تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : وجملة أو شبهها... - ابن عثيمينالشيخ : ولهذا قال : " وجملةٌ أو شِبهها الذي وُصِل *** به " :" جملة " : خبر مقدّم ، " أو شبهها " : معطوف عليه ، " الذي " : مبتدأ مؤخر ، " وصل به " : صلة ...
العالم
طريقة البحث
شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : وجملة أو شبهها الذي وصل *** به كمن عندي الذي ابنه كفل.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولهذا قال : " وجملةٌ أو شِبهها الذي وُصِل *** به " :
" جملة " : خبر مقدّم ، " أو شبهها " : معطوف عليه ، " الذي " : مبتدأ مؤخر ، " وصل به " : صلة الموصول ، ومعنى البيت : والذي وُصِل به جملة أو شبه جملة ، يعني : أن صلة الموصول تكون جملة وتكون شبه جملة ، فالجملة إما جملة فعلية ، وإما جملة اسمية ، وشبه الجملة : إما ظرف ، وإما جار ومجرور ، أعرفتم ؟ فالجملة : إما اسمية ، أو فعلية ، وشبه الجملة : إما ظرف ، وإما جار ومجرور ، ولا تكون اسماً مفردًا ، لا يمكن أن تكون اسماً مفردًا ، فلا يجوز أن تقول : " جاء الذي أبوه " ، وإيش ؟ ما تمت الصلة ، لابد أن تكون الصلة جملة أو شبه جملة ، والجملة : إما اسمية أو فعلية ، وشبه الجملة : إما ظرف ، وإما جار ومجرور ، طيب ، ضرب المؤلف مثالين ، أتى بمثالين قال : " كَمَن عِندي الذي ابنُه كُفِل " :
" مَن " : بمعنى الذي ، " وعندي " : ظرف ، وهي صلة الموصول ، فهي شبه جملة ، " الذي ابنه كُفِل " : الذي : اسم موصول ، وابن : مبتدأ ، وجملة : كُفِل : خبره ، والجملة صلة الموصول ، المثال الثاني فيه الصلة جملة ، والأول : " كمن عندي " ؟
الطالب : شبه جملة .

الشيخ : شبه جملة ، وفي المثالين مع ما سبقهما لفٌ ونشرٌ غيرُ مرتب ، صحيح ؟ لأنه في الأول قال : جملة أو شبهها ، فبدأ بالجملة ، وفي التمثيل بدأ بشبه الجملة ، وهذا لفٌ ونشرٌ غيرُ مرتب ، والبلاغيون يقولون : " لفٌ ونشرٌ مُشَوَّش " ، لكن نحن نبعد التشويش ، نقول : لف ونشر غير مرتب ، طيب ، تأمل : " مِن عندي " : الذي عندي ، الذي عندي ، وقد تقرر في القواعد : أن كل ظرف أو جار ومجرور لابد له من متَعَلق ، ولهذا سميناه شبه جملة ، ما هو جملة ، شبه جملة ، لأنه لابد له مِن ؟
الطالب : متعلق.

الشيخ : مِن مُتَعَلَق ، أي من شيء يتعلق به ، فما هو المتعلق في شبه الجملة ؟ المتعلق فعل محذوف ، المتعلق فعل محذوف ، ولابد ، فمثلًا : مَن عِندي ، التقدير : مَن استَقَرَّ عندي ، مَن استَقَرَّ عندي ، تقول : جاء الذي عندي ، قدّر المحذوف ؟
الطالب : جاء الذي استقر عندي .

الشيخ : جاء الذي استقر عندي ، وإن شئت أن تبيّن المتعلَق الخاص فتقول : جاء الذي سكن عندي ، لأن الاستقرار معنىً واسع ، والسكنى معنىً خاص ، فلك أن تقدّر المعنى الخاص ، ولك أن تقدر المعنى العام ، فعلى كل حال المحذوف في شبه الجملة إذا وقعت صلة الموصول ما هو ؟
الطالب : فعل .

الشيخ : فعل ولابد ، طيب ، فإذا قال قائل : أليس ابن مالك يقول :
" وأَخبَروا بِظَرفٍ أَو بِحرفِ جَرّ *** ناوين مَعنى كَائِنٍ أَو استَقَرّ "
وكائن : ليست فعلًا ، قلنا : هناك فرق بين هذا وهذا ، لأن الخبر الأصل فيه أن يكون غير جملة ، ولهذا قال : " ناوين معنى كائن " ، فقدّم الاسم ، وصلة الموصول الأصل فيها أن تكون جملة ، ولا توصل بمفرد ، لا يوصل الموصول بمفرد ، فلهذا لو قال إنسان : جاء الذي عندي ، أنا أقدّر : جاء الذي مستقر عندي ، قلنا : لا يجوز ، بل لابد أن تقول : جاء الذي -إيش ؟- استقر عندي ، لتتم الجملة ، لأنك لو قلت : جاء الذي مستقر عندي ، لزم أن تقدر مبتدأ ، يكون مستقر : خبره ، فيكون عندنا الآن محذوفان ، وإذا قدّرنا استقر ، صار المحذوف واحدًا وهو أولى ، كلما قلّ الحذف فهو أولى ، الخلاصة : صلة الموصول يجب أن تكون إيش ؟
الطالب : جملة .

