تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب... - ابن عثيمينالشيخ : قال : " وتفاصيل ذلك مذكور في الكتب المنزلة من السماء والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء "والعلم المأثور من الأنبياء ما طريق العلم به؟ لأنه لا ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء . وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذاك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " وتفاصيل ذلك مذكور في الكتب المنزلة من السماء والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء "
والعلم المأثور من الأنبياء ما طريق العلم به؟ لأنه لا بد من سند صحيح.
نقول : العلم المأثور عن الأنبياء قسمان :
قسم ثبت بالوحي، وهو ما ذكر في القرآن والسنة الصحيحة. وهذا لا شك في ثبوته.
قسم آخر ثبت بطريق النقل غير الوحي، هذا هو الذي دخل فيه، دخل فيه الكذب والتحريف والتبديل والتغيير.
ولهذا لا بد من أن يكون الإنسان حذراً مما ينقل عن الأنبياء السابقين، لأنه قد يكون محرفا مبدلا مغيرا حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام : إذا حدثكم أهل الكتاب، فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم قولوا : آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم، ولكن لا تصدقه في القضية المعينة ولا تكذبه، لأنك إن صدقته، قد تصدق بباطل، وإن كذبته، قد تكذب بحق. فلا تصدق ولا تكذب، قل : إن كان هذا من الله، فقد آمنت به، وإن لم يكن منه فليس منه.
إذن المأثور عن الأنبياء ما طريق العلم به؟ له طريقان : الوحي من الكتاب والسنة، وهذا واضح أنه صحيح، ويجب قبوله. والثاني : النقل وهذا يجب التثبت فيه.
وقد قسم العلماء ما أثر عمن سبق بالنقل إلى ثلاثة أقسام :
الأول : ما شهد شرعنا بصدقه.
والثاني : ما شهد شرعنا بكذبه.
والحكم في هذين واضح.
الثالث : ما لم يحكم بصدقه ولا كذبه.
فهذا يجب فيه التوقف، لا نصدق ولا نكذب.
" وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي " صدق رحمه الله.
العلم الموروث عن محمد صلوات الله وسلامه عليه سواء في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من ذلك ما يشفي ويكفي.
ما حاجة نروح ندور مواعظ ترقق القلوب، نروح نجيب مثلا من المواعظ التي يزعم أنها مواعظ داوود، أو كلمات عيسى أو ما أشبه ذلك، نحن في غنى عن هذا كله، في العلم الموروث عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشفي ويكفي في كل أبواب العلم والإيمان، الذي في العلم الذي جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يشفي ويكفي.
ثم المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام : مقبول، وضعيف، وموضوع، ما هو كله صحيح أيضا، ليس كله صحيحاً مقبولا، بل فيه المقبول والضعيف والموضوع، ونحن في باب الوعظ في غنى عن الضعيف وعن الموضوع.
فالموضوع اتفق العلماء رحمهم الله على أنه لا يجوز ذكره ونشره بين الناس، لا في باب الفضائل والترغيب والترهيب، ولا في غيرها، إلا من ذكره ليبين أنه موضوع، ليبين حاله.
والضعيف اختلف فيه العلماء، والذين قالوا بجواز نشره ونقله اشترطوا فيه ثلاثة شروط :
الشرط الأول : أن لا يكون الضعف شديداً.
الشرط الثاني : أن يكون أصل العمل الذي رتب عليه الثواب أو العقاب ثابتاً بوجه صحيح.
الشرط الثالث : أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، بل يكون متردداً غير جازم، واضح؟ طيب.
أما صيغة عرضه، فلا يقول : قال رسول الله بل يقول : روي عن رسول الله، ذكر عنه وما أشبه ذلك .
فالحديث الضعيف على قول من يجيز نشره وروايته لا بد فيه من شروط ثلاثة: أن يكون غير شديد الضعف، أن يكون له أصل ثابت، والثالث : أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
أما صفة عرضه فيجب أن لا يكون بصيغة الجزم، ما تقول قال رسول الله، بل تقول روي عنه أو ذكر عنه، أو ما أشبه ذلك طيب.
فإن كنت في عامة لا يفرقون بين ذكر وقيل وقال، يقولون : " كل ما قيل في المحراب فهو صواب ". ويش تجيبه في ذُكر وقيل ولا ما تجيبه أبدا؟ نعم ما تأت به أبداً، لأن العامي إذا أتيت به يبي يعتقد على طول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، ولا لا؟ ولا يدري ويش أنت قلت ذكر أو قيل، لو تقول قال رسول الله أو قيل عن رسول الله، كله واحد ما يعرف الفرق، أليس كذلك؟ إذن لا بد أن نعرف إلى من نتحدث حتى لا نوهمه.
طيب في هذا الباب - أي: في باب اليوم الآخر وأشراط الساعة - ذكرت أحاديث كثيرة فيها ضعف وفيها أيضا وضع، موضوعات وأكثر ما تكون هذه في كتب الرقائق والمواعظ. ولذلك يجب التحرز منها ويجب أيضا أن نحذر العامة من أهلينا وغيرهم الذين يقع في أيديهم مثل هذه الكتب، لأنها كتب صحيح لو الواحد سمعها قام يبكي ورق قبله وصارت الدنيا عنده لا تساوي فلسا، لكنها مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، ما هي صحيحة، وهؤلاء العامة سيعتقدون صحتها، ولهذا إذا جاء حديث موضوع وحديث صحيح، هذا رجل صلى في مسجد لا يقرأ فيه إمامه إلا أحاديث صحيحة، ثم صلى في مسجد آخر فجاء إمامه بأحاديث موضوعة مكذوبة لكن فيها ذكر النار والعقارب والحيات والأهوال العظيمة فتقطع قلبه من البكاء، فجاء إلينا، قلنا: وين صليت البارح؟ قال البارح : صليت مع فلان. شلون أحاديثه عسى زينة؟ قال والله أحاديث ما هي بشيء أبد، مع أنها في الصحيحين وأحاديث صحيحة ومفيدة، لكن ما بكى فيها. جاء يقول والله ما هي بشيء، الليلة وين صليت؟ قال: في المسجد الفلاني، ما شاء الله جزاه الله خيرا جاب أحاديث نفعتنا وذكرنا الآخرة ونسينا الدنيا، وهي كلها أحاديث موضوعة، فلذلك أنا أقول أنه يجب التحرز من نشر الأحاديث التي تكون غير صحيحة بين العامة، لأن العامي لا تفكر إنه يبي ينثني عما يعتقد أبدا إلا اللهم إلا عاد من ناس دون ناس، فالحذر الحذر مما يذكر، وهذا الباب ذكر فيه أحاديث عظيمة وكثيرة فيما ينسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.
قال المؤلف رحمه الله : " وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذاك ما يشفي ويكفي " صدق يشفي من المرض، ويكفي من الحاجة، والله ما أحد يمكن أن يشفى بدون الوحيين الكتاب والسنة، ولا يمكن أحد أن تنتهي نهمته أو تكتفي حاجته بدونهما أبدا، كل إنسان مؤمن لا يجد ما يشفي قلبه إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه.
قال : " فمن ابتغاه وجده "
ابتغاه بمعنى طلبه، " وجده " صحيح يجده الحمد لله.
القرآن بين أيدينا، وكتب الأحاديث بين أيدينا، لكنها تحتاج إلى تمحيص وبيان الصحيح منها من الضعيف، حتى يبني الناس ما يعتقدونه في هذا الباب على أساس صحيح. أي نعم. أظن ما أعلنت. أعلنت الثانية. لا

Webiste