شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) متفق عليه وفي رواية لمسلم ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوى بها القداح حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلا باديا صدره فقال: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم الجملة الأولى مؤكدة بثلاثة مؤكدات، بالقسم المقدر، واللام لتسون، ونون التوكيد أو ليخالفن الله بين وجوهكم يعني: إن لم تسووا الصفوف خالف الله بين وجوهكم، وهذه الجملة أيضًا مؤكدة بثلاثة مؤكدات، بالقسم، واللام، والنون، يعني: إن لم تسووا الصفوف خالف الله بين وجوهكم، واختلف العلماء رحمهم الله في معنى المخالفة مخالفة الوجه، فقال بعضهم: إن المعنى أن الله يخالف بين وجوههم مخالفة حسية، مخالفة حسية بحيث يلوي الرقبة حتى يكون وجه هذا مخالفًا لوجه هذا والله على كل شيء قدير، فهو عز وجل قلب بني آدم قردة قال لهم: كونوا قردة فكانوا قردة، فهو قادر على أن يلوي رقبة الإنسان حتى يكون وجهه من عند ظهره، وهذا هذه العقوبة حسية، وقال بعض العلماء: بل المراد بالمخالفة المخالفة المعنوية، يعني: مخالفة القلوب لأن القلب له اتجاه فإذا اتفقت القلوب على وجهة واحدة حصل في هذا الخير الكثير، وإذا اختلفت تفرقت الأمة، فالمراد بالمخالفة مخالفة القلوب، وهذا التفسير أصح لأنه قد ورد في بعض الألفاظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم وفي رواية: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وعلى هذا فيكون المراد بقوله: أو ليخالفن الله بين وجوهكم أي: بين وجهات نظركم وذلك باختلاف القلوب، وعلى كل حال ففي هذا دليل على وجوب تسوية الصفوف، وأنه يجب على المأمومين أن يسووا صفوفهم، وأنهم إن لم يفعلوا ذلك فقد عرضوا أنفسهم لعقوبة الله والعياذ بالله، وهذا القول أعني وجوب تسوية الصف هو الصحيح، والواجب على الأئمة أن ينظروا في الصف أن ينظروا في الصف فإذا وجدوا فيه اعوجاجًا أو تقدمًا أو تأخرًا نبهوا على ذلك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يمشي على الصفوف يسويها بيده الكريمة عليه الصلاة والسلام، فمن أول الصف إلى آخره، ولما كثر الناس في زمن الخلفاء أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يسوي الصفوف إذا أقيمت الصلاة، فإذا جاء وقال: إنها قد استوت كبر للصلاة، وكذلك فعل عثمان رضي الله عنه كان قد وكل رجلًا يسوي صفوف الناس، فإذا جاء وقال: قد استوت كبر، وهذا يدل على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بتسوية الصف، ولكن مع الأسف الآن أن المأمومين لا يبالون بالتسوية، يتقدم الإنسان أو يتأخر لا يبالي، وربما يكون مستويًا مع أخيه في أول الركعة ثم عند السجود يحصل مع الاندفاع تقدم أو تأخر ولا يسوونها إذا قاموا إلى الركعة الثانية، بل يبقون على ما هو عليه وهذا خطأ، المهم أنه يجب تسوية الصف، فإذا قال قائل: إذا كانوا إذا كان هناك إمام ومأموم فقط فهل يتقدم الإمام قليلًا أو يساوي المأموم؟ فالجواب: أنه يساوي المأموم، لأنه إذا كان إمام ومأموم فالصف واحد لا يمكن أن يكون المأموم خلف الإمام وحده، بل هم صف واحد، والصف الواحد يسوى فيه، خلافًا لما قاله بعض أهل العلم: إنه يتقدم الإمام قليلًا لأن هذا لا دليل عليه، بل الدليل على خلافه وهو أنه يسوى بين الإمام والمأموم إذا كانوا اثنين، ثم قال في رواية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنه يسوي بها القداح القداح هي ريش السهم، وكانوا يسوونها تمامًا بحيث لا يتقدم شيء على شيء، مثل المشط البندق يكون مستويًا كأنما يسوي بها القداح حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه يعني: فهمنا وعرفنا أن التسوية لا بد منها خرج ذات يوم فرأى رجلًا باديًا صدره فقال: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فدل هذا على سبب قول الرسول عليه الصلاة والسلام: لتسون صفوفكم بأن سببه أنه رأى رجلًا باديًا صدره فقط لأن ظاهر صدره شوي على الصف، فدل ذلك على أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتفقد الصف وأنه يتوعد من تقدم بهذا الوعيد لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فأرجو منكم يا أيها الإخوة أن تنقلوا هذه المسألة إلى أئمتكم وإلى مأموميكم حتى يتبين لهم الأمر ويتضح ولا يحصل تهاون بين الناس، والله الوفق.