تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنتم قال : " إنكم تعملون أعمالا هي أدق في أعينكم م...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه قال " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات رواه البخاري وقال الموبقات المهلكات ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنتم قال : " إنكم تعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات "
أنس بن مالك رضي الله عنه عمّر فبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم حوالي تسعين سنة فتغيرت الأمور في عهده رضي الله عنه واختلفت أحوال الناس وصاروا يتهانون في بعض الأمور العظيمة، العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم مثل صلاة الجماعة كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتخلف أحد عنها إلا منافق أو مريض معذور ولكن الناس تهانوا بها ولم يكونوا على ما كان عليه الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل إن الناس في عهدنا صاروا يتهانون بالصلاة نفسها لا بصلاة الجماعة فقط فلا يصلون أو يصلون ويخلون أو يؤخرون الصلاة عن وقتها كل هذه أعمال يسيرة عند بعض الناس لكنها في عهد الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات
كذلك أيضا الغش في عهد النبي عليه الصلاة والسلام قال من غش فليس منا لكن انظر إلى الناس اليوم تجد أن الغش عندهم أهون من كثير من الأشياء بل إن بعضهم والعياذ بالله يعدّ الغش من الشطارة في البيع والشراء والعقود ويرى أن هذا من باب الحذق والذكاء والدهاء نسأل الله العافية مع أن النبي عليه الصلاة والسلام تبرأ من الإنسان الذي يغش الناس من ذلك الكذب الكذب من الأشياء العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم يرونه من الموبقات لكنه عند كثير من الناس يعده أمرا هينا لكن كثيرا من الناس يعده أمرا هينا فتجده يكذب ولا يبالي بالكذب مع أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وربما يكذب في أمور أخطر فيجحد ما يجب عليه للناس أو يدّعي ما ليس له ويحاكمهم عند القاضي ويحلف على ذلك فيكون والعياذ بالله ممن يلقى الله وهو عليه غضبان إلى غير ذلك من المسائل الكثيرة التي يعدها الصحابة رضي الله عنهم من الموبقات من المهلكات ولكن الناس اختلفوا فصارت في أعينهم أدق من الشعر وذلك لأنه كلما قوي الإيمان عظمت المعصية عند الإنسان وكلما ضعف الإيمان خفت المعصية في قلب الإنسان ورآها أمرا هينا يتهاون ويتكاسل عن الواجب ولا يبالي لأنه ضعيف الإيمان والله الموفق

Webiste