تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : فالتقوى إذن سبب لزيادة الفهم ويدخل في ذلك أيضا الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميّز بها حتى بين الناس بمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو ص...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )) والآيات في الباب كثيرة معلومة ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فالتقوى إذن سبب لزيادة الفهم ويدخل في ذلك أيضا الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميّز بها حتى بين الناس بمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق أنه بر أو فاجر حتى إنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره ولم يعرف عنه شيئا بسبب ما أعطاه الله من الفراسة
ويدخل في ذلك أيضا ما يحصل للمتقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم ومن ذلك ما حصل لكثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم يخطب على المنبر في المدينة فسمعوه يقول في أثناء الخطبة " يا سارية الجبل يا سارية الجبل " فتعجبوا من يخاطب وكيف يقول هذا الكلام في أثناء الخطبة فإذا الله سبحانه وتعالى قد كشف له عن سرية في العراق كان قائدها سارية بن زنيب وكان العدو قد حصرهم فكشف الله لعمر عن هذه السرية كأنما يشاهدها رأي عين فقال لقائدها يا سارية الجبل يعني تحصن بالجبل فسمعه سارية وهو القائد وهو في العراق ثم اعتصم بالجبل هذه أيضا من التقوى لأن كرامات الأولياء كلها جزاء لهم على تقواهم لله عز وجل
فالمهم أن من آثار التقوى أن الله تعالى يجعل للإنسان فرقانا يفرّق به بين الحق والباطل وبين البر والفاجر وبين أشياء كثيرة لا تحصل لغير المتقي
الثانية الفائدة الثانية قال ويكفر عنكم سيئاتكم وتكفير السيئات يكون بالأعمال الصالحة فإن الأعمال الصالحة تكفر الأعمال السيئة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر وقال النبي صلى الله عليه وسلم العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فالكفارة تكون بالأعمال الصالحة وهذا يعني أن الإنسان إذا اتقى الله سهّل له الأعمال الصالحة التي يكفّر الله بها عنه
الفائدة الثالثة قال ويغفر لكم بأن ييسركم للاستغفار والتوبة فإن هذا من نعمة الله على العبد أن ييسره للاستغفار والتوبة ومن البلاء للعبد أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب ليس بذنب فيصرّ عليه والعياذ بالله كما قال الله تعالى قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا كثير من الناس لا يقلع عن الذنب لأنه زين له والعياذ بالله فألفه وصعب عليه أن ينتشل نفسه منه لكن إذا كان متقيا لله عز وجل سهّل الله له الإقلاع عن الذنوب حتى يغفر له وربما يغفر الله له بسبب تقواه فتكون تقواه كالمكفرة لسيئاته كما حصل لأهل بدر رضي الله عنهم فإن الله اطلع على أهل البدر وقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فتقع الذنوب من أهل بدر مغفورة يغفرها الله عز وجل لما حصل منهم من الغزوة العظيمة التي نفع الله بها المسلمين
والله ذو الفضل العظيم أي صاحب الفضل العظيم الذي لا يعدله شيء ولا يوازيه شيء فإذا كان الله تعالى موصوفا بهذه الصفة فاطلب الفضل منه سبحانه وتعالى وذلك بتقواه والرجوع إليه والله أعلم

Webiste