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم الجملة الأولى مؤكدة بثلاثة مؤكدات، بالقسم المقدر، واللام لتسون، ونون التوكيد أو ليخالفن الله بين وجوهكم يعني: إن لم تسووا الصفوف خالف الله بين وجوهكم، وهذه الجملة أيضًا مؤكدة بثلاثة مؤكدات، بالقسم، واللام، والنون، يعني: إن لم تسووا الصفوف خالف الله بين وجوهكم، واختلف العلماء رحمهم الله في معنى المخالفة مخالفة الوجه، فقال بعضهم: إن المعنى أن الله يخالف بين وجوههم مخالفة حسية، مخالفة حسية بحيث يلوي الرقبة حتى يكون وجه هذا مخالفًا لوجه هذا والله على كل شيء قدير، فهو عز وجل قلب بني آدم قردة قال لهم: كونوا قردة فكانوا قردة، فهو قادر على أن يلوي رقبة الإنسان حتى يكون وجهه من عند ظهره، وهذا هذه العقوبة حسية، وقال بعض العلماء: بل المراد بالمخالفة المخالفة المعنوية، يعني: مخالفة القلوب لأن القلب له اتجاه فإذا اتفقت القلوب على وجهة واحدة حصل في هذا الخير الكثير، وإذا اختلفت تفرقت الأمة، فالمراد بالمخالفة مخالفة القلوب، وهذا التفسير أصح لأنه قد ورد في بعض الألفاظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم وفي رواية: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وعلى هذا فيكون المراد بقوله: أو ليخالفن الله بين وجوهكم أي: بين وجهات نظركم وذلك باختلاف القلوب، وعلى كل حال ففي هذا دليل على وجوب تسوية الصفوف، وأنه يجب على المأمومين أن يسووا صفوفهم، وأنهم إن لم يفعلوا ذلك فقد عرضوا أنفسهم لعقوبة الله والعياذ بالله، وهذا القول أعني وجوب تسوية الصف هو الصحيح، والواجب على الأئمة أن ينظروا في الصف أن ينظروا في الصف فإذا وجدوا فيه اعوجاجًا أو تقدمًا أو تأخرًا نبهوا على ذلك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يمشي على الصفوف يسويها بيده الكريمة عليه الصلاة والسلام، فمن أول الصف إلى آخره، ولما كثر الناس في زمن الخلفاء أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يسوي الصفوف إذا أقيمت الصلاة، فإذا جاء وقال: إنها قد استوت كبر للصلاة، وكذلك فعل عثمان رضي الله عنه كان قد وكل رجلًا يسوي صفوف الناس، فإذا جاء وقال: قد استوت كبر، وهذا يدل على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بتسوية الصف، ولكن مع الأسف الآن أن المأمومين لا يبالون بالتسوية، يتقدم الإنسان أو يتأخر لا يبالي، وربما يكون مستويًا مع أخيه في أول الركعة ثم عند السجود يحصل مع الاندفاع تقدم أو تأخر ولا يسوونها إذا قاموا إلى الركعة الثانية، بل يبقون على ما هو عليه وهذا خطأ، المهم أنه يجب تسوية الصف، فإذا قال قائل: إذا كانوا إذا كان هناك إمام ومأموم فقط فهل يتقدم الإمام قليلًا أو يساوي المأموم؟ فالجواب: أنه يساوي المأموم، لأنه إذا كان إمام ومأموم فالصف واحد لا يمكن أن يكون المأموم خلف الإمام وحده، بل هم صف واحد، والصف الواحد يسوى فيه، خلافًا لما قاله بعض أهل العلم: إنه يتقدم الإمام قليلًا لأن هذا لا دليل عليه، بل الدليل على خلافه وهو أنه يسوى بين الإمام والمأموم إذا كانوا اثنين، ثم قال في رواية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنه يسوي بها القداح القداح هي ريش السهم، وكانوا يسوونها تمامًا بحيث لا يتقدم شيء على شيء، مثل المشط البندق يكون مستويًا كأنما يسوي بها القداح حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه يعني: فهمنا وعرفنا أن التسوية لا بد منها خرج ذات يوم فرأى رجلًا باديًا صدره فقال: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فدل هذا على سبب قول الرسول عليه الصلاة والسلام: لتسون صفوفكم بأن سببه أنه رأى رجلًا باديًا صدره فقط لأن ظاهر صدره شوي على الصف، فدل ذلك على أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتفقد الصف وأنه يتوعد من تقدم بهذا الوعيد لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فأرجو منكم يا أيها الإخوة أن تنقلوا هذه المسألة إلى أئمتكم وإلى مأموميكم حتى يتبين لهم الأمر ويتضح ولا يحصل تهاون بين الناس، والله الوفق.
الفتاوى المشابهة
- كيفية تسوية الصفوف في صلاة الجماعة - اللجنة الدائمة
- تسوية الصفوف في الصلاة - ابن عثيمين
- تسوية الصفوف - اللجنة الدائمة
- هل المراد بقول "الإمام استووا واعتدلوا "يعني... - ابن عثيمين
- الكلام على أن الاختلاف في الظاهر يؤدِّي إلى ال... - الالباني
- الكلام على أن الاختلاف في الظاهر يؤدِّي إلى ال... - الالباني
- استدلاله أيضا بحديث التسوية بين الصفوف وفيه قو... - الالباني
- حكم تسوية الصفوف في الصلاة - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصل... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين