تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على اختلاف ألفاظ حديث بن عمر رضي الل... - ابن عثيمينالشيخ : هذه ألفاظ حديث ابن عمر في مسلم رحمه الله، وكما تعلمون أن فيها بعض الإختلاف، فمنها أنه ثبت أنه طلقها تطليقة واحدة، ولهذا قال مسلم في أول سياق الأ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على اختلاف ألفاظ حديث بن عمر رضي الله عنهما : ( ... طلق ابن عمر امرأته وهى حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذه ألفاظ حديث ابن عمر في مسلم رحمه الله، وكما تعلمون أن فيها بعض الإختلاف، فمنها أنه ثبت أنه طلقها تطليقة واحدة، ولهذا قال مسلم في أول سياق الألفاظ قال جود الليث تطليقة واحدة، لئلا يرد عليه ما ذكره ابن سيرين أنه بقي عشرين سنة يحدث أنه طلقها ثلاثا، ومنها أن بعض الألفاظ يدل على أنه رخص له أن يطلقها بعد الطهر من الحيضة التي طلق فيها، حيث أمره أن يطلقها طاهرا أو حاملا، وهذا لا شك أنه مقتضى القواعد لأنها إذا طهرت من الحيضة التي طلق فيها ولا سيما إذا قلنا بعدم وقوع الطلاق فإنه يكون طلقها وهي طاهر طهرا لم يجامع فيه، لكن على الرواية الأخرى التي فيها الزيادة أنه يتركها حتى الحيضة الثانية فتطهر قد يقال إن الألفاظ اختلفت بناء على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان أراد أن يؤجل عليه الأمر حيث استعجله على وجه لا يجوز، وأن بعض الرواة ذكر ما تدل عليه القاعدة الشرعية في أنه إذا طهرت من الحيضة التي وقع فيها الطلاق فله أن يطلق، ولكن لو قال قائل: هل النفاس مثل الحيض؟ بمعنى أنه يحرم فيه الطلاق، فالجواب: لا ليس مثل الحيض وذلك لأنه إذا طلقها وهي نفساء شرعت في العدة فيكون قد طلق للعدة، لأن النفاس لا يعتبر من العدة ولا يحسب من العدة، فإذا طلقها في النفاس شرعت من حين أيش؟ من حين أن يطلق بخلاف الحيض، لأن في الحيض إذا طلقها أثناء الحيضة ألغي بقية الحيضة فلا يكون طلق للعدة أما في النفاس فإن العدة تبدأ من حين أن يطلق وعلى هذا فيقع الطلاق، وإلى متى العدة؟ حتى يعود عليها الحيض فتعتد بثلاثة قروء، والغالب أن المرأة إذا كانت ترضع لا يأتيها الحيض حتى تفطم الصبي، نعم، وفيه أيضا تغيظ الرسول عليه الصلاة والسلام يدل على تحريم الطلاق في الحيض ومن أجل ذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وكثير من المفتين الآن يأتيه الرجل يستفتي يقول أنه طلق في الحيض فتجده يجيبه بجواب على أحد قولين إما الوقوع أو عدم الوقوع لكنه يجيبه ببرودة، وهذا لا ينبغي، ينبغي أن الإنسان في هذه الحال يظهر الغضب والسخط لهذا الفعل المحرم، حتى يكون متأسيا بمن؟ برسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك في الطلاق الثلاث ينبغي أيضا أن لا يتسرع الإنسان في الإفتاء بأنه واحدة لأنه إذا تسرع في الحال صار كأنه شيء حلال بل كما يقول العوام يرص المستفتي ويكلف عليه ويشق عليه إذا كان يريد أن يفتيه بأن الطلاق الثلاث واحدة حتى لا يتساهل الناس، وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لما سمع رجلا طلق زوجته ثلاثا قال: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم وهذه كلمة شديدة، نعم.

Webiste