعني ما كان أنفع فهو أولى ، فإذا اجتمع عندك أمران أحدهما أنفع من الآخر فأيهما تأخذ فبأيهما تأخذ ؟ تأخذ بالأنفع ، إذا قال لك قائل أين الدليل ؟ نقول قول الرسول عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك ، لو قال هذا ما فيه ما قال احرص على أنفع الأشياء ، قلنا إن الحكم إذا علق على وصف كانت قوة الحكم بحسب ذلك الوصف ، فكلما يقوى فيه الوصف كان الحرص عليه أولى وأكثر أولى وأكثر ، احرص على ما ينفعك طيب حرصت على ما ينفعني هل أعتمد على نفسي ؟ لا ولهذا قال واستعن بالله ... لا يمكن أن تنال مقصودك إلا بالاستعانة بالله .. ، الصحيح أي صحيح مسلم هنا ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك المؤلف رحمه الله حذف منه جملة وأتى بما هو مقصود ومناسب للباب ، الجملة التي حذف منها منه قول الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير ولنشرحه لأنه مهم ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير وأحب إلى الله ، فخير هنا اسم تفضيل وأحب هنا اسم تفضيل ، والمؤمن القوي أي في ما يقتضيه، في إيمانه وما يقتضيه ، المؤمن القوي في إيمانه وما يقتضيه ، أما في إيمانه فهو ما يحل في قلبه من اليقين الصادق الذي لا يعتريه الشك ، وأما ما يقتضيه الإيمان فهو العمل الصالح من الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحزم في العبادات وما أشبه ذلك ، عرفتم ؟ وهل يدخل في ذلك قوي البدن أم لا ؟ لا إلا إذا كان في قوة بدنه ما يزيد في إيمانه أو ما يقتضيه إيمانه أما مجرد قوة البدن فإنها لا شك نعمة من الله عز وجل فتدخل في قوله ونبلوكم بالشر والخير فتنة إن استعمل الإنسان هذه القوة في طاعة الله صارت نعمة وإن استعملها في غير ذلك صارت نقمة ، لكن هذه الجملة من الحديث مكتوبة على أبواب الملاعب ملاعب الكرة ، يقولون أنت كروي فأنت قوي والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
الطالب : ...
الشيخ : نقول ليس هكذا يريد الرسول عليه الصلاة والسلام لأن المؤمن القوي الوصف هنا قوي وصف عائد على موصوف وهو المؤمن ، إذن القوي في إيمانه وما يقتضيه ذلك الإيمان هذا المراد بالقوي أما قوة البدن فكما قلت هي من النعم التي إن استعملت في الخير فهي خير وإن استعملت في الشر فهي شر
وقوله خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف خير في تأثيره وفي آثاره وأحب إلى الله هذا بالنسبة لثوابه فهو خير لأنه يجدي وينفع ويُقتدى به وأحب إلى الله هذا باعتبار الثواب ، من المؤمن الضعيف الضعيف في أيش ؟ في إيمانه أو فيما يقتضيه إيمانه ، لا ، لا في بدنه ، فقد يكون رجل ضعيفا في البدن لكنه قوي في الإيمان وما أكثر هؤلاء ، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام كما علمه الله لما كان هذا قد يغض من قيمة المؤمن قال وفي كل خير في كل خير وهذا ما يسمى عند البلاغيين بالاحتراز حتى لا يُظن أنه لا خير في الضعيف ، قال وفي كل خير ، قد يقول قائل إن الخيرية في كل منهما معلومة من قوله خير وأحب إلى الله لأن الأصل في اسم التفضيل اشتراك المفضل والمفضل عليه في الوصف أليس كذلك ؟ والجواب على هذا أن يقال إن هذا هو الأصل لكن قد يخرج هذا عن الأصل كما في قوله أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقرا مع أن أهل النار لا خير في مستقرهم ، هذه واحدة ، ثانيا أنه حتى وإن علم فإن الإنسان إذا سمع مثل هذه الجملة خير وأحب إلى الله صار في نفسه انتقاص بالنسبة لمن ؟ للمؤمن المفضل عليه ، فإذا قال وفي كل خير رفع من شأنهم أليس كذلك ؟ ونظير هذا تماما قوله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى حتى لا يظن أن هؤلاء في رتبة نازلة جدا فقال وكلا وعد الله الحسنى ، قال وفي كل خير ثم قال احرص على ما ينفعك اتصال الجملة هذه بالجملة التي قبلها ظاهرة جدا لأن القوة منها الحرص على ما ينفع ، قال احرص على ما ينفعك ما معنى احرص ؟ أي ابذل الجهد بقدر ما تستطيع على ما ينفعك في الدنيا والآخرة أو في الدنيا أو في الآخرة هاه ؟ كل الأقسام الثلاثة يعني ما ينفع في الدنيا فقط أو في الآخرة فقط أو في الدنيا والآخرة
الطالب : ...
الشيخ : طيب لا لا ، في الدنيا فقط لكن ما يضر الآخرة هاه ؟ ما يحرص ما يحرص على أنه يأكل ويشبع ؟! ههه
الطالب : ...
الشيخ : هو الإنسان الإنسان قد يأكل بمقتضى الطبيعة أو بمقتضى التشهي والتلذذ وقد يأكل ليستعين بها على طاعة الله وقد يأكل ليحمي جسمه من التلف لأنه مأمور بحفظه المهم إذا خلا من النية وأكل بمقتضى الطبيعة أو بمجرد التشهي نعم ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : على كل حال نقول على ما ينفعك في الدنيا فقط أو في الآخرة فقط أو في الدنيا والآخرة لكن الأول يجب أن يقيد بماذا ؟ بشرط أن لا يضر في الآخرة ، وقول احرص على ما ينفعك ، ما اسم موصول بفعل هو ينفع والاسم الموصول يحول بصلته إلى اسم فاعل كأنه قال احرص على النافع وإنما قلت ذلك لأجل أن أتدرج إلى أن نقول إنه إذا أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالحرص على النافع فمعنى ذلك أننا نقدم الأنفع على النافع والا لأ ؟ فإذا اجتمع عندنا عملان أحدهما نافع والثاني أنفع فماذا نقدم ؟ نقدم الأنفع لأن الزيادة على النافع هي نافع لأن الأنفع مشتمل على أصل النفع وعلى الزيادة هذه الزيادة نفع لا بد أن نحرص عليها ، هذه من جهة
ومن جهة أخرى أننا ذكرنا مرارا وتكرارا أن الحكم إذا علق على وصف كان تأكد ذلك الحكم بحسب ما يشتمل عليه من ذلك الوصف ، فمثلا إذا قلت أنا أكره الفاسقين كان كل من زاد في الفسق إليك أكره أليس كذلك ؟ طيب إذن نأخذ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك أننا نقدم الأنفع على النافع من وجهين :
الوجه الأول أن في الأنفع اشتمالا على النفع وزيادة هذه الزيادة من قسم النافع فنأخذ بها
ثانيا أن الحكم إذا علق بوصف كان تأكده كان تاكد الحكم بحسب تأكد ذلك الوصف وقوته
طيب إذن احرص على ما ينفعك يقابل الذي ينفع يقابله شيئان : ما يضر وما لا نفع فيه ولا ضرر لأن الأمور بحسب السبر والتقسيم إما نافعة أو ضارة أو لا نفع فيها ولا ضرر ، وقد يقول قائل وهناك قسم رابع ما يكون فيه نفع وضرر فينظر ، على كل حال الذي فيه ضرر هذا الحديث يدل على البعد عنه ، هذا الحديث يدل على وجوب البعد عنه وجه ذلك ؟ لأن البعد عن الضار نفع البعد عن الضار نفع فيدخل في قوله احرص على ما ينفعك فإن بعد الإنسان عما يضره لا شك أن هذا انتفاع وسلامة ، والسلامة غنيمة كما يقولون ، فإذا سلم مما يضره فقد غنم وعلى هذا فنقول : إن الإنسان مأمور بأن يبتعد عما يضره
طيب ما لا نفع فيه ولا ضرر ؟ نقول لا تحرص عليه لا تحرص عليه ولكن هل لك أن تفعله ؟ نقول هو من قسم المباح وما كان من قسم المباح فإنه على حسب ما يوصل إليه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت فإذا كان هذا العمل ما فيه لا نفع ولا ضرر والغالب أن هذا الغالب أن هذا يُذكر على سبيل التقسيم والسبر وإلا فإن الغالب أن الأمر لا يخلو من نفع أو ضرر إما لذاته وإما لغيره ، حديثنا العام حديثنا العام قد يكون يعني لا نفع فيه ولا ضرر لكن قد يتكلم الإنسان ويتحدث من أجل إدخال السرور على غيره وش يكون ؟ يكون فيه نفع والا لأ ؟ وقد يتحدث لئلا ينسب إلى الانزواء والانطواء وما يسمونه الناس بالكَلْ نعم، هذا أيضا فيه مصلحة يدفع عن نفسه التهمة ويوجب أن الناس يدربون عليه ويتجاسرون عليه نعم ، فالحاصل أن الغالب أنك لا تجد شيئا من الأمور من الحوادث ليس فيه خير ولا ليس فيه نفع ولا ضرر إما ذاتي أو عارض الغالب أنك لا تجد لكن لأجل تمام التقسيم نقسم هكذا
السائل : ما يقال ...
الشيخ : لا لا ، يقال إن الأصل فيه أن الأولى عدم فعله لأنه إضاعة وقت أقل ما فيه أنه إضاعة وقت نعم طيب
واستعن بالله شوف الرسول صلى الله عليه وسلم قال احرص واستعن والواو تقتضي الجمع ولم يقل احرص ثم استعن بل قال احرص واستعن لتكون الاستعانة مقرونة بالحرص ، ولاحظ إن الحرص سابق على الفعل والا بعده ؟ الحرص أحرص على اللي ينفعني أفعله ، فالاستعانة إذن لا بد أن تكون مقارنة للفعل من أوله من أوله يعني اجعل أمرك كل أفعالك التي تفعلها كلها اجعلها مقرونة بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، والاستعانة هي طلب العون إما بالفعل وإما بالحال إما بالفعل وإما بالحال ، يعني طلبها إما بلسان المقال بعبارة أصح الاستعانة طلب العون إما بلسان الحال أو بلسان المقال
بلسان المقال مثل أن تقول اللهم أعني أو عندما تشرع في الفعل تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وما أشبه ذلك هذه استعانة بلسان المقال ، بلسان الحال أن تشعر بقلبك أنك محتاج إلى ربك عز وجل في أن يعينك على هذا الفعل وأنه إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى ضعف وعجز وعورة وهكذا الواقع ، الإنسان إذا لم يعنه الله عز وجل ما تمكن من أن يفعل ، فإذن نقول استعن بالله بلسان الحال أو المقال أو بهما جميعا ؟ لا هذه أو هذه وعلى كل حال من استعان بلسان المقال فالغالب أنه يكون مستعينا بلسان الحال
طيب قلنا إن الفائدة من قوله واستعن بالواو الفائدة من ذلك أن تكون الاستعانة مقارنة للحرص للحرص نعم ، وقوله استعن بالله لو أن هذا الفعل يحتاج إلى استعانة بالخلق واستعنت أخاك وجاء ... مثل ما قال الاخ احمد خلوا اثنين أو ثلاثة يروحون معي يشيلون الكتب
الطالب : جائز
الشيخ : جائز ؟ طيب استعن بالله ، استعانة المخلوق بالمخلوق يكون المخلوق كعضو من أعضائه يكون المخلوق كعضو من أعضائه نعم، كما أنك إذا عجزت أن تحمل هذا الشيء بيد واحدة تستعين بالأخرى فاستعانتك بالمخلوق لا تشعر أنها كاستعانتك بالخالق أبدا ، وإنما تشعر بأن هذه الاستعانة أو هذه المعونة كمعونة بعضك لبعضك ، فليس استعانة تشعر بأنها فوق قدرتك وطاقتك ، وعلى هذا فنقول إنه لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم استعن بالله لأنك إنما تستعين بالإنسان كأنه عضو من أعضائك وأنه سبب لهذا الأمر وأنه ..
الطالب : ...
الشيخ : نقول ليس هكذا يريد الرسول عليه الصلاة والسلام لأن المؤمن القوي الوصف هنا قوي وصف عائد على موصوف وهو المؤمن ، إذن القوي في إيمانه وما يقتضيه ذلك الإيمان هذا المراد بالقوي أما قوة البدن فكما قلت هي من النعم التي إن استعملت في الخير فهي خير وإن استعملت في الشر فهي شر
وقوله خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف خير في تأثيره وفي آثاره وأحب إلى الله هذا بالنسبة لثوابه فهو خير لأنه يجدي وينفع ويُقتدى به وأحب إلى الله هذا باعتبار الثواب ، من المؤمن الضعيف الضعيف في أيش ؟ في إيمانه أو فيما يقتضيه إيمانه ، لا ، لا في بدنه ، فقد يكون رجل ضعيفا في البدن لكنه قوي في الإيمان وما أكثر هؤلاء ، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام كما علمه الله لما كان هذا قد يغض من قيمة المؤمن قال وفي كل خير في كل خير وهذا ما يسمى عند البلاغيين بالاحتراز حتى لا يُظن أنه لا خير في الضعيف ، قال وفي كل خير ، قد يقول قائل إن الخيرية في كل منهما معلومة من قوله خير وأحب إلى الله لأن الأصل في اسم التفضيل اشتراك المفضل والمفضل عليه في الوصف أليس كذلك ؟ والجواب على هذا أن يقال إن هذا هو الأصل لكن قد يخرج هذا عن الأصل كما في قوله أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقرا مع أن أهل النار لا خير في مستقرهم ، هذه واحدة ، ثانيا أنه حتى وإن علم فإن الإنسان إذا سمع مثل هذه الجملة خير وأحب إلى الله صار في نفسه انتقاص بالنسبة لمن ؟ للمؤمن المفضل عليه ، فإذا قال وفي كل خير رفع من شأنهم أليس كذلك ؟ ونظير هذا تماما قوله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى حتى لا يظن أن هؤلاء في رتبة نازلة جدا فقال وكلا وعد الله الحسنى ، قال وفي كل خير ثم قال احرص على ما ينفعك اتصال الجملة هذه بالجملة التي قبلها ظاهرة جدا لأن القوة منها الحرص على ما ينفع ، قال احرص على ما ينفعك ما معنى احرص ؟ أي ابذل الجهد بقدر ما تستطيع على ما ينفعك في الدنيا والآخرة أو في الدنيا أو في الآخرة هاه ؟ كل الأقسام الثلاثة يعني ما ينفع في الدنيا فقط أو في الآخرة فقط أو في الدنيا والآخرة
الطالب : ...