الشيخ : جملة أو شبه جملة ، وشبه الجملة يجب أن يقدّر لها فعل تتعلق به ، فعل تتعلق به ، طيب هذا القاعدة ، " مِن عندي " : قلنا أصلها : الذي استقر عندي ، الجار والمجرور : جاء الذي في البيت ، جاء الذي في البيت ، نقول : في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول ، التقدير : جاء الذي سكن في البيت ، أو استقر في البيت ، أو ما أشبه ذلك ، الجملة التي ذكرها المؤلف الآن : " الذي ابنُه كُفل " ، الجملة الآن اسمية ولا فعلية ؟
الطالب : اسمية .

الشيخ : اسمية ، لأن الجملة الاسمية هي التي تُبتدأ باسم ، والجملة الفعلية هي التي تُبتدأ بفعل ، والجملة هنا : " ابنه كُفل " ، وابن : اسم ولا فعل ؟
الطالب : اسم .

الشيخ : اسم ، إذن المؤلف مثّل لشبه الجملة بالظرف ، ومثّل للجملة بالجملة إيش ؟
الطالب : الاسمية .

الشيخ : الاسمية ، نحتاج الآن إلى مثال للجار والمجرور ، وإلى مثال للجملة الفعلية ، طيب ، الجار والمجرور مثّلنا قبل قليل بإيش ؟ جاء الذي في البيت ، الجملة الفعلية : قال الله تعالى : والذي جاء بالصدق ، والذي جاء بالصدق ، جاء : فعل ماضي ، فهذه الجملة فعلية ، طيب ، الجملة الآن في كلام المؤلف جملة خبرية ، وليست طلبية ، جملة خبرية ليست طلبية ، فهل تمثيله يدل على أنه يشترط في صلة الموصول أن لا تكون جملة طلبية ، بناء على أن التمثيل يحدد الشروط ، لأن الكتاب مختصر ، قد يذكر أمثلة ، وتؤخذ الشروط من الأمثلة ، فهل نقول : إن هذين المثالين اللذين ذكرهما ابن مالك يدلان على أنه يشترط للجملة ألا تكون طلبية ؟! يعني أن تكون خبرية ، الجواب : نعم ، هذا هو المشهور عند النحويين ، فلا يصح أن تقول : " جاء الذي اضربه " ، جاء الذي اضربه ، لا يجوز ، فإنْ وقع مثل هذا في كلام العرب ، والعرب يحكمون علينا ولا نحكم عليهم ، فإنه يقدر لهذه الجملة الطلبية ، يقدّر لها جملة خبرية ، كيف نقدّر ؟ جاء الذي اضربه ، نقدّر : جاء الذي يقال في حقه اضربه ، وجملة : يُقال ، خبرية ولا طلبية ؟
الطالب : خبرية .

الشيخ : خبرية ، طيب ، جاء الذي هل قام ، يصح أو لا يصح ؟ جاء الذي هل قام ؟!
الطالب : لا يصح .

الشيخ : أسألكم الآن هل استفدنا شيء ؟
الطالب : لا .

الشيخ : إذن لا يصح ، لا يصح أن أقول : جاء الذي هل قام ، لأن الجملة إنشائية ، استفهام ، ونحن نقول : يشترط أن تكون الجملة خبرية ، طيب ، إذا كانت خبرية ، وجاء في كلام العرب مثل هذا التعبير : جاء الذي هل قام ، نقول للعربي أنت لحنت ، أخطأت اللغة أو لا ؟
الطالب : نعم .

الشيخ : لا ، ما نقول ، العرب يحكمون علينا ولا نحكم عليهم ، نقول : لابد أن نقدّر شيئًا يصح به كلامه ، وش نقول ؟ جاء الذي يُقال في حقه هل قام ، صح ؟
الطالب : صح .

