تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب النهي عن الإيذاء: قال الله تعالى: (( وال... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الإيذاء ق...
العالم
طريقة البحث
باب النهي عن الإيذاء: قال الله تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ). متفق عليه. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الإيذاء قال الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه متفق عليه
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه رواه مسلم "


الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم الإيذاء بغير حق
الإيذاء يشمل الإيذاء بالقول والإيذاء بالفعل والإيذاء بالترك أما الإيذاء بالقول فأن يسمع أخاه كلاما يتأذى به وإن لم يضره فإن ضره كان أشد إثما
والإيذاء بالفعل أن يضايقه في مكانه في جلوسه في طريقه وما أشبه ذلك
والإيذاء بالترك أن يترك شيئا يغتاظ منه أخوه المسلم فيتأذى به وإن كان لا بد كل هذا محرم وعليه هذا الوعيد الشديد وهو قول الله تبارك وتعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا احتملوا يعني تحملوا على أنفسهم البهتان وهو الكذب والإثم المبين وهو العقوبة العظيمة نسأل الله العافية
وفي قوله تعالى بغير ما اكتسبوا دليل على أنه لو أوذي الإنسان باكتسابه أي على عمل استحق أن يؤذى عليه فإنه لا بأس به كما في قوله تعالى واللذان يأتينها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما وكان هذا في أول الأمر أن اللوطي والعياذ بالله يؤذى صاحبها حتى يتوب ويعرض ثم بعد ذلك ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به قال شيخ الإسلام رحمه الله " أجمع الصحابة أن فاحشة اللواط يقتل فيها الفاعل والمفعول به " لكن المختلف كيف يقتل فبعضهم قال يرجم وبعضهم قال يلقى من أعلى شاهق في البلد ثم يتبع بالحجارة وبعضهم قال يحرق بالنار نسأل الله العافية فالمهم إن الإيذا بحق لا بأس به ومن ذلك أن يكون الرجل يكره الحق ويكره الخير فتفعل الحق فيتأذى به فهنا تأذى بحق لأن بعض الناس والعياذ بالله يتأذى إذا رأى رجلا متمسكا بالسنة تأذى به وكرهه هذا تمسك بالسنة وإن تأذى لأنك آذيته بحق
ثم ذكر حديثين أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه
المسلم هو الذي سلم المسلمون من لسانه فلا يلعنهم ولا يسبهم ولا يشتمهم ولا يغتابهم ولا ينم فيهم كل آفات اللسان المتعلقة بالخلق قد كفها فسلم الناس منه وسلم المسلمون من يده أيضا لا يعتدي عليهم