تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  المسل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه المسلم يطلق على معان كثيرة منها: المستسلم المستسلم لغيره، يقال له: المسلم، ومنه على أحد التفسيرين قوله تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا أي قولوا: استسلمنا ولم نقاتلكم، والقول الثاني في الآية: أن المراد بالإسلام الإسلام لله عز وجل وهو الصحيح، والمعنى الثاني يطلق الإسلام على الأصول الخمسة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ويطلق الإسلام على السلامة يعني أن يسلم الناس من شره من شر الإنسان فيقال: أسلم بمعنى دخل في السلم أي: المسالمة للناس بحيث لا يؤذي الناس ومنه هذا الحديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده سلم المسلمون من لسانه فلا يسبهم ولا يلعنهم ولا يغتابهم ولا ينم بينهم ولا يسعى بينهم بأي نوع من أنواع الشر والفساد فهو قد كف لسانه، وكف اللسان من أشد ما يكون على الإنسان وهو من الأمور التي تصعب على المرء وربما يستسهل إطلاق لسانه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أفلا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسان نفسه الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بلسانه، وقال: كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ يعني هل نؤاخذ بالكلام؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ هو هل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم فاللسان من أشد الجوارح خطرًا على الإنسان اللسان والفرج، ولهذا إذا أصبح الإنسان فإن الجوارح اليدين والرجلين والعينين كل الجوارح تكفر اللسان، وكذلك أيضًا الفرج لأن الفرج فيه شهوة النكاح، واللسان فيه شهوة الكلام، وقلَّ من يسلم من هاتين الشهوتين، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه كف عنهم لا يذكرهم إلا بخير، لا يسب ولا يغتاب ولا ينم ولا يحرش بين الناس، هو رجل مسالم، إذا سمع السوء حفظ لسانه وليس كما يفعل بعض الناس والعياذ بالله، إذا سمع السوء في أخيه المسلم طار به فرحًا وطار به في البلاد نشرًا وإذاعة والعياذ بالله فإن هذا ليس بالمسلم، الثاني: من سلم المسلمون من يده من يده فلا يعتدي عليهم بالضرب أو الجرح أو أخذ المال أو ما أشبه ذلك قد كف يده، لا يأخذ إلا ما يستحقه شرعًا لا يعتدي على أحد، فإذا اجتمع الإنسان السلامة من اليد أن يسلم الناس من يده ومن لسانه فهذا هو المسلم، وعلم من هذا الحديث أن من لم يسلم الناس من لسانه أو يده فليس بمسلم، من كان ليس له هم إلا القيل والقال في عباد الله وأكل لحومهم وأعراضهم فهذا ليس بمسلم، وكذلك من كان ليس له هم إلا الاعتداء على الناس بالضرب وأخذ المال وغير ذلك مما يتعلق باليد فإنه ليس بمسلم، هكذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام وليس إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا لمجرد أن نعلم به فقط، بل لنعلم به ونعمل به، وإلا شو الفائدة ما الفائدة من كلام لا يعلم به؟ إذًا احرص إذا كنت تريد الإسلام حقًّا فاحرص على أن يسلم الناس من لسانك ويدك حتى تكون مسلمًا حقًّا، أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدين والدنيا وأن يكفنا ويكف عنا ويعافنا ويعافي منا إنه جواد كريم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Webiste