تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. - ابن عثيمينالشيخ : رجل يفعل شيئا غير عبادة فهل ننهاه عنه ؟ لا حتى نعلم أنه منكر لأن الاصل في غير العبادات الحل كذا ولا لا ؟ طيب الشرط الرابع : أن يكون هذا الآمر وا...
العالم
طريقة البحث
تتمة شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : رجل يفعل شيئا غير عبادة فهل ننهاه عنه ؟ لا حتى نعلم أنه منكر لأن الاصل في غير العبادات الحل كذا ولا لا ؟ طيب
الشرط الرابع : أن يكون هذا الآمر والناهي على رأي بعض العلماء مو اتفاق أن يكون قائما بما يأمر به منتهيا عما ينهى عنه فإن كان غير قائم بذلك فإنه لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر لأن الله تعالى قال لليهود أو لبني إسرائيل منكرا عليهم قال لهم : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ فإذا كان هذا الرجل لا يصلي فلا يأمر غيره أن يصلي وإن كان يشرب الخمر فلا ينهى غيره عن شرب الخمر كيف يأمر بشيء لا يفعله أو ينهى عن شيء نعم يفعله ولهذا قال الشاعر :
" لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم "
فهم استدلوا بالقرآن واستدلوا بالعقل يعني بالأثر والنظر ولكن الجمهور على خلاف ذلك وقالوا يجب أن يأمر بالمعروف وإن كان لا يأتيه وينهى عن المنكر وإن كان يأتيه وإنما نهى الله وانما وبخ الله بني إسرائيل لا على عدم، لا على أمرهم بالمعروف أو بالبر ولكن على جمعهم بين الأمر بالبر ونسيان النفس فالنهي عن أو التوبيخ منصب على الصورة مجتمعة لا على كل فرد منها وهذا القول هو الصحيح لأنا نقول أنت الآن مأمور بأمرين : الأمر الأول فعل البر والأمر الثاني الأمر بالبر
منهي عن أمرين : الأول : عن المنكر والثاني : النهي أنت الآن مأمور بأمرين الأول اجتناب المنكر الثاني النهي عن فعله فإذا تركت شيئا تترك الثاني هذا لا يستقيم والصواب أن هذا ليس بشرط .
الشرط الخامس : ألا يلحقه ضرر فإن لحقه ضرر لم يجب عليه ولكن إن صبر إن صبر فلا بأس فهو أحسن لكن إذا لم يصبر ولحقه بذلك ضرر فإنه لا يجب عليه لأن جميع الواجبات مشروطة بماذا ؟ بالقدرة والاستطاعة فإذا لم يستطع فإنه فانه لا يلزمه لأن هذا ضرر عليه وقد قال الله تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فإذا خاف إذا أمر شخصا بمعروف أن يقتله فإنه لا يلزمه أن يأمره لأنه لا يستطيع ذلك
وقال بعض العلماء : " بل يجب عليه الصبر والأمر وليصبر على ما يصيبه " ولكن القول الأول أحسن لأن هذا الآمر إذا لحقه الضرر بحبس أو ضرب أو قتل أو ما أشبه ذلك فإنه يحرم غيره ما يقوم به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وجه آخر وربما يستحسر غيره أيضا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في حال لا يخشى منها ذلك الضرر .
