شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم ... ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وهذه السنة المراد بها يعني من ابتدأ العمل بالسنة وليس من أحدث، لأنه من أحدث في الإسلام ما ليس منه فهو رد وليس بحسن، لكن المراد من سنَّها أي صار أول من عمل بها كهذا الرجل الذي جاء بالصرة رضي الله عنه، فدل هذا على أن الإنسان إذا وفق لسَنِّ سنة حسنة في الإسلام سواء بادر إليها أو أحياها بعد أن أميتت، لأن السنة في الإسلام ثلاثة أقسام:
سنة سيئة: وهي البدعة فهي سيئة وإن استحسنها من سَنَّها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة وسنة حسنة: وهي على نوعين: النوع الأول: أن تكون السنة مشروعة ثم يترك العمل بها ثم يجددها من يجددها، مثل: قيام رمضان بإمام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته في أول الأمر الصلاة بإمام في قيام رمضان، ثم تخلف خشية أن تفرض على الأمة، ثم ترك الأمر في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر، ثم رأى عمر رضي الله عنه أن يجمع أن يجمع الناس على إمام واحد ففعل، فهو رضي الله عنه قد سَنَّ في الإسلام سنة حسنة لأنه أحيا سنة كانت قد تركت، أو القسم الثاني من السنن الحسنة: أن يكون الإنسان أول من يبادر إليها، مثل: حال الرجل الذي بادر بالصدقة حتى تتابع الناس ووافقوه على ما فعل، فالحاصل أن من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ولا سنة حسنة إلا ما جاء به الشرع، وقد أخذ هذا الحديث أولئك القوم الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه، فيبتدعون أذكارًا ويبتدعون صلوات ما أنزل الله بها من سلطان ثم يقولون: هذه سنة حسنة، نقول: لا كل بدعة ضلالة ليس في البدع من حسن كلها ضلالة وكلها سيئة، لكن المراد في الحديث من سابق إليها وأسرع كما هو ظاهر السبب سبب الحديث، أو من أحياها بعد أن أميتت فهذا له أجرها وأجر من عمل بها، وفي هذا الحديث الترغيب الترغيب في فعل السنن التي أميتت وتركت وهجرت فإنه يكتب لمن أحياها أجرها وأجر من عمل بها، وفيه التحذير من السنن السيئة وأن من سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، حتى لو كانت في أول الأمر سهلة ثم توسعت فإن عليه وزر هذا التوسع، مثل لو لو أن أحدًا من الناس رخص لأحد في شيء من المباح الذي يكون ذريعة واضحة إلى المحرم وقريبًا فإنه إذا توسع الأمر بسبب ما أفتى به الناس فإن عليه الوزر ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، نعم لو كان الشيء مباحًا ولا يخشى منه أن يكون ذريعة إلى محرم فلا بأس للإنسان أن يبينه للناس كما لو كان الناس يعتادون أو يظنون أن هذا الشيء محرم وليس بمحرم، ثم يبينه للناس من أجل أن يتبين الحق ولكن لا يخشى عاقبته فهذا لا بأس به، أما شيء تخشى عاقبته فإنه يكون عليه وزره ووزر من عمل به، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين.
سنة سيئة: وهي البدعة فهي سيئة وإن استحسنها من سَنَّها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة وسنة حسنة: وهي على نوعين: النوع الأول: أن تكون السنة مشروعة ثم يترك العمل بها ثم يجددها من يجددها، مثل: قيام رمضان بإمام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته في أول الأمر الصلاة بإمام في قيام رمضان، ثم تخلف خشية أن تفرض على الأمة، ثم ترك الأمر في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر، ثم رأى عمر رضي الله عنه أن يجمع أن يجمع الناس على إمام واحد ففعل، فهو رضي الله عنه قد سَنَّ في الإسلام سنة حسنة لأنه أحيا سنة كانت قد تركت، أو القسم الثاني من السنن الحسنة: أن يكون الإنسان أول من يبادر إليها، مثل: حال الرجل الذي بادر بالصدقة حتى تتابع الناس ووافقوه على ما فعل، فالحاصل أن من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ولا سنة حسنة إلا ما جاء به الشرع، وقد أخذ هذا الحديث أولئك القوم الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه، فيبتدعون أذكارًا ويبتدعون صلوات ما أنزل الله بها من سلطان ثم يقولون: هذه سنة حسنة، نقول: لا كل بدعة ضلالة ليس في البدع من حسن كلها ضلالة وكلها سيئة، لكن المراد في الحديث من سابق إليها وأسرع كما هو ظاهر السبب سبب الحديث، أو من أحياها بعد أن أميتت فهذا له أجرها وأجر من عمل بها، وفي هذا الحديث الترغيب الترغيب في فعل السنن التي أميتت وتركت وهجرت فإنه يكتب لمن أحياها أجرها وأجر من عمل بها، وفيه التحذير من السنن السيئة وأن من سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، حتى لو كانت في أول الأمر سهلة ثم توسعت فإن عليه وزر هذا التوسع، مثل لو لو أن أحدًا من الناس رخص لأحد في شيء من المباح الذي يكون ذريعة واضحة إلى المحرم وقريبًا فإنه إذا توسع الأمر بسبب ما أفتى به الناس فإن عليه الوزر ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، نعم لو كان الشيء مباحًا ولا يخشى منه أن يكون ذريعة إلى محرم فلا بأس للإنسان أن يبينه للناس كما لو كان الناس يعتادون أو يظنون أن هذا الشيء محرم وليس بمحرم، ثم يبينه للناس من أجل أن يتبين الحق ولكن لا يخشى عاقبته فهذا لا بأس به، أما شيء تخشى عاقبته فإنه يكون عليه وزره ووزر من عمل به، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث:( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها..) - الالباني
- ما معنى حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...... - الالباني
- الحكم على بحديث: "من سن في الإسلام..." ومعنا - ابن باز
- الجواب عن الشبهة الأولى لِمَن يقسم البدع إلى ب... - الالباني
- شرح حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة. - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديثي من أحدث في أمرنا ومن سن سنة حسنة - اللجنة الدائمة
- الجواب عن الشبهة الأولى لمن يقسم البدع إلى بدع... - الالباني
- ما هو شرح حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين