الكلام على مخالفي أهل السنة والجماعة في هذا الباب والرد عليهم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : خالفهم قوم وقالوا وهذا موجود في درس اليوم، خالفهم قوم وهم أهل التعطيل من المعتزلة والجهمية والأشعرية ونحوهم وقالوا لا يمكن أن نُثبت لله يداً حقيقية بل المراد باليد أمر معنوي لا أمر حقيقي ما هو؟ قالوا المراد باليد القوة أو المراد باليد النعمة لأن اليد تطلق في اللغة العربية على النعمة وعلى القوة تطلق على النعمة وعلى القوة ففي الحديث الصحيح حديث النواس بن سمعان الطويل: أن الله يوحي إلى عيسى أني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم لا يدان لأحد بقتالهم المعنى
الطالب : لا قوة
الشيخ : لا قوة لأحد بقتالهم وهم يأجوج ومأجوج وأما اليد بمعنى النعمة فكثير ومنه قول رسول قريش لأبي بكر: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك يعني يد بمعنى
الطالب : نعمة
الشيخ : نعمة وقول المتنبي:
" وكم لظلام الليل عندك من يد *** تحدث أن المانوية تكذب "
المانوية طائفة من ، فرقة من المجوس الذين يقولون إن الظلمة تخلق الشر والنور يخلق الخير فالمتنبي يقول إنك تعطي في الليل العطايا الكثيرة التي تدل على أن المانوية تكذب لأن ليلك يأتي بخير ولا بشر
الطالب : بخير
الشيخ : بخير فالمراد باليد النعمة وليس المراد باليد اليد الحقيقية لماذا يا جماعة ؟ قال لأنك لو أثبت لله يدا حقيقية لزم من ذلك التجسيم أن يكون الله تعالى جسماً والأجسام
الطالب : متماثلة
الشيخ : متماثلة وحينئذٍ تقع فيما نهى الله عنه فلا تضربوا لله الأمثال ونحن أسعد بالدليل منك أيها المثبت للحقيقة نحن نقول سبحان من تنزه عن الأعراض
الطالب : والأبعاض
الشيخ : والأبعاض
الطالب : والأغراض
الشيخ : والأغراض والأغراض تبي أحسن من هالسجعة نعم نعم
الطالب : ...
الشيخ : يقولون سبحان من تنزه عن الأعراض والأغراض والأبعاض، ما تلقى هذي السجعة لا في الكتاب ولا في السنة طيب وش جوابنا على هذا ؟ جوابنا على هذا من عدة وجوه:
أولا أن تفسير اليد بالقوة أو النعمة مخالف لظاهر اللفظ وما كان مخالفاً لظاهر اللفظ فهو مردود فهو مردود ، إلا بدليل
ثانياً : أنه مخالف لإجماع السلف ، السلف كلهم مجمعون على أن المراد باليد اليد الحقيقية انتبه لهذه النقطة لو قال لك قائل جبلي كلمة واحدة عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي تقول إن المراد بيد الله هي اليد الحقيقية؟ أقول له ايت لي بكلمة واحدة عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي و غيرهم من الصحابة والأئمة من بعدهم تقول إن المراد باليد القوة أو النعمة ، ما يستطيع يجيب ما يستطيع يجيب إذن فلو كان عندهم معنى يخالف ظاهر اللفظ لكانوا
الطالب : قالوا به
الشيخ : يقولون به، فلما لم يقولون به لما لم يقولوا به عُلم أنهم أخذوا بظاهر اللفظ وأجمعوا عليه وحينئذٍ لا يمكن لأنه لا يمكن أن يرد ما ادعيناه من الإجماع لأنه لو قال لنا هذا القول كان ربما بعض الناس يتوقف يقول والله أنا الحقيقة ما مر أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا قالوا إن المراد باليد اليد الحقيقية ما وجدت ذلك نقول لا يحتاج أن تجد هذا طالبهم هم بالدليل ؟
الطالب : لا قالوا ...
الشيخ : دقيقة دقيقة بس، طالبهم هم بالدليل ... بأي شيء
يقول هات لي دليل أنهم قالوا أن المراد باليد القوة أو النعمة ، فإذا لم يكن لديك دليل فإن إبقاء النص على ما هو عليه هو طريقتهم إبقاؤه على ما هو عليه هو طريقتهم، ولو كانوا فسروه بخلاف الظاهر لَنُقل إلينا لأنه عقيدة يجب الاعتناء بها ونقلها واضح يا جماعة؟ طيب مخالف لإجماع السلف
ثالثا : أنه يمتنع غاية الامتناع أن يراد باليد النعمة أو القوة في مثل قوله لما خلقت بيدي لما خلقت بيدي لما خلقت بيدي وش وجه إنه يمتنع غاية الامتناع؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه يستلزم أن تكون النعمة اثنتان أو اثنتين يستلزم أن تكون نعمة الله اثنتين فقط ونِعم الله لا تحصى يستلزم أن القوة قوتان والقوة معنى واحد لا يتعدد القوة معنى واحد لا يتعدد فهذا التركيب يمنع غاية المنع أن يكون المراد باليد أيش؟
الطالب : القوة والنعمة
الشيخ : القوة و النعمة هب أنه قد يمكن في قوله بل يداه مبسوطتان أن يراد بهما النعمة على تأويل نعم لكن لا يمكن أن يراد بقوله: لما خلقتُ بيدي النعمة أبداً أما القوة فيمتنع أن يكون المراد باليدين القوة في الآيتين جميعا في قوله : بل يداه وفي قوله : لما خلقت بيدي لأن القوة لا تتكرر لا تتعدد القوة لا تتعدد واضح يا جماعة؟
الوجه الرابع : أنه لو كان المراد باليد القوة ما كان لآدم فضل على إبليس بل ولا على الحمير والكلاب ولا لا؟
الطالب : لأنهم كلهم خلقوا مثله.