الشيخ : طيب لا لا ، في الدنيا فقط لكن ما يضر الآخرة هاه ؟ ما يحرص ما يحرص على أنه يأكل ويشبع ؟! ههه
الطالب : ...
الشيخ : هو الإنسان الإنسان قد يأكل بمقتضى الطبيعة أو بمقتضى التشهي والتلذذ وقد يأكل ليستعين بها على طاعة الله وقد يأكل ليحمي جسمه من التلف لأنه مأمور بحفظه المهم إذا خلا من النية وأكل بمقتضى الطبيعة أو بمجرد التشهي نعم ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : على كل حال نقول على ما ينفعك في الدنيا فقط أو في الآخرة فقط أو في الدنيا والآخرة لكن الأول يجب أن يقيد بماذا ؟ بشرط أن لا يضر في الآخرة ، وقول احرص على ما ينفعك ، ما اسم موصول بفعل هو ينفع والاسم الموصول يحول بصلته إلى اسم فاعل كأنه قال احرص على النافع وإنما قلت ذلك لأجل أن أتدرج إلى أن نقول إنه إذا أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالحرص على النافع فمعنى ذلك أننا نقدم الأنفع على النافع والا لأ ؟ فإذا اجتمع عندنا عملان أحدهما نافع والثاني أنفع فماذا نقدم ؟ نقدم الأنفع لأن الزيادة على النافع هي نافع لأن الأنفع مشتمل على أصل النفع وعلى الزيادة هذه الزيادة نفع لا بد أن نحرص عليها ، هذه من جهة
ومن جهة أخرى أننا ذكرنا مرارا وتكرارا أن الحكم إذا علق على وصف كان تأكد ذلك الحكم بحسب ما يشتمل عليه من ذلك الوصف ، فمثلا إذا قلت أنا أكره الفاسقين كان كل من زاد في الفسق إليك أكره أليس كذلك ؟ طيب إذن نأخذ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك أننا نقدم الأنفع على النافع من وجهين :
الوجه الأول أن في الأنفع اشتمالا على النفع وزيادة هذه الزيادة من قسم النافع فنأخذ بها
ثانيا أن الحكم إذا علق بوصف كان تأكده كان تاكد الحكم بحسب تأكد ذلك الوصف وقوته
طيب إذن احرص على ما ينفعك يقابل الذي ينفع يقابله شيئان : ما يضر وما لا نفع فيه ولا ضرر لأن الأمور بحسب السبر والتقسيم إما نافعة أو ضارة أو لا نفع فيها ولا ضرر ، وقد يقول قائل وهناك قسم رابع ما يكون فيه نفع وضرر فينظر ، على كل حال الذي فيه ضرر هذا الحديث يدل على البعد عنه ، هذا الحديث يدل على وجوب البعد عنه وجه ذلك ؟ لأن البعد عن الضار نفع البعد عن الضار نفع فيدخل في قوله احرص على ما ينفعك فإن بعد الإنسان عما يضره لا شك أن هذا انتفاع وسلامة ، والسلامة غنيمة كما يقولون ، فإذا سلم مما يضره فقد غنم وعلى هذا فنقول : إن الإنسان مأمور بأن يبتعد عما يضره
طيب ما لا نفع فيه ولا ضرر ؟ نقول لا تحرص عليه لا تحرص عليه ولكن هل لك أن تفعله ؟ نقول هو من قسم المباح وما كان من قسم المباح فإنه على حسب ما يوصل إليه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت فإذا كان هذا العمل ما فيه لا نفع ولا ضرر والغالب أن هذا الغالب أن هذا يُذكر على سبيل التقسيم والسبر وإلا فإن الغالب أن الأمر لا يخلو من نفع أو ضرر إما لذاته وإما لغيره ، حديثنا العام حديثنا العام قد يكون يعني لا نفع فيه ولا ضرر لكن قد يتكلم الإنسان ويتحدث من أجل إدخال السرور على غيره وش يكون ؟ يكون فيه نفع والا لأ ؟ وقد يتحدث لئلا ينسب إلى الانزواء والانطواء وما يسمونه الناس بالكَلْ نعم، هذا أيضا فيه مصلحة يدفع عن نفسه التهمة ويوجب أن الناس يدربون عليه ويتجاسرون عليه نعم ، فالحاصل أن الغالب أنك لا تجد شيئا من الأمور من الحوادث ليس فيه خير ولا ليس فيه نفع ولا ضرر إما ذاتي أو عارض الغالب أنك لا تجد لكن لأجل تمام التقسيم نقسم هكذا
السائل : ما يقال ...