الشيخ : ولهذا قالوا في رجل استضاف قومًا ، وتركوه في النهار ، النهار كله ما أعطوهم شيء ، ولما كان في الليل جاؤوا بلبن، بلبن أكثره ماء ، ما جاؤوا به في النهار ، لئلا يراه ، فقالوا : نأتي به في الليل أكثره ماء ويكفي الطعام ، فقال :
" حتى إذا جنَّ الظلامُ واختَلَط *** جاؤوا بِمذْقٍ هلْ رأيتَ الذئبَ قَط " .
المذق : المخلوط ، بمذق هذه مذق نكرة تحتاج إلى صفة ، الصفة : هل رأيت الذئب قط ، هل : استفهام ما تكون صفة لخبر ، قالوا التقدير : جاؤوا بمذق مقول فيه : هل رأيت الذئب قط ، وش تتصورون هذا اللبن لونه إيش ؟ أشهب ، رمادي ، نعم ، عرفتم ؟ والشاعر اختار الذئب ، لأنه سَبُع الليل ، هو الذي يأتي في الليل ، فكأنه قال : هذا اللبن لونه لون الذئب ، وزمن حضوره زمن حضور الذئب ، هذا على كل حال جئنا به لتعلموا أنه إذا جاء في كلام العرب ما يخالف قواعد النحويين ، فإن قواعد النحويين لا تحكم على العرب ، بل يجب إيش ؟
الطالب : أن نقدر .

الشيخ : أن نقدّر ما يصح به الكلام على القواعد ، وربما يأتي إنسان ويقول : ليش نقدّر ، ما دمنا أسّسنا أننا لا نحكم على العرب لماذا لا نقول : إنه إذا فُهِم المعنى فلا حرج أن تكون الجملة خبرية ، أو إيش ؟ أو إنشائية ؟
ولهذا لو قال قائل : جاء الذي ما أظرفه ، جاء الذي ما أظرفه ، نعم ، جملة : ما أظرفه : تعجبية لإنشاء المدح ، ليست خبرية ، فهل يصح أن تقع خبرًا ؟
الطالب : نعم .

الشيخ : لا ، قصدي أن تقع صلة ؟
الطالب : لا .

الشيخ : على القاعدة التي ذكرنا ما يصح ، فماذا نعمل إذا عبّر هذا التعبير وقال : جاء الذي ما أظرفه ؟
الطالب : جاء الذي يقال فيه ما أظرفه .

الشيخ : جاء الذي يقال فيه ما أظرفه ، واضح ؟ طيب ، وإذا قلت : حضر الطلبة الذين ما أفْهَمَهُم للنحو ، يصح التعبير ولا ما يصح ؟
الطالب : يصح .

الشيخ : يصح التعبير معنىً ولا لفظًا ؟
الطالب : معنى .

الشيخ : إن شاء الله لفظاً ومعنىً ، حضر الطلبة الذين ما أفهمهم للنحو ، نقول : هذا إن شاء الله إيش ؟ تعبير صحيح لفظًا ومعنىً ، لكن على القواعد ؟
الطالب : لا يصح .

الشيخ : لا ، يصحح ، يقال فيهم ، يقال فيهم ما أفهمهم ، طيب .
قول المؤلف : " يلزم بعده صِلَة " ، وأتى بالصلة بعد الموصول ، هل يؤخذ منه أنه لابد أن لا يُفصَل بين الصلة والموصول بأجنبي ؟! نعم ؟
الطالب : لا .

الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا .

الشيخ : لا ، يؤخذ منه ، يؤخذ منه ، لأنه لابد أنَّ الصلة تلي الموصول ، لأنها صلته لا يتم إلا بها ، فلو جيء بأجنبي ؟
الطالب : ما صح

الشيخ : نعم ، ما صح ، لو قلت مثلًا : جاء الذي زيدٌ قائم في البيت ، تريد أن تكون : " في البيت " صلة للذي ، يصح ولا لا ؟
الطالب : لا يصح .

الشيخ : لا يصح ، يعني لا يجوز أن يُفصل بين الصلة والموصول بأجنبي منهما ، أما إذا كان غير أجنبي فلا بأس ، مثاله : جاء الذي زيدًا أَكرمَه ، يعني : جاء الذي أكرمَ زيدًا ، هذا لا بأس ، لأن زيدًا مفعول للفعل الذي وقع صلة ، فليس أجنبياً مِن الصلة ، إذن يُشترط في الصلة أن لا يُفصل بينها وبين الموصول بأجنبي ، طيب ، فأمَّا قول الشاعر ، يصف الذئب حين لاقاه ، ولم يكن حوله إلا الذئب قال : " تَعَشَّى " : يخاطب الذئب يقول :
" تَعَشَّى فإنْ عاهدتَنِي لا تَخونُنِي *** نكنْ مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبانِ "
وش فيه هذا ؟ " نكنْ مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبانِ " ، هنا فصل بإيش ؟
الطالب : بالمنادى .

الشيخ : بالمنادى ، قالوا : هذا شاذ ، لأن المنادى أجنبي مِن الصلة لكنه سهّل سهولة أنه يخاطب الذئب ، فقال : " نكنْ مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبانِ " .
الطالب : انتهى الوقت .

الشيخ : انتهى الوقت تقول ؟
الطالب : نعم .

Webiste