تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب باب التعاون على البر والتقوى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:  من جهز...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ) متفق عليه . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل فقال ( لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما ) رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب باب التعاون على البر والتقوى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا وهذا من التعاون على البر والتقوى، إذا جهز الإنسان غازيًا يعني براحلته ومتاعه وسلاحه، ثلاثة أشياء: الراحلة والمتاع والسلاح، إذا جهزه بذلك فقد غزا، أي: كتب له أجر الغازي لأنه أعانه على الخير، وكذلك من خلفه في أهله بخير فقد غزا، يعني لو أن الغازي أراد أن يغزو ولكنه أشكل عليه أهله من يكون عندهم، فانتدب رجلًا من المسلمين وقال أنا أخلفك في أهلك بخير، فإن هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي أجر الغازي لأنه أعانه، إذًا فإعانة الغازي تكون على وجهين: الوجه الأول: أن يعينه في رحله ومتاعه وسلاحه، والثاني: أن يعينه في كونه خلفًا عنه في أهله، لأن هذا من أكبر العون، فإن كثيرًا من الناس يشكل عليه من يكون عند أهله من يقوم بحاجتهم، فإذا قام هذا الرجل بحاجة أهله وخلفه فيهم بخير فقد غزا، ومن ذلك: ما جرى لعلي بن أبي طالب رضي الله حين خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك خلفه في أهله فقال: يا رسول الله أتدعني مع النساء والصبيان؟ فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي يعني: أن أخلفك في أهلي كما خلف موسى هارون في قومه حينما ذهب إلى ميقات ربه، ويؤخذ من هذا من هذا المثال مثال الغازي أن كل من أعان شخصًا في طاعة فله مثل أجره، فإذا أعنت طالب علم في شراء الكتب له أو تأمين السكن أو النفقة أو ما أشبه ذلك فإن لك أجرًا أي مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا وهكذا، أيضًا لو أعنت مصليًا على تسهيل مهمته في صلاته في مكانه في ثيابه في وضوئه في أي شيء فإنه يكتب لك في ذلك أجر، القاعدة العامة: أن من أعان شخصًا على طاعة من طاعات الله كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، والله الموفق.

Webiste