تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان حكم الخطأ والنسيان في النواهي الشرعية .... - ابن عثيمينالشيخ : أحب من أحدكم أن يحل هذا الإشكال هذا الرجل تكلم في الصلاة ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة نعم الطالب : لأنه جاهلالشيخ : لم يأمره النب...
العالم
طريقة البحث
بيان حكم الخطأ والنسيان في النواهي الشرعية .وبيان خلق النبي صلى الله عليه وسلم في قضية الإنكار على الغير .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أحب من أحدكم أن يحل هذا الإشكال هذا الرجل تكلم في الصلاة ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة نعم
الطالب : لأنه جاهل

الشيخ : لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة أخونا يقول: لأنه جاهل ، لكن لو قال قائل الكلام لا يعذر فيه بالجهل في الصلاة لأنه ينافى الصلاة منافاة مطلقة لا يُعذر فيه بالجهل ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يعيد الصلاة ولم يُنقل إلينا في احتمال ولا ما في ، ها في احتمال أن الرسول أمره لكن ما نقل إلينا ذلك وش الجواب؟ الجواب يجب أن نعرف قاعدة دل عليها الكتاب السنة وهو " أن الخطأ والنسيان في المحظورات لا يترتب عليه شيء " مرة ثانية " الخطأ والنسيان في المحظورات لا يترتب عليه شيء " كل المحظورات في العبادات إذا كانت خطأ أو نسيانا فإنه لا يترتب عليه شيء أبداً وش الدليل ؟ قال الله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا او أخطأنا قال الكريم المنان قد فعلت يعني لا أؤاخذكم إذا نسيتم أو أخطأتم طيب وقال النبي صلى الله عليه وسلم من نسي وهو صائم فأكل أو شرب ها فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه والأكل والشُرب في الصوم مفسد ولا غير مفسد ؟
الطالب : مفسد

الشيخ : مفسد لكن إذا وقع نسياناً لم يفسده واضح طيب هذا الرجل تكلم وهو يصلي تكلم وهو يصلي جاهلا أو عالماً؟
الطالب : جاهلا

الشيخ : جاهلا إذن صلاته صحيحة لا تفسد وإذا أورد علينا مورد قال لعله أمره بالإعادة ولم ينقل قلنا الأصل عدم عدم الأمر ولأنه لو كانت الإعادة واجبةً عليه وخذوها بارك الله فيكم هذه مهمة لطلب العلم لو كانت الإعادة واجبة عليه لكانت الإعادة من شرع الله توافقون على هذا ولا لا؟ ها
الطالب : نعم

الشيخ : طيب لو كانت الإعادة واجبة لكانت الإعادة من شرع الله وإذا كانت من شرع الله هل يمكن أن تهمل ولا تنقل إلى عباد الله ؟ لا يمكن مستحيل هذا لأن الله يقول إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكما حفظ الله كتابه حفظ الله شريعته التي تضمنها كتابه واضح يا جماعة؟ إذن نقول إذا تكلم رجل في الصلاة ناسيا أو جاهلا فصلاته صحيحة لو قُرع عليك الباب وأنت تصلي نسيت وقلت تفضل وأنت تصلي نقول أعد الصلاة ها
الطالب : ناسي

الشيخ : اي ناسي ناسي ، أنت يعني لما سمعت الجرس مثلا أو دَق الباب قلت تفضل وأنت تصلي ناسياً صلاتُك
الطالب : صحيحة