الشيخ : لا لا ، يقال إن الأصل فيه أن الأولى عدم فعله لأنه إضاعة وقت أقل ما فيه أنه إضاعة وقت نعم طيب
واستعن بالله شوف الرسول صلى الله عليه وسلم قال احرص واستعن والواو تقتضي الجمع ولم يقل احرص ثم استعن بل قال احرص واستعن لتكون الاستعانة مقرونة بالحرص ، ولاحظ إن الحرص سابق على الفعل والا بعده ؟ الحرص أحرص على اللي ينفعني أفعله ، فالاستعانة إذن لا بد أن تكون مقارنة للفعل من أوله من أوله يعني اجعل أمرك كل أفعالك التي تفعلها كلها اجعلها مقرونة بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، والاستعانة هي طلب العون إما بالفعل وإما بالحال إما بالفعل وإما بالحال ، يعني طلبها إما بلسان المقال بعبارة أصح الاستعانة طلب العون إما بلسان الحال أو بلسان المقال
بلسان المقال مثل أن تقول اللهم أعني أو عندما تشرع في الفعل تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وما أشبه ذلك هذه استعانة بلسان المقال ، بلسان الحال أن تشعر بقلبك أنك محتاج إلى ربك عز وجل في أن يعينك على هذا الفعل وأنه إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى ضعف وعجز وعورة وهكذا الواقع ، الإنسان إذا لم يعنه الله عز وجل ما تمكن من أن يفعل ، فإذن نقول استعن بالله بلسان الحال أو المقال أو بهما جميعا ؟ لا هذه أو هذه وعلى كل حال من استعان بلسان المقال فالغالب أنه يكون مستعينا بلسان الحال
طيب قلنا إن الفائدة من قوله واستعن بالواو الفائدة من ذلك أن تكون الاستعانة مقارنة للحرص للحرص نعم ، وقوله استعن بالله لو أن هذا الفعل يحتاج إلى استعانة بالخلق واستعنت أخاك وجاء ... مثل ما قال الاخ احمد خلوا اثنين أو ثلاثة يروحون معي يشيلون الكتب
الطالب : جائز
الشيخ : جائز ؟ طيب استعن بالله ، استعانة المخلوق بالمخلوق يكون المخلوق كعضو من أعضائه يكون المخلوق كعضو من أعضائه نعم، كما أنك إذا عجزت أن تحمل هذا الشيء بيد واحدة تستعين بالأخرى فاستعانتك بالمخلوق لا تشعر أنها كاستعانتك بالخالق أبدا ، وإنما تشعر بأن هذه الاستعانة أو هذه المعونة كمعونة بعضك لبعضك ، فليس استعانة تشعر بأنها فوق قدرتك وطاقتك ، وعلى هذا فنقول إنه لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم استعن بالله لأنك إنما تستعين بالإنسان كأنه عضو من أعضائك وأنه سبب لهذا الأمر وأنه ..
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير ال... - ابن عثيمين
- بيان حفظ أبي هريرة - رضي الله عنه - للسنة وحرص... - الالباني
- شرح حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( ولا تد... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : في الصحيح عن أبي هريرة - رض... - ابن عثيمين
- شرح حديث :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله م... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : في الصحيح عن أبي هريرة - رض... - ابن عثيمين