تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قراءة من الشرح مع العليق - ابن عثيمينالقارئ : " قوله : اقض بيني وبين هذا الكاذب إلى آخره . قال جماعة من العلماء معناه هذا الكاذب إن لم ينصف ، فحذف الجواب ، وقال القاضي عياض قال المازري : هذ...
العالم
طريقة البحث
قراءة من الشرح مع العليق
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " قوله : اقض بيني وبين هذا الكاذب إلى آخره . قال جماعة من العلماء معناه هذا الكاذب إن لم ينصف ، فحذف الجواب ، وقال القاضي عياض قال المازري : هذا اللفظ الذي وقع لا يليق ظاهره بالعباس وحاش لعلي أن يكون فيه بعض هذه الأوصاف فضلا عن كلها ولسنا نقطع بالعصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن شهد له بها ، لكنا مأمورون بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين ونفي كل رذيلة عنهم ، وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها ، قال : وقد حمل هذا المعنى بعض الناس على أن أزال هذا اللفظ من نسخته تورعا عن إثبات مثل هذا ، ولعله حمل الوهم على رواته ، قال المازري : وإذا كان هذا اللفظ لا بد من إثباته ولم نضف الوهم إلى رواته فأجود ما حمل عليه أنه صدر من العباس على جهة الإدلال على ابن أخيه لأنه بمنزلة ابنه وقال مالا يعتقده وما يعلم براءة ذمة بن أخيه منه ، ولعله قصد بذلك ردعه عما يعتقد أنه مخطئ فيه وأن هذه الأوصاف يتصف بها لو كان يفعل ما يفعله عن قصد ، وأن عليا كان لا يراها إلا موجبة لذلك في اعتقاده ، وهذا كما يقول المالكي شارب النبيذ ناقص الدين ، والحنفي يعتقد أنه ليس بناقص ، فكل واحد محق في اعتقاده ، ولا بد من هذا التأويل لأن هذه القضية جرت في مجلس فيه عمر رضي الله عنه وهو الخليفة وعثمان وسعد وزبير وعبد الرحمن رضي الله عنهم ، ولم ينكر أحد منهم هذا الكلام مع تشددهم في إنكار المنكر ، وما ذلك إلا لأنهم فهموا بقرينة الحال أنه تكلم بما لا يعتقد ظاهره مبالغة في الزجر ، قال المازري : وكذلك قول عمر رضي الله عنه إنكما جئتما أبا بكر فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا وكذلك ذكر عن نفسه أنهما رأياه كذلك ، وتأويل هذا على نحو ما سبق ، وهو أن المراد أنكما تعتقدان أن الواجب أن نفعل في هذه القضية خلاف ما فعلته أنا وأبو بكر فنحن على مقتضى رأيكما لو أتينا ما أتينا ونحن معتقدان ما تعتقدانه لكنا بهذه الأوصاف ، أو يكون معناه أن الإمام إنما يخالف إذا كان على هذه الأوصاف ويتهم في قضاياه ، فكأن مخالفتكما لنا تشعر من رآها أنكم تعتقدان ذلك فينا والله أعلم ، قال المازري : وأما الاعتذار عن علي والعباس رضي الله عنهما في أنهما ترددا إلى الخليفتين مع قوله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ما تركناه فهو صدقة . وتقرير عمر رضي الله عنه أنهما يعلمان ذلك ، فأمثل ما فيه ما قاله بعض العلماء أنهما طلبا أن يقسماها بينهما نصفين ينفقان بها على حسب ما ينفعهما الإمام بها لو وليها بنفسه ".

الشيخ : ...
القارئ : ...

الشيخ : أنا عندي في هذه المسالة أن الإنسان عند الخصومة يغضب ويغتاظ ويغيب ، ألم يقل الرجل للنبي عليه الصلاة والسلام وهو أنصاري لما حكم لهم في شراج الحرَّة قال للزبير : اسْق ثم أرسل لجارك ، قال له الرجل : أن كان ابن عمّتك يا رسول الله ؟ وهذه كلمة أعظم من الكلمة التي قالها العباس لعلي، لأن معناها أنك حكمت له لكونه ابن عمّتك لا لأن هذا هو الحق، لكن الإنسان عند الخصومة يغضب، ويخرج عن طوره، ويتكلّم بكلام لا يليق، وإذا قُلنا بهذا وهو أمر فطري معلوم، فلا حاجة لهذه الأجوبة الطويلة التي هي متكلّفة في الواقع.
نعم.

Webiste