تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول المصنف :ويأمرون بالصبر عند البل... - ابن عثيمينالشيخ : فالإنسان ربما يصبر لكن عند أول وهلة تقع عليك المصيبة إذا صبرت فهذا هو الصبر الحقيقي أما بعد أن تبرد مصيبتك وترد اليك نفسك فهذا صبر لكنه صبر ضعيف...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول المصنف :ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فالإنسان ربما يصبر لكن عند أول وهلة تقع عليك المصيبة إذا صبرت فهذا هو الصبر الحقيقي أما بعد أن تبرد مصيبتك وترد اليك نفسك فهذا صبر لكنه صبر ضعيف فالصبر الحقيقي الأكمل ما كان عند الصدمة الأولى فأهل السنة والجماعة يأمرون بالصبر عند البلاء وما من إنسان إلا يبتلى إما في نفسه وإما في أهله وإما في ماله وإما في صحبه وإما في بلده وإما في المسلمين عامة . ويكون ذلك إما في الدنيا وإما في الدين والمصيبة في الدين أعظم بكثير من المصيبة في الدنيا ومن العجب أننا نحن في عصرنا هذا إذا أصيب أحد منا بمصيبة دينية فزعت الأمم وأفزعوا الأفراد من أجل مساواة هذا المصاب بأمر ديني بأمر دنيوي قد يكون عقوبة للمصاب لعله يرجع لكن إذا أصيب أحد بدين نعم لا تجد أحدا يواسيه الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله لو أن أحد من الناس فقد أهله وماله لا يملك إلا سيارة واحدة خرج يتمشى هو وأهله كلهم أهل البيت فانقلبوا ومات أهل البيت كلهم إلا هذا الرجل وتحطمت السيارة واحترقت تجد الناس على بيته زرافات ووحدانا يعزونه ولو فاتته صلاة العصر من يجي لمه ما يجي لمه أحد ما يأتي إليه أحد وهذا من ضعف قيمة الدين عند كثير من الناس المصائب الدنيوية كل الدنيا تفزع لها والمصائب الدينية كأنها ماء بارد نعم مر على الجسم ولكن أهل السنة والجماعة يأمرون بالصبر عند البلاء في الأمرين حتى إذا ابتلي بلد من البلاد بحكام ظلمة فسقة فجرة يضربون بيد من حديد على أهل الخير ويطلقون كل السراح لأهل الشر يأمر أهل السنة والجماعة أهل هذا البلد أن ايش؟ ان يصبروا وأن ينتظروا الفرج أليس بلال كان يخرج به في نحر الظهيرة يعذب حتى توضع الحجر على بطنه الحجر الحامية على بطنه في النهاية كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كان مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام إذن ما علينا إلا أن نصبر وننتظر الفرج ونسعى بالأسباب لا أقول نصبر ويقعد الواحد بفراشه ويربط بنفسه يسعى في الأسباب مع الاستعانة بالخلاق عز وجل وسيجعل الله له فرجا ومخرجا طيب .
" يأمرون كذلك بالشكر عند الرخاء " الرخاء : السعة سعة العيش والأمن في الوطن نعم فيأمرون بالشكر.
أيهما أشق : الشكر عند الرخاء أو الصبر على البلاء ؟
الطالب : ...

الشيخ : طيب العلماء اختلفوا فقال بعض العلماء : إن الصبر على البلاء أشق وقال آخرون : الشكر عند الرخاء أشد لأن الله عزَّ وجلَّ قال : وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ فإذا نظرنا إلى الآيتين قلنا هما سواء كلاهما شاق الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والحقيقة أنني الآن في وقتي الآن لا أستطيع أن اميز بينهما أو أقول هذا أشد أو هذا أشد لكن كل منهما قد يهونه بعض التفكير فالمصاب إذا فكر وقال : إن جزعي لا يرد المصيبة ولا يرفعها فإما أن أصبر صبر الكرام وإما أن أسلو سلو البهائم هان عليه الصبر والشاكر إذا قال أنا إن شكرت زادني الله وإن لم أشكر سلبني الله هذه النعمة يهون عليه الشكر والمسألة عندي الآن يعني ما أستطيع ان أفرق بينهما لكن أهل السنة والجماعة يأمرون بهذا وهذا يأمرون بهذا وهذا الشكر عند الرخاء.
" والرضا بمر القضاء " : الرضا أعلى من الصبر الرضى بمر القضاء .
ومر القضاء : هو ما لا يلائم طبيعة الإنسان هذا مر القضاء والا مو شيء يذاق باللسان لكن ما لا يلائم الطبيعة فهو مر فإذا قضى الله علي قضاء لا يلائم طبيعتي وأتأذى به وربما اتضرر به سمي ذلك إيش ؟ مر القضاء فهو ليس لذيذا عندي وليس حلوا بل هو مر هم يأمرون بالرضا بمر القضاء الرضا بمر القضاء.
واعلم أن مر القضاء لنا فيه نظران :
النظر الأول : باعتباره فعلا واقعا من الله.
والنظر الثاني : باعتباره مفعولا له مفعولا له.
فباعتبار كونه فعلا من الله يجب علينا أن نرضى به وجوبا وألا نعترض على ربنا به لأن هذا من تمام الرضا بالله ربا وأما بالنظر إلى إيش ؟ إلى كونه مفعولا له فهذا يسن الرضا به ويجب الصبر عليه يسن الرضا به ويجب الصبر عليه المرض باعتبار كون الله قدره حكم الرضا به واجب واجب أن أرضى هذا ربي وأنا عبده يفعل ما شاء باعتبار المرض نفسه باعتبار المرض نفسه يسن الرضى به يسن الرضى به وأما الصبر عليه فهو واجب طيب والشكر عليه مستحب اعلى من الرضا ولهذا نقول : المصابون لهم تجاه المصائب أربعة مقامات أربعة مقامات:
المقام الأول : الجزع والثاني : الصبر والثالث : الرضا والرابع : الشكر تعدها علي .
الطالب : الرضا .

