الشيخ : أن يستجمر الإنسان بالعظم، الاستجمار بالعظام جناية على الجن، عدوان على الجن لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن نستنجي بالعظام وقال: إنها زاد إخوانكم من الجن الجن يجدون العظام أوفر ما تكون لحمًا، العظام التي نأكل لحمها نحن ونلقيها نرميها بالأرض يجدونها الجن مكسوة اللحم يأكلونها، فإذا استجمر أحد بها فقد اعتدى عليهم وقذرها عليهم، ويخشى أن يؤذوه إذا آذاهم بهذا، على كل حال يوم القيامة يقتص للمظلوم من الظالم من حسنات الظالم إلا إذا نفدت فيؤخذ من سيئات المظلوم فيطرح عليه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: من تعدون المفلس فيكم؟ من هو المفلس الذي ليس عنده شيء، قالوا: المفلس من لا درهم عنده ولا متاع ما عنده شيء، قال: لا، المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال كبيرة عظيمة فيأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار كل شيء لا يمكن أن يضيع لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم، ولكن إذا أخذ المظلوم بحقه في الدنيا فدعا على الظالم بقدر مظلمته واستجاب الله دعاءه فيه فقد اقتص من نفسه قبل أن يموت، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ بن جبل: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب فقد يدعو المظلوم على ظالمه ويستجيب الله دعاءه، وحينئذ يكون انتهى اقتص منه في الدنيا، وأما إذا سكت ولم يعف عن صاحبه فإنه يقتص له منه في الآخرة، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.