تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول المصنف :" والنية شرط ". - ابن عثيمينالشيخ : بالصلاة أنها صلاة وبالفريضة أنها فرض وبالحج أنه حج وبالصوم أنه صوم وهذا يتكلم عنه مَن ؟ أهل الفقه الوجه الثاني مما الذي يبحث فيه في النية القصد ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول المصنف :" والنية شرط ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بالصلاة أنها صلاة وبالفريضة أنها فرض وبالحج أنه حج وبالصوم أنه صوم وهذا يتكلم عنه مَن ؟ أهل الفقه الوجه الثاني مما الذي يبحث فيه في النية القصد المعمول له لا قصد تعيين العبادة وتمييزها بل قصد المعمول له وهو الإخلاص وضده الشرك والذي يتكلم على هذا مَن ؟ أرباب السلوك يعني فيه باب التوحيد وما يتعلق به وهذا الأخير أهم من الأول لأنه هو لبٌّ الإسلام وخلاصة الدين الإخلاص لله عز وجل يعني يكون الإنسان مثلا يعين الصلاة هذه بأنها فريضة وأنها ظهر أو عصر وما أشبه ذلك لا يساوي أن يقصد بذلك وجه الله أو يقصد بذلك الرياء هذا أهمّ وهذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يعتني به وهو إخلاص النية لمن لله عز وجل وكما ينبغي بل يجب إخلاص النية لله يجب المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فلنتذكر عند فعل العبادات شيئين الأول نتذكر أمر الله بهذه العبادة حتى نؤديها وكأننا نمتثل أمر الله عندما نتوضأ ما نجي نقول نحن الآن نبي نتوضأ لأن نبي نصلي والوضوء شرط لصحة الصلاة بل ينبغي أن نتوضأ لأن الله قال { اغسلوا وجوهكم وأيديكم } فنكون بذلك ممتثلين لأمر الله سبحانه وتعالى وكذلك نستحضر أن أمامنا إمامنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحقق بذلك المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم النية شرط لصحة العمل ولا لقبوله وإجزائه ولا للكل للكل لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات" ولأن الله تعالى قيّد كثيرا من الأعمال في القرآن قيّدها بقوله ابتغاء وجه الله مثل قوله تعالى { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } { والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة } وما أشبه ذلك من الآيات التي تدل على أنه لابد من النية فالنية شرط لجميع العبادات وهل ينطق بها الإنسان أو لا ينطق وإذا قلنا بالنطق فهل ينطق سرا أو جهرا الصحيح أنه لا ينطق بها وأن التعبد لله بالنطق بها بدعة ينهى عنه ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا ينطقون بالنية أبدا ما حفظ ذلك عنهم ولو كان النطق بالنية مشروعا لبينه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الحالي أو المقالي ولم يبينه الله فدل هذا على أنه ليس من شرعه فإذا أردت أن تتوضأ لا تقل نويت أن أتوضأ أن تصلي لا تقل نويت أن أصلي وإذا أردت أن تصوم ما تقول ما نويت أن أصوم وكان أهلنا يعلموننا ونحن صغار أن نقول اللهم إني نويت الصيام إلى الليل ما أدري هو ما زال باقي أم لا !

السائل : ما نسمعه .

الشيخ : ما سمعتم بها على كل حال هذا ماهو مشروع بقي علينا الحج هل يسن النطق بالنية فيه لا ، لا يسن لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال اللهم إني نويت أن أحج أو نويت النسك الفلاني وإنما يلبي بالحج فيظهر النية ويكون العقد بالنية سابقا على التلبية لكن إذا كان الإنسان يحتاج إلى اشتراط في نسكه هل يحتاج إلى النطق بالنية ويقول اللهم إني أريد كذا وإن حبسني ولّا لا ما هو شرط ليس بشرط أن يقول نويت بل له أن يقول اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني بدون أن ينطق بالنية بدون أن ينطق فإذا النية شرط الدليل قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" والكلام عليها من وجهين من جهة تعيين العمل ليتميز عن غيره وهذا الوجه يتكلم عليه مَن ؟ الفقهاء ومن جهة تعيين المعمول له وهو الإخلاص وهذا يتكلم عليه أرباب السلوك والسير إلى الله عز وجل ويذكر ذلك في كتب التوحيد محلها القلب ولا يسن التلفظ بها لا سرا ولا جهرا والمشهور من المذهب عند الأصحاب أنه يسن النطق بها سرا ولكن هذا ضعيف لعدم وروده أما القول بأنه يسن النطق بها جهرا فهذا أضعف وأضعف وفيه أيضا من التشويش على الناس لاسيما في صلاة الجماعة ما هو ظاهر ويذكر أن بعض العامة سمع شخصا يصلي في المسجد الحرام مأموما وعندما أراد أن يكبر قال اللهم إني نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات خلف إمام المسجد الحرام يوم بغى يكبر قال له اصبر وش عندك قال اذكر اليوم تاريخ اليوم والمكان باقي عليه لا الساعة ما قال تاريخ اليوم في اليوم الفلاني يوم الأربعاء مثلا الموافق كذا وكذا من الشهر فالرجل انتبه لأنه ما حاجة إنك تبين لله عز وجل ماذا نويت لأن الله يعلم مافي قلبك ثم إن النية ليست بالأمر الصعب وإن كانت عند بعض أهل الوسواس صعبة لكنها في الحقيقة ليست صعبة لأن كل إنسان عاقل مختار يعمل عملا فلا بد أن يكون ذلك مسبوقا بالنية رجل قرّب الماء وقال بسم الله وغسل كفيه وتمضمض واستنشق إلى آخره هل يُعقل أنه فعل ذلك بدون النية وهو عاقل ومختار لا يمكن ولهذا قال بعض العلماء لو أن الله كلفنا عملا بلا نية لكان من تكليف مالا يطاق لو قال الله لنا توضؤوا ولا تنووا صلوا ولا تنووا يمكننا هذا ولا ما يمكن لا يمكن أبدا فالنية ليست بالأمر الصعب وما يرد على قلوب بعض الناس من صعوبتها فهذا من الوسواس فأنت عندما تحضر ما حاجة إلى تعب حتى أن شيخ الإسلام رحمه الله قال في نية الصوم إذا تعشى الإنسان ليلة من ليالي رمضان فإن عشاءه يدل على نيته لو ما نوى الصوم من الغد السبب إن اللي يتعشى في رمضان يلاحظ أنه سوف يتسحر في آخر الليل فلا يكثر العشاء كما يكثره إذا كان في غير الصوم .

Webiste