تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفـــع... - ابن عثيمينالشيخ : ثمّ قال :" فانصب به مفـــعوله إن لم يَنُبْ *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب "فانصب به، أي: بالفعل المتعدّي، مفعوله، ومفعول هنا مفرد مضاف فيعمّ المفعو...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به مفـــعوله إن لم ينب *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثمّ قال :
" فانصب به مفـــعوله إن لم يَنُبْ *** عن فاعل نحو تدبرت الكتب "
فانصب به، أي: بالفعل المتعدّي، مفعوله، ومفعول هنا مفرد مضاف فيعمّ المفعول الواحد والمفعولين والثلاثة، وقوله: " إن لم ينب عن فاعل " يعني: إن لم ينب المفعول عن الفاعل فإنه يُعطى حكم الفعل فيكون مرفوعًا أو منصوبًا؟
الطالب : مرفوعًا.

الشيخ : مرفوعًا، مثل نحو: تدبرتُ الكتب، تدبّرت تدبّر هنا متعدٍّ، والكتب مفعول به، فأفادنا المؤلف رحمه الله بهذين البيتين أفادنا تعريف المعدَّى وأفادنا حكم المعدَّى، تعريف المعدَّى إيش؟ هو ما يصحّ أن تصل به ها غير المصدر، وحكمه أنه يُنصب به مفعوله، إلاّ أن ينوب المفعول عن الفاعل فإنه يكون مرفوعًا كما سبق في النائب عن الفاعل، طيب الإعراب: انصب به، انصب،، الفاء أولًا للتقرير، وانصب: فعل أمر، وبه: جار ومجرور متعلّق بانصب، ومفعوله: مفعول انصب، إن لم ينب عن فاعل، إن: شرطيّة، ولم: حرف نفي وجزم وقلب، وينب: فعل مضارع مجزوم بلم، والجملة في محلّ جزم فعل الشّرط، عن فاعل: جار ومجرور متعلّق بينب، نحو: خبر مبتدأ محذوف، تقدير ذلك: نحو تدبّرت الكتب، ونحو: مضاف وتدبّرت الكتب: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جرّه فتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها الحكاية.
الطالب : كسرة كسرة.

الشيخ : كسرة نعم، كسرة مقدّرة على آخره منع من ظهورها الحكاية، أين جواب الشّرط؟ إن لم ينب عن فاعل.
الطالب : محذوف نعرفه من سياق الجملة.

الشيخ : محذوف، وقيل: لا يحتاج إلى جواب، لا مقدّرًا ولا مذكورًا، أما الذين قالوا إنه محذوف قالوا التّقدير: إن لم ينب عن فاعل فانصب به، لا حاجة إلى هذا، وعليه فنقول إن مثل هذا التركيب لا يحتاج فيه الشرط إلى جواب أصلًا، قوله : " فانصب به مفعوله إن لم ينب " هل هذا يدل على أنه لا بد من وجود المفعول؟ لا، لكن إذا وُجد المفعول وجب نصبه بالفعل المتعدِّي، وإلاّ فقد يحذف المفعول ألم يجدك يتيما فآوى المفعول محذوف تقديره؟
الطالب : فآواك.

الشيخ : فآواك، ووجدك ضالًّا فهدى فهداك، ووجدك عائلًا فأغنى أغناك، لكن المعنى: أنه ينصب المفعول سواء كان مذكورًا أو محذوفًا،طيب، قوله ألم يجدك يتيما فآوى قلتم: فآواك ألا يمكن أن نقول فآواك وآوى بك؟
الطالب : نعم.

الشيخ : بدل أن كنت فقيرًا تحتاج إلى من تأوِي إليه أصبحت أنت مأوى، نعم، وهذا صحيح فمعنى الآية: آواك وآوى بك، وقد قال أبو طالب في لاميّته المشهورة :
" وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل "
" ثمال اليتامى عصمة للأرامل " يعني: أنه يتولّى الأيتام ويواسيهم ويجبر كسرهم، والأرامل يعصمهم، واضح يا جماعة؟
الطالب : واضح.

الشيخ : طيب هدى ، أي: هداك وهدى بك، أي نعم فآواك آواك وآوى بك، والثانية ووجدك ضالًّا فهدى هداك وهدى بك، ووجدك عائلًا فأغنى أغناك وأغنى بك، ولهذا امتنّ النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصار بهذا فقال: ألم أجدكم ضلاّلًا فهداكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، ومتفرّقين فجمعكم الله بي قالوا الله ورسوله أمنّ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم اعترف لهم بالفضل وقال: لو شئتم لقلتم:كنت طريدًا فآويناك ونسيت بقيّة الحديث، على كلّ حال إن الله تعالى آوى النبي صلى الله عليه وسلم وآوى به، وهداه وهدى به، وأغناه وأغنى به، والله أعلم.

Webiste