الشيخ : صحيحة صلاتك صحيحة لهذه القاعدة التي أصلها في كتاب الله وفروعها في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
طيب نحن الآن نتكلم على أيش؟ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى دين الله بكل وسهولة وبساطة ، في في الصيام أيضا في الصيام جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا سول الله هلكت، قال: ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم شف الله أكبر وقع على أهله في رمضان وهو صائم الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قابله ؟ هل قابله بالتعنيف والإنكار والتوبيخ؟ لا قابله بما يُداوي هذا الجرح، وصف له الدواء قال: هل تجد رقبة؟ فأفاد الرجل لا تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، تطعم ستين مسكيناً قال : لا ما عنده شي هذه خصائل الكفارة كلها غير موجودة في هذا الرجل فجلس الرجل فجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ هذا تصدق به ، فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! والله ما بين بابتيك اهل بيت أفقر مني سبحان الله يعني إلى هذا، شف لأن الرجل اطمأن اطمأن من حال الرسول عليه الصلاة والسلام وانشرح صدره حتى انقلب خوفه وذعره السابق أيش؟ إلى طمع إلى طمع ولهذا ضحك النبي عليه الصلاة والسلام حتى بدت أنيابه أو نواجذه ثم قال : أطعمه أهلك سبحان الله رجل خرج من أهل أيش ؟
الطالب : خائف

الشيخ : خائفا مذعورا فرجع إلى أهله بتمر وهم فقراء وما ظنكم إذا جاء التمر إلى ناس فقراء ها يفرحون به كثيراً شف الشرع كيف، لكن لو جاءكم واحد يستفي هذه الفتوى يقول إنه جامع زوجته في نهار رمضان وهو صائم وش الجواب؟ أعتقد والله أعلم أن المسؤول سوف يقول يا فلان ما تستحي على روحك ما تخاف الله الليل قريب واصبر وما أشبه ذلك هذا هو المتوقع من بعض الناس لكن الرجل إذا جاءنا تائب يسأل الخلاص يا إخوان التائب الذي يسأل الخلاص يقول أنا فكوني من هذا الذنب اللي وقعت فيه هل نقابله بالتوبيخ واللوم؟ أبدا اضبط نفسك يا أخي لا تنتصر لنفسك انتصر لله عز وجل ادعو إلى الله لا إلى نفسك اضبط نفسك ، لو كان فيك غيرة وغضب لحرمات الله اضبط نفسك وافعل كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، لن تجد داعية ولم يوجد داعية أوسع صدرا وأعلم بالله وبما يليق بعباد الله من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، اتبع اثره وأنت على خير
نجد بعض الناس اليوم لا يمثلون هذه الطريق وهذا الخلق من الرسول عليه الصلاة والسلام ينكرون أشد الإنكار في رجل لا يعلمون السبب في وقوعه في هذا المحرم أو في تركه للواجب ويزعقون في وجهه ويصرخون تأخذه العزة بالإثم ويقول لا أقبل منك ولا أوافقك واذهب وربما يشتم الدين من أجله -والعياذ بالله- فالرفق واللين كله خير كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : إن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف طيب رجل وجد شخصاً عفيفاً يمشي مع امرأة في السوق بعض الناس أهل الغيرة تيجي إليه يشتمك ما تستحي على روحك وش هالمرة اللي معك؟ وش هالمرة اللي راكبة بالسيارة ؟ صحيح هذا ولا غير صحيح ؟ ما دام الرجل عفيفا ولا تقوم حوله التهمة ليس لك الحق في أن تتكلم بهذا الكلام، هذه امرأته أنت الآن لو امرأتك معك وأحد يتكلم عليك مثل هذا الكلام تنتقده ولا لا؟ تنتقده إذن لا تكون هكذا دخل رجل يوم الجمعة والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب فجلس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أصليت، قال : لا قال: قم فصلي ركعتين يعني مقتضى التعجل من بعض الناس إذا رأى هذا الرجل جلس وش يقول له؟ ها يقول له : يلا قم صلي ركعتين قم صلي ركعتين لكن الرسول سأل أولاً هل هذا الرجل ترك ما أُمر به أم لا قال : أصليت؟ قال لا إذن لو رأيت شخصا تاركا لواجب لا تنكر عليه حتى تنظر هل فعل هذا الواجب أم لم يفعل؟ هل ترك هذا الواجب لعذر يُسقط الواجب أو لا؟ فالمهم بارك الله فيكم أنه يجب على الداعية أن يكون عالماً بأحوال من يدعو إليه والأحوال أربعة كما قلت لكم وأن ننزل كل ذي حال منزلته حتى يكون مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم مُصلحا لعباد الله ، وربما يورد علي بعضكم حديثاً صحيحاً وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا لابساً خاتم ذهب فنزعه النبي عليه الصلاة والسلام من يده من أصبعه ورمى به دون أن يكلمَه بشيء إلا أنه قال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده كيف نجمع بين هذا العمل من الرسول صلى الله عليه وسلم وبين الأمثلة السابقة الذي بال في المسجد، والذي تكلم في الصلاة، والذي جامع أهله في نهار رمضان هو صائم ،كيف نجمع بين هذا وهذا؟ معاملة هذا الرجل الذي كان لابسا ذهبا أشد بلا شك فيها شدة فلماذا لم يعامله الرسول علسه الصلاة والسلام كما عامل هؤلاء القوم؟ نعم
الطالب : ...

الشيخ : ايه نقول لأن حال هذا الرجل اللابس تقتضي أن يفعل به هذا الفعل كأن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً من أن هذا الرجل كان متهوانا كان متهاونا بفعله فنزله منزلته ومن أجل هذا شُرعت الحدود في المعاصي وشُرعت التعزيرات مع أن الحدود فيها شيء من ال أيش؟ من الشدة على من حُد لكنها رحمة به وبغيره انتبه لهذا عشان ما تطعن في الإسلام، الحدود فيها شدة لا شك لكنها شدة تتضمن رحمة وحكمة من يعرف وجه كونها رحمة بالمُعاقب المحدود نعم
الطالب : ...

الشيخ : ها
الطالب : لأنها تكفير له

الشيخ : صح لأنها تكفير له ، تكفر عنه الإثم الذي حصل له بهذا الذنب هي حكمة أيضا لأنها تردعُه وتردع غيره عن ممارسة هذا الذنب الذي أقيم فيه الحد فلكل مقام مقال وأخيراً يجب على الداعية أن يكون هو أول من يمتثل ما دعى إليه ، لأن الله يقول : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يؤتى بالرجل فيلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه يعني أمعاءه والعياذ بالله فيدور عليها كما يدور الحمار على رحاه فيجتمع إليه اهل النار ويقولون ما شأنك ألست تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول "كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه ليحذر الداعية أن يكون ممن يقول ما لا يفعل "وذُكر في ترجمة ابن الجوزي رحمه الله الواعظ المشهور وهو من الحنابلة أنه أتاه عبد وقال له: إن سيده يؤذيه ويشق عليه وأطلُب منك يقول لابن الجوزي أن تعظ الناس في العتق لعل سيدي يعتقني فأسلم، قال له أفعل وكان يعظ الناس في يوم الجمعة فذهبت جمعة أو جمعتان أو أكثر ولم يتكلم عن العتق بشيء ثم تكلم فيه وحث عليه ورغب فيه وكان سيد هذا العبد يحضر فأعتق الناس عبيدهم ومن جملتهم هذا السيد بل ومن جملتهم هذا العبد الذي كان سيده يؤذيه، فجاء العبد إلى ابن الجوزي وقال لماذا تأخر كلامك عن العتق فقال لأنني لم أجد شيئا أشتري به عبداً فأعتقه فانتظرت حتى أشتري عبدا فأعتقه وحينئذ آمر الناس بالعتق " سبحان الله ! لأن تأثير الموعظة إذا كانت من شخص صادق يفعل ما يقول أبلغ من تأثيرها من شخص لا يفعل ما يقول واسـأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن دعا إلى الله وعمِل صالحا وقال إنني من المسلمين
الطالب : سؤال يا شيخ

الشيخ : نعم نعم

Webiste