تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلام الشيخ على مزايا * تهذيب الكمال * للمزي عل... - الالبانيالشيخ : ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده رسوله أما بعد فإن خي...
العالم
طريقة البحث
كلام الشيخ على مزايا * تهذيب الكمال * للمزي على كتاب * تهذيب التهذيب * للعسقلاني .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده رسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما والجمع الحاضر يرغب في الإجابة عن أسئلتهم التي توفرت منذ أيام كثيرة فلا بد لي من أن أستجيب لرغبتهم وأبدأ بالإجابة عن سؤال كان وجهه إلي أحد إخواننا ونحن منطلقون إلى المسجد قلت له مثل هذا السؤال الجواب عليه لا ينبغي أن يكون إلا في مجلس علمي خاص ولما كان الأمر كما يقول المثل السائر : " صاحب الدار أدرى بما فيها " وما دام أن صاحب الدار قد رغب مني أن أتوجه إلى الإجابة عن أسئلة طلاب العلم فإذن يسوغ لي الآن ليس فقط أن أكمل الجواب عن ذاك السؤال الذي كان بيني وبين السائل بل لا بد من إعادة السؤال والإجابة عليه ابتداء لتتم الفائدة لجميع الحاضرين ذاك السؤال كان الحقيقة مما يشعرني بأن هناك بعض إخواننا ممن أخذوا يهتمون بعلم الحديث ودراسة رجاله ورواته هذه الدراسة التي لا يمكن لطالب العلم أن يتمكن في معرفة الحديث الصحيح من الضعيف إلا بها كان ذاك السؤال ما هو الفرق بين كتابين اثنين أحدهما " تهذيب الكمال " للحافظ المزي والآخر " تهذيب التهذيب " للحافظ العسقلاني أو لعل السؤال كان ليس هكذا وإنما كان أيهما المفضل من الكتابين ؟فأجبت بالجواب التالي وما تمكنت من إكماله لأننا قد أدركتنا الصلاة كان جوابي كالتالي : لا يمكن تفضيل أحد الكتابين على الآخر لأن في كل منهما من الفوائد التي تختص به ما لا يوجد في الكتاب الآخر وبدأت بشرح مزية الكتاب الأول " تهذيب الكمال " للحافظ المزي فذكرت أولا : أن هذا الكتاب يستوعب في ترجمة المترجَم كل شيوخه وكل الآخذين عنه يستوعب استيعابا كاملا يكاد أن يكون استقصاء والاستقصاء بمعنى الكلمة أمر صعب وبخاصة في هذا المجال ولكن يجد الباحث في تراجم هذا الكتاب جما غفيرا في أكثرها من شيوخ المترجَم والآخذين عنه أو المتتلمذين عليه هذه الفائدة الأولى التي لا نكاد نجدها في كتاب آخر ليس فقط في " تهذيب التهذيب " بل وفي أي كتاب آخر من حيث استقصاء شيوخ المترجَم وتلامذته .الفائدة الثانية : أنه يرتب أسماء هؤلاء الشيوخ والتلامذة المذكورين في ترجمة المترجم الواحد يرتبها ترتيبا على الحروف الهجائية ترتيبا دقيقا كالقواميس المعروفة في هذا العصر الحاضر . وهذا يوفر على الباحث وقتا كثيرًا جدًّا جدا لأنه قد يكون الشيخ الذي أنت تبغى وتريد أن تعرف هل هو من شيوخ هذا المترجَم أو لا قد يكون مثلًا اسمه يحيى أو ياسين يعني أول اسمه حرف الياء بالنسبة للكتب الأخرى غير مرتبة هذا الترتيب الدقيق لا بد أن تقرأ أسماء الشيوخ أو التلامذة من أولهم إلى آخرهم ثم قد لا تجد من اسمه يحيى الذي تريد أن تعرفه هل هو من شيوخ هذا المترجم أو من تلامذته أما " تهذيب الكمال " فيغنيك عن البحث إطلاقا لأنك ستعود رأسا إلى حرف الياء في نفس المترجم حينما يذكر الشيوخ يرتب الشيوخ كما هو ترتيب التراجم كلها فبدل أن تمسك أسماء الشيوخ من أولهم إلى آخرهم رأسا تقفز إلى حرف الياء وإذا كان اسمه أحمد مثلًا فهو يعينك عن أن تقرأ عشرات الأسماء لأنك ستبدأ بحرف الألف فهذه المزية الثانية هي توفر أيضًا وقتا طويلا للباحث .المزية الثالثة ولعلها الأخيرة : أن من دقة هذا الإمام الحافظ بحق أنه حينما يذكر أسماء شيوخ المترجَم أو تلامذة المترجَم فهو يرمز على كل اسم ب يرمز للكتاب الذي روى عنه المترجَم وهو يرمز مثلًا خاء فوق الاسم ميم دال تاء خاء إلى آخره فهو أيضًا يقدم لك هذه الفائدة مباشرة بدون أي جهد فتعرف أن هذا الشيخ لهذا الراوي أين روى عنه من الكتب الستة أو هذا التلميذ الذي روى عن هذا المترجم في أي كتاب من هذه الكتب قد روى عنه هذه المزايا الثلاث لا توجد إلا في هذا الكتاب ولكن كما قلت ابتداء في الجواب لا يغني كتاب عن كتاب ولذلك فعلى كل طالب علم أن يجمع ما تيسر له من الكتب حتى يتيسر له أن يجمع من الفوائد أكثرها وأطيبها .

Webiste