تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب " باب من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها " ذكر رحمه الله حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب فقال: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )) إلى آخر الآية (( إن الله كان عليكم رقيبا )) والآية الأخرى التي في آخر الحشر (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد )) تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم ... ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب " باب من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها " ذكر رحمه الله حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه وهو حديث عظيم يتبين منه حرص النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته صلوات الله وسلامه عليه، فبينما هم مع الرسول صلى الله عليه وسلم في أول النهار إذ جاء قوم من مضر عامتهم أو كلهم من مضر مجتابي النمار متقلدي السيوف رضي الله عنهم، يعني أن الإنسان ليس عليه إلا ثوب قد اجتابه يستر به عورته قد ربطه على رقبته، ومعهم السيوف استعدادًا لما يؤمرون به من الجهاد رضي الله عنه فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم يعني تغير وتلون لما رأى فيهم من الحاجة وهم من مضر من أشراف قبائل العرب وقد بلغتهم الحاجة إلى هذه الحال، ثم دخل بيته عليه الصلاة والسلام ثم خرج ثم أمر بلالًا فأذن ثم صلى ثم خطب، خطب الناس عليه الصلاة والسلام وحمد الله وأثنى عليه كعادته، ثم قرأ قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ثم حث على الصدقة فقال: تصدق رجل بديناره تصدق بدرهمه تصدق بثوبه تصدق بصاع بره تصدق بصاع تمره حتى ذكر ولو شق تمرة وكان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على الخير وأسرعهم إليه وأشدهم مسابقة، فخرجوا إلى بيوتهم فجاءوا بالصدقات حتى جاء رجل بصرّة معه في يده كادت تعجز يده عن حملها بل قد عجزت من فضة ثم وضعها بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم رأى جرير يقول: رأيت كومة أو قال: كومًا من الطعام والثياب وغيرها قد جُمع في المسجد، فصار وجه النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن تمعر صار يتهلهل كأنه مذهبة يعني: من شدة بريقه ولمعانه وسروره عليه الصلاة والسلام لما حصل من هذه المسابقة التي فيها سد حاجة هؤلاء الفقراء، ثم قال صلى الله عليه وسلم: من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وهذه السنة المراد بها يعني من ابتدأ العمل بالسنة وليس من أحدث لأنه.

Webiste