الشيخ : الإنسان إذا أصيب بمصيبة فله أربع مقامات أو أربعة مقامات : الجزع الصبر الرضا الشكر
أما الجزع فحرام مثل أن يقول : يا ويلاه واثبوراه أو يدعو على نفسه بالموت او بالهلاك تسخطا من هذا الأمر الذي أصابه أو يخمش وجهه أو يشق ثوبه أو ينتف شعره هذا محرم قال النبي عليه الصلاة والسلام : ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية
الثاني : الصبر بأن يحبس نفسه قلبا ولسانا وجوارح عن التسخط فهذا واجب يعني ما يتسخط بقلبه ولا بجوارحه ولا بلسانه هذا واجب
الثالثة أو الثالث المقام الثالث : أن يرضى والرضا الفرق بينه وبين الصبر أن الصابر يتجرع المر لكن ما يقدر يتسخط يحمي نفسيه عن التسخط إلا أن هذا الشيء في نفسه صعب ومر يتمثل بقول الشاعر :
" وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذاقَتُهُ *** لَكِنْ عَواقِبُهُ أحْلى مِنَ العَسَلِ "
لكن الراضي لا يذوق هذا مرا، مطمئن كأن هذا الشيء الذي أصابه كأنه خير أو كأنه لا شيء فهذا فرق بين هذا وبين الأول
وجمهور العلماء على أن الرضى بالمقضي سنة مستحب وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو الصحيح.
الرابع : الشكر : أن يقول : الحمد لله الحمد لله لكن هذا المقام قد يقول قائل : كيف يكون هذا ؟ واحد يصاب بمصيبة ويقعد يحمد الله ويشكره نعم نقول نعم يشكره لانها لأنه يذكر أن هذه أن هذه المصيبة كفارة للذنب والعقوبة في الدنيا اهون من العقوبة في الآخرة .
ثانيا : أن هذه المصيبة إذا صبر عليها أثيب إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ فيشكر الله على هذه المصيبة.
ثالثا : يقول : إن الصبر مقام عال الصبر من المقامات العالية عند أرباب السلوك لا ينال الا بوجود إيش ؟ أسبابه إلا بوجود أسبابه فأنا أريد أن أرتفع إلى هذه الى هذا المقام العالي لأنه وجد سببه فيشكر الله على ذلك ويذكر أن رابعة العدوية أصابها مصيبة في أصبعها ما أدري قطعت أو جرحت فشكرت الله فقيل لها في ذلك قال : " كيف ؟ " فقالت : " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها " شوف قابلت هذا بهذا وحلاوة الأجر والمقامات العالية التي كتبها الله للصابرين تنسي هذا الأمر .
إذن أهل السنة والجماعة رحمهم الله وجعلنا منهم يأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. طيب لم نعرف الشكر في الواقع
الشكر : هو القيام بطاعة المنعم هذا الشكر القيام بطاعة المنعم اعتقادا بالقلب وثناء باللسان وطاعة بالأركان هذا الشكر فمن فسق فليس بشاكر ومن اعتقد أن النعمة من كسبه فليس بشاكر من قال : إنما أوتيته على علم عندي فليس بشاكر ولهذا قال الشاعر :
" أفادتكم النعماء مني ثلاثة ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا "
يعني قلبه فمتعلق الشكر أعم من متعلق الحمد وسبب الحمد أعم من سبب الشكر ومتعلقه أخص دائما نحن نقول نحمد الله ونشكره أيهما أعم ؟ لا نقول نعم أما من حيث السبب فالحمد أعم وأما من حيث المتعلق فالشكر أعم كيف ذلك ؟ سبب الحمد النعمة وكمال المحمود فالله عز وجل يحمد على كماله وإحسانه ولهذا إذا شربنا أو أكلنا نقول : الحمد لله
الشكر سببه الإحسان فقط سببه الإحسان فقط إذن هو اخص من الحمد والا لا ؟ أخص بالسبب الصبر، الحمد يكون باللسان فقط يكون باللسان فقط
وهو وصف المحمود بالكمال الشكر يكون باللسان ويش بعد ؟ والقلب والجوارح فهو من حيث المتعلق أعم طيب نعم .

Webiste