تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة ) رواه مسلم . وعن أبي صفوان عبد الله بن بسر الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله رواه الترمذي ) وقال: حديث حسن .... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بكثرة السجود عليك يعني الزم كثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة وهذاك الحديث السابق حديث ربيعة بن مالك الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما قال أسألك مرافقتك في الجنة قال أعني على نفسك بكثرة السجود ففيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من السجود وقد سبق لنا أن كثرة السجود يستلزم كثرة الركوع والقيام والقعود لأن كل ركعة فيها سجودان وفيها ركوع واحد ولا يمكن أن تسجد في الركعة الواحدة ثلاثة سجدات أو أربعا لا إذن كثرة السجود يستلزم كثرة الركوع والقيام والقعود ثم بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يحصل للإنسان من الأجر فيما إذا سجد وهو أنه يحصل له فائدتان عظيمتان الفائدة الأولى أن الله يرفعك بها درجة يعني منزلة عنده وفي قلوب الناس وكذلك في عملك الصالح يرفعك الله بها درجة والثانية الفائدة الثانية يحط عنك بها خطيئة والإنسان يحصل له الكمال بزوال ما يكره وحصول ما يحب فرفع الدرجات مما يحبه الإنسان وحط الخطايا مما يكره الإنسان فإذا رفع له درجة وحط عنه به خطيئة فقد حصل على مطلوبه ونجا من مرهوبه أما حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه فيقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس من طال عمره وحسن عمله هذا خير الناس لأن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله زاد قربا إلى الله وزاد رفعة في الآخرة لأن كل عمل يعمله مما زاد به عمره فهو يقرّبه إلى ربه عز وجل فخير الناس من وفق لهذين الأمرين أما طول العمر فإنه من الله وليس للإنسان فيه تصرّف لأن الأعمار بيد الله عز وجل وأما حسن العمل فإن بإمكان الإنسان أن يحسن عمله لأن الله تعالى جعل له عقلا وأنزل الكتب وأرسل الرسل وبيّن المحجة وأقام الحجة فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملا صالحا ولكن إذا عمل عملا صالحا فإن بعض الأعمال الصالحة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها سبب لطول العمر مثل صلة الرحم قال النبي عليه الصلاة والسلام من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه فصلة الرحم من أسباب طول العمر فإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمره فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله من أجل أن يكون من خير الناس وفي هذا دليل على أن مجرّد طول العمر ليس خيرا للإنسان إلا إذا حسن عمله لأنه أحيانا يكون طول العمر سوءا للإنسان وضررا عليه وشرا عليه كما قال الله تبارك وتعالى ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين فهؤلاء الكفار يملي الله لهم يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات لا لخير لهم ولكنه شر لهم والعياذ بالله لأنهم سوف يزدادون بذلك إثما ومن ثم كره بعض العلماء أن يدعو للإنسان بطول البقاء قال لا تقل " أطال الله بقاءك " إلا مقيدا قل " أطال الله بقاءك على طاعته " لأن طول البقاء قد يكون شرا للإنسان نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله وحسنت خاتمته وعاقبته إنه جواد كريم

Webiste