الشيخ : ليش ؟ لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ولو كان هذا ولو كان المراد باليد القوة ما صح الاحتجاج على إبليس إذ أن إبليس سيقول على طول وأنا يا رب خلقتني بقوتك فما فضله علي واضح؟
الوجه الخامس : أن يقال إن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة فجاءت
الطالب : ...
الشيخ : بالأصابع والقبض والبسط والكف نعم واليمين وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة لأن القوة لا تُوصف بهذه الأوصاف لا توصف بهذه الأوصاف فتبين بهذا أن قول هؤلاء المحرفين الذين قالوا المراد باليد القوة باطل من عدة أوجه باطل من عدة أوجه وقد سبق لنا القول العام في مثل هذه الأمور أن صفات الله عز وجل من الأمور الخبرية الغيبية التي ليس للعقل فيها
الطالب : مجال
الشيخ : مجال وما كان هذا سبيله فإن الواجب علينا إبقاؤه على ظاهره من غير أن نتعرض له طيب هنا قالوا قالت اليهود يد الله مغلولة فقال تعالى : بل يداه مبسوطتان ما وجه المناسبة باختلاف التعبيرين نعم
الطالب : هم قالوا : يد الله مغلولة
الشيخ : نعم
الطالب : فعبروا باليد الواحدة عن البخل فقال الله : بل يداه مبسوطتان ثنا اليد
الشيخ : هم لما أرادوا أن يصفوا الله بالبخل
الطالب : أفردوا اليد
الشيخ : أفردوا اليد والله عز وجل لما أراد أن يبين..
الطالب : لا قوة
الشيخ : لا قوة لأحد بقتالهم وهم يأجوج ومأجوج وأما اليد بمعنى النعمة فكثير ومنه قول رسول قريش لأبي بكر: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك يعني يد بمعنى
الطالب : نعمة
الشيخ : نعمة وقول المتنبي:
" وكم لظلام الليل عندك من يد *** تحدث أن المانوية تكذب "
المانوية طائفة من ، فرقة من المجوس الذين يقولون إن الظلمة تخلق الشر والنور يخلق الخير فالمتنبي يقول إنك تعطي في الليل العطايا الكثيرة التي تدل على أن المانوية تكذب لأن ليلك يأتي بخير ولا بشر
الطالب : بخير
الشيخ : بخير فالمراد باليد النعمة وليس المراد باليد اليد الحقيقية لماذا يا جماعة ؟ قال لأنك لو أثبت لله يدا حقيقية لزم من ذلك التجسيم أن يكون الله تعالى جسماً والأجسام
الطالب : متماثلة
الشيخ : متماثلة وحينئذٍ تقع فيما نهى الله عنه فلا تضربوا لله الأمثال ونحن أسعد بالدليل منك أيها المثبت للحقيقة نحن نقول سبحان من تنزه عن الأعراض
الطالب : والأبعاض
الشيخ : والأبعاض
الطالب : والأغراض
الشيخ : والأغراض والأغراض تبي أحسن من هالسجعة نعم نعم
الطالب : ...
الشيخ : يقولون سبحان من تنزه عن الأعراض والأغراض والأبعاض، ما تلقى هذي السجعة لا في الكتاب ولا في السنة طيب وش جوابنا على هذا ؟ جوابنا على هذا من عدة وجوه:
أولا أن تفسير اليد بالقوة أو النعمة مخالف لظاهر اللفظ وما كان مخالفاً لظاهر اللفظ فهو مردود فهو مردود ، إلا بدليل
ثانياً : أنه مخالف لإجماع السلف ، السلف كلهم مجمعون على أن المراد باليد اليد الحقيقية انتبه لهذه النقطة لو قال لك قائل جبلي كلمة واحدة عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي تقول إن المراد بيد الله هي اليد الحقيقية؟ أقول له ايت لي بكلمة واحدة عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي و غيرهم من الصحابة والأئمة من بعدهم تقول إن المراد باليد القوة أو النعمة ، ما يستطيع يجيب ما يستطيع يجيب إذن فلو كان عندهم معنى يخالف ظاهر اللفظ لكانوا
الطالب : قالوا به
الشيخ : يقولون به، فلما لم يقولون به لما لم يقولوا به عُلم أنهم أخذوا بظاهر اللفظ وأجمعوا عليه وحينئذٍ لا يمكن لأنه لا يمكن أن يرد ما ادعيناه من الإجماع لأنه لو قال لنا هذا القول كان ربما بعض الناس يتوقف يقول والله أنا الحقيقة ما مر أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا قالوا إن المراد باليد اليد الحقيقية ما وجدت ذلك نقول لا يحتاج أن تجد هذا طالبهم هم بالدليل ؟
الطالب : لا قالوا ...
