تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف يكون إخلاص العمل ؟ - ابن عثيمينالسائل : إخلاص العمل يا شيخ كيف يكون؟الشيخ : إخلاص العمل أن العبادة لا يراد بها إلا وجه الله والدار الأخرة، لا يراد بها الدنيا يعني لا يصلي الإنسان لأجل...
العالم
طريقة البحث
كيف يكون إخلاص العمل ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : إخلاص العمل يا شيخ كيف يكون؟

الشيخ : إخلاص العمل أن العبادة لا يراد بها إلا وجه الله والدار الأخرة، لا يراد بها الدنيا يعني لا يصلي الإنسان لأجل أن يمدح ويقال ما أقومه للصلاة ما أكثر صلاته وما أشبه ذلك بحيث يجعل عمله خالصا لله عز وجل يريد به الثواب من عنده، بعض الناس ربما يجتهد في العبادة ليقال إن فلانا كثير الصلاة إن فلانا كثير العمرة إن فلانا كثير الحج إن فلانا كثير الصدقات وهذا يخل بالإخلاص قال الله عز وجل: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } وقال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } والله لو تأمّل الإنسان هذه الأية لاتعظ كثيرا، ما خلقت إلا للعبادة عبادة الله وش وجودك في الدنيا؟ لتعمر الدنيا؟ لتبني القصور؟ لتركب السيارات الفخمة؟ لترفّه جسدك؟ خُلقت للعبادة ومن خلق للعبادة ينبغي أن يجعل عمله كله عبادة ولهذا كان الموفّقون الكيّسون يجعلون عاداتهم عبادة والغافلون يجعلون عباداتهم عادة، تجد الموفق وأسأل الله أن يجعلني ومن سمع منهم تجده إن أكل يأكل امتثالا لأمر الله لأن الله أمر به: { كُلُوا وَاشْرَبُوا } ويقصد بالأكل حفظ بدنه وهو مأمور بحفظ بدنه، إن أكل يريد الاستعانة به على طاعة الله فيكون أكله الأن الذي يتلذّذ به أكلا وشربا، يكون طعامه الذي يتلذذ به أكلا وشربا يكون عبادة، إن لبس ينوي بذلك ستر عورته وسوأته عن الناس ثم يتذكّر بهذا أنه كما يحب أن يستر عورته الحسية عن الناس فليستر عورته المعنوية بالتوبة إلى الله ولهذا لما قال الله عز وجل: { يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءاتِكُمْ } وهذا اللباس الضروري { وَرِيشًا } وهذا لباس الجمال قال: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } فإذا نوى واستحضر بقلبه عند اللباس هذا المعنى صار للباسه؟

السائل : عبادة.

الشيخ : عبادة وهكذا جميع العادات يستطيع المؤمن الموفّق الكيّس أن يجعل عاداته عبادات والغافل عباداته عادات، اعتاد إنه إذا أذّن يروح المسجد ويصلي واعتاد أنه إذا جاء رمضان صام واعتاد أنه إذا جاء وقت الزكاة تصدّق وهو في غفلة ولهذا النية لها مدخل عظيم في العبادات، في الوضوء مثلا أكثرنا إذا جاء وقت الصلاة أو أراد أن يصلي نافلة قام وتوضأ وصلى لكن هل منا من يستحضر أنه إذا كان يصلي يمتثل أمر الله في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } ؟ هل يستحضر أنه يطبّق قول الله عز وجل: { فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } عند غسل وجهه؟ الذي ينبغي لنا أن نستحضر هذا ونُخلص لله عز وجل ونقول أغسل وجهي امتثالا لأمر الله، أغسل يدي امتثالا لأمر الله، أمسح رأسي امتثالا لأمر الله، أغسل رجلي امتثالا لأمر الله ثم يستحضر أيضا معنى ءاخر أنني أفعل هذا اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكأني أشاهد الرسول عليه الصلاة والسلام يتوضأ على هذه الكيفية حينئذ نحقّق في هذا الاستحضار نحقق الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحقيقة أن الإنسان إذا عرف قدره وقدر حياته استطاع بمعونة الله عز وجل أن يقلب عاداته عبادات وأن يُكمّل عباداته باستحضار هذه النيّات ويكون حقّق قول الله عز وجل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } أسأل الله تعالى أن يمن علي وعليكم وعلى من سمع بهذه النيّات الطيبة.

السائل : اللهم ءامين، جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وبارك فيكم.
الأخت السائلة تقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ حفظكم الله.

Webiste