الشيخ : الكتاب الثاني " تهذيب تهذيب الكمال " للحافظ ابن حجر العسقلاني هذه المزايا الثلاث ليست موجودة فيه مطلقا وهو يسرد أسماء شيوخ المترجم وتلامذته سردا لا يراعي في ذلك الترتيب مطلقا وهذا يتطلب وقتا وجهدا وبخاصة إذا كان المترجَم من الأئمة المحدثين المشهورين ويكون معروفا بكثرة شيوخه وبكثرة الآخذين عنه فحينئذٍ سيأخذ وقت البحث عن الشيخ أو عن التلميذ مدى طويلا فهذه الفوائد الثلاث لا توجد في كتاب " تهذيب التهذيب " ولكن تأكيدا لما قلته آنفًا لا يغني كتاب عن كتاب فتهذيب التهذيب يستدرك على أصله التهذيب ما قد يكون قد فاته أو يكون أنه اختصره كخطة وضعها لكتابه فهو يستدرك عليه فوائد لا نجدها في الكتاب الأول من أهمها : أن يستدرك أقوال أئمة الجرح والتعديل في هذا المترجَم أولئك الأئمة الذين لم يتعرض الحافظ المزي لذكر أقوالهم بالمترجَم ولذلك فلا يمكن الاستغناء بأحد الكتابين عن الآخر وإنما لا بد له حينما احتاج إلى أن يراجع ترجمة راو ما أن يعود إلى الكتابين في أكثر الأحيان أقول في أكثر الأحيان لأن الفوائد الثلاث التي ذكرتها آنفًا قد لا يكون المسلم بحاجة إلى معرفتها في بعض الأحيان التي تتعلق برجل معروف عند الباحث فهو يريد والحالة هذه أن يجمع أقوال أئمة الجرح والتعديل بأوسع ما يمكن حينئذٍ يعود فورا إلى " تهذيب التهذيب " ويستغني بذلك عن الرجوع إلى أصله وهو " تهذيب الكمال " هذا هو جواب ذاك السؤال الذي طرح علي ونحن ذاهبون للمسجد .