الشيخ : دقيقة دقيقة بس، طالبهم هم بالدليل ... بأي شيء
يقول هات لي دليل أنهم قالوا أن المراد باليد القوة أو النعمة ، فإذا لم يكن لديك دليل فإن إبقاء النص على ما هو عليه هو طريقتهم إبقاؤه على ما هو عليه هو طريقتهم، ولو كانوا فسروه بخلاف الظاهر لَنُقل إلينا لأنه عقيدة يجب الاعتناء بها ونقلها واضح يا جماعة؟ طيب مخالف لإجماع السلف
ثالثا : أنه يمتنع غاية الامتناع أن يراد باليد النعمة أو القوة في مثل قوله لما خلقت بيدي لما خلقت بيدي لما خلقت بيدي وش وجه إنه يمتنع غاية الامتناع؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه يستلزم أن تكون النعمة اثنتان أو اثنتين يستلزم أن تكون نعمة الله اثنتين فقط ونِعم الله لا تحصى يستلزم أن القوة قوتان والقوة معنى واحد لا يتعدد القوة معنى واحد لا يتعدد فهذا التركيب يمنع غاية المنع أن يكون المراد باليد أيش؟
الطالب : القوة والنعمة
الشيخ : القوة و النعمة هب أنه قد يمكن في قوله بل يداه مبسوطتان أن يراد بهما النعمة على تأويل نعم لكن لا يمكن أن يراد بقوله: لما خلقتُ بيدي النعمة أبداً أما القوة فيمتنع أن يكون المراد باليدين القوة في الآيتين جميعا في قوله : بل يداه وفي قوله : لما خلقت بيدي لأن القوة لا تتكرر لا تتعدد القوة لا تتعدد واضح يا جماعة؟
الوجه الرابع : أنه لو كان المراد باليد القوة ما كان لآدم فضل على إبليس بل ولا على الحمير والكلاب ولا لا؟
الطالب : لأنهم كلهم خلقوا مثله.
الشيخ : ليش ؟ لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ولو كان هذا ولو كان المراد باليد القوة ما صح الاحتجاج على إبليس إذ أن إبليس سيقول على طول وأنا يا رب خلقتني بقوتك فما فضله علي واضح؟
الوجه الخامس : أن يقال إن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة فجاءت
الطالب : ...
الشيخ : بالأصابع والقبض والبسط والكف نعم واليمين وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة لأن القوة لا تُوصف بهذه الأوصاف لا توصف بهذه الأوصاف فتبين بهذا أن قول هؤلاء المحرفين الذين قالوا المراد باليد القوة باطل من عدة أوجه باطل من عدة أوجه وقد سبق لنا القول العام في مثل هذه الأمور أن صفات الله عز وجل من الأمور الخبرية الغيبية التي ليس للعقل فيها
الطالب : مجال
الشيخ : مجال وما كان هذا سبيله فإن الواجب علينا إبقاؤه على ظاهره من غير أن نتعرض له طيب هنا قالوا قالت اليهود يد الله مغلولة فقال تعالى : بل يداه مبسوطتان ما وجه المناسبة باختلاف التعبيرين نعم
الطالب : هم قالوا : يد الله مغلولة
الشيخ : نعم
الطالب : فعبروا باليد الواحدة عن البخل فقال الله : بل يداه مبسوطتان ثنا اليد
الشيخ : هم لما أرادوا أن يصفوا الله بالبخل
الطالب : أفردوا اليد
الشيخ : أفردوا اليد والله عز وجل لما أراد أن يبين..
الفتاوى المشابهة
- سؤال عن كيف الرد على المخالفين لمذهب أهل الس... - ابن عثيمين
- ما هو المنهج السلفي في الرد على المخالف ؟ - الالباني
- الرد على المخالف من النصيحة للإسلام - الفوزان
- شرح قول المصنف: " وقد أجمع أهل السنة على أنه... - ابن عثيمين
- باب : إذا أسلم على يديه - ابن عثيمين
- المبحث السادس: حول تعطيل أهل الكلام لصفة الي... - ابن عثيمين
- مناقشة حول صفة اليد . - ابن عثيمين
- سؤال: هل يمكن أن يراد باليد القوة؟ - ابن عثيمين
- بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم... - الالباني
- الكلام على مخالفي أهل السنة والجماعة والرد ع... - ابن عثيمين
- الكلام على مخالفي أهل السنة والجماعة في هذا... - ابن عثيمين