الشرط السادس : ألا يزول المنكر إلى ما هو أنكر منه فإن زال المنكر إلى ما هو أنكر منه فإنه لا يلزمه بل لا يجوز له أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فإذا كان إذا أمر بمعروف مستحب أدى ذلك إلى ترك معروف واجب فهنا يأمر بالمستحب والا لا ؟ ها لا يأمر يعني أراد أن يأمر شخصا بفعل إحسان لكن يستلزم فعله هذا الإحسان ألا يصلي مع الجماعة فهنا لا يجب الأمر بالمعروف هذا بل ولا يجوز لأنه يؤدي إلى ترك ترك واجب
كذلك في المنكر لو كان إذا نهى عن هذا المنكر تحول الفاعل المنكر إلى فعل منكر أعظم فإنه في هذه الحال نعم لا يجوز أن ينهى عن هذا المنكر دفعا لأعلى المفسدتين بأدناهما ويدل لهذا قوله تعالى : وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ فإن سب آلهة المشركين لا شك أنه أمر مطلوب لكن يترتب عليه أمر محظور أعظم من المصلحة التي تكون عند سب آلهة المشركين لأنهم يسبون الله تعالى وهو لا يستحق السب وإنما يسبونه عدوا بغير علم ونحن نسب آلهتهم حقا بعلم لكن إذا كان هذا الحق بالعلم يؤدي إلى هذه المفسدة فإنه لا يجوز
فلو رأينا شخصا يشرب خمرا وشرب الخمر منكر فلو نهيناه عن شربه لذهب يسرق أموال الناس ويستحل أعراضهم بالزنا بنسائهم أو نحو ذلك فهنا ننهاه عن شرب الخمر والا لا ؟ ننهاه لماذا ؟ لأنه يترتب عليه مفسدة أعظم هو يترك شرب الخمر ولكن يذهب يزني بنساء المؤمنين المحصنات المؤمنات أو يذهب يعتدي على الناس في أموالهم ودمائهم فنقول هذا أهون مفسدة والاقتصار على أهون المفسدتين هذا هو الحكمة طيب فصارت الشروط الآن كم ستة شروط .
ولهذا قال المؤلف : " على ما توجبه الشريعة "
طيب هل يشترط ألا يكون من أصول من أصول الآمر الناهي والا لا ؟ يعني ألا يكون أباه أو أمه أو جده أو جدته ؟ لا يشترط بل نقول ربما هذا يتأكد أكثر لأن من بر الوالدين أن يمنعهما عن فعل المعاصي ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله هذا المظلوم فكيف نصر الظالم ؟ قال : تمنعه من الظلم فذلك نصره فأبوك وأمك إذا أمرتهما بالخير ونهيتهما عن الشر فإن ذلك من البر والإحسان إليها وهو نصر لهما على أنفسهما قد يقول : أنا إذا نهيت أبي زعل يزعل ويغضب ويهجرني فماذا أصنع ؟ نقول: الزعل والغضب والهجر من حقك أنت من حقك أنت فاصبر على هذا الأذى الذي ينالك بغضب أبيك وزعله وهجره اصبر عليه والعاقبة للمتقين
قد يقول : أنا مثلا لو قلت لأبي لا تشرب الدخان مثلا لا تترك صلاة الفجر أقم الصلاة يزعل يقول ويش أنت ؟ أنت هذا دين جديد هذا أنت مطوع مثلا وما أشبه ذلك بل يقول بعضهم إذا أمرته بأمر بأمر ليس فيه مشقة عليه قال أنت متزمت حتى اللي يأمر بالصلاة بعض الأحيان يقال له : أنت متزمت طيب ويش كلمة متزمت اللي يأمر بالصلاة يقال متزمت أنا ما أمرتك تنحبس في بيتك ولا تخرج ولا أمرتك أنك تبقى دائما راكعا ساجدا فأين التزمت
على كل حال يوجد بعض الناس يشكو من هذا الأمر يقول أنا إذا أمرت أبي بالطاعة الواجبة ما هي المستحبة أو بترك الشيء المحرم لا المكروه يزعل ويغضب ويهجرني نقول يجب عليك أن تأمره بذلك وأن تنهاه وهذا ليس بضرر يعني هجره إياك وغضبه عليك ليس بضرر بل هو إيش ؟ أذى وفرق بين الأذى والضرر ولهذا قال الله تعالى : لن يضروكم إلا أذى وقال : إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني مع أن الله قال : إن الذين يؤذون الله ورسوله فأثبت الأذية ونفى الضرر فأنت الآن إذا هجرك أبوك أو غضب عليك فإن ذلك لا يضرك ولكن لا شك أنه يؤذيك وإلا سوف تأكل وتشرب وتلبس وتعمل كل حاجاتك ولا يضرك هذا نعم .

Webiste