تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .سبق لنا الآيات التي ذكرها المؤلف رحمه الله في باب اليقين والتوكل ثم ساق بعض الآيات في هذا ومنها قوله تعالى  وتوكل على ال...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) وقال تعالى (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) وقال تعالى (( فإذا عزمت فتوكل على الله )) والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة معلومة وقال تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) أي كافيه وقال تعالى (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )) والآيات في فضل التوكل كثيرة معروفة ... " . ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا الآيات التي ذكرها المؤلف رحمه الله في باب اليقين والتوكل ثم ساق بعض الآيات في هذا ومنها قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وهو الله عز وجل اعتمد عليه في أمورك كلها دقيقها وجليلها لأن الله عز وجل إذا لم ييسر لك الأمر لم يتيسر لك ومن أسباب تيسيره أن تتوكل عليه لاسيما إذا داهمتك الأمور وكثرت الهموم وازدادت الخطوب فإنه لا ملجأ لك إلا الله عز وجل فعليك بالتوكل عليه والاعتماد عليه حتى يكفيك وفي قوله تعالى الذي لا يموت دليل على امتناع الموت على الرب عز وجل كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فالله عز وجل لا يموت لكمال حياته فإنه دائما هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء
ثم إنه سبحانه وتعالى لا ينام أيضا لكمال حياته وقيوميته قال الله تعالى الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم أما الإنس والجن فإنهم ينامون ويموتون وأما الرب عز وجل فإنه لا ينام لأنه غني عن النوم البشر ينامون لأنهم بحاجة له فإن الأبدان تتعب وتسأم وتمل والنوم راحة راحة عما مضى من التعب وتجديد نشاط لما يستقبل من العمل أما الله سبحانه وتعالى فإنه لا تأخذه سنة ولا نوم
وقال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه أي كافيه فإذا توكلت على الله كفاك كل شيء وإذا توكلت على غير الله وكلك الله إليه ولكنك تخذل ولا تتحقق لك أمورك وقال تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياتهم زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون أولئك هم المؤمنون حقا إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم أي إذا ذكرت عظمته وجلاله وسلطانه خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف يمرض أياما حتى يعوده الناس أما نحن قلوبنا قاسية نسأل الله لنا أن يليّن قلوبنا فإنها تتلى علينا آيات الخوف وتمر وكأنها شراب بارد نسأل الله العافية لكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وخاف كان بعض السلف إذا قيل له اتق الله ارتعد حتى يسقط ما في يده أما قلوبنا الآن أحجار أو أشد يقال للإنسان اتق الله اتق الله اتق الله ولكن لا يستفيد وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا إذا سمعوا كلام الله عز وجل ازدادوا إيمانا من وجهين:
الوجه الأول: التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة
والثاني: القبول والإذعان لأحكام الله فيمتثلون ما أمر الله به فيزداد بذلك إيمانهم وينتهون عما نهى الله عنه تقرّبا إليه وخوفا منه فيزداد إيمانهم فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا إيمانا من هذين الوجهين وهكذا إذا رأيت من نفسك أنه كلما تلوت القرآن ازددت إيمانا فإن ذلك من علامات التوفيق أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمداواة نفسك عليك بمداواة نفسك لا أقول أن تذهب إلى المستشفى تأخذ جرعة من حبوب أو مياه أو غيرها ولكن عليك بمداواة القلب فإن القلب إذا لم ينتفع بالقرآن ولم يتعظ به فإنه قلب قاسٍ مريض نسأل الله العافية فأنت يا أخي أنت طبيب نفسك لا تذهب للناس اقرأ القرآن إن رأيت أنك تتأثر به إيمانا وتصديقا وامتثالا فهنيئا لك فأنت مؤمن وإلا فعليك بدواء نفسك داو نفسك قبل أن يأتيك موت لا حياة بعده أعني موت قلب أما موت الجسد فبعده حياة بعده بعث جزاء حساب يقول عز وجل وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون على ربهم فقط يتوكلون وهنا قدّم المعمول على ربهم إشارة إلى الاختصاص والحصر وأنهم لا يتوكلون إلا على الله عز وجل لأن غير الله إذا توكلت عليه فإنما توكلت على شخص مثلك مثلك ولا يحرص على منفعتك كما تحرص أنت على منفعة نفسك ولكن اعتمد على الله عز وجل ولهذا قال وعلى ربهم يتوكلون لا على غيره يعتمدون على الله في أمور دينهم وفي أمور دنياهم الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون يقيمون الصلاة يأتون بها مستقيمة بواجباتها وشروطها وأركانها ويكملونها بمكملاتها ومن ذلك أن يصلوها في أوقاتها ومن ذلك أن يصلوها مع المسلمين في مساجدهم لأن صلاة الجماعة كان الناس لا يتخلفون عنها إلا منافق أو معذور قال ابن مسعود رضي الله عنه " لقد رأيتنا " يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام " وما يتخلف عنها " أي عن الصلاة " إلا منافق أو مريض ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين " يعني رجل مريض " يؤتى به يهادى بين الرجلين " يعني معناه ماسكه اثنين " يمشون به رويدا رويدا حتى يقام في الصف " لا يثنيهم عن الحضور إلى المساجد حتى المرض رضي الله عنهم أما كثير من الناس اليوم فإنهم على العكس من ذلك يتكاسلون ويتأخرون عن صلاة الجماعة ولهذا لو قارنت بين الصلوات النهارية وصلاة الفجر لرأيت فرقا بينا لأن الناس يلحقهم الكسل في صلاة الفجر من نوم ولا يهتمون بها كثيرا ومما رزقناهم ينفقون أي ينفقون أموالهم في مرضاة الله وحسب أوامر الله وفي المحل المناسب أولئك هم المؤمنون حقا حقا هذه توكيد للجملة التي قبلها يعني أحق ذلك حقا لهم مغفرة ورزق كريم نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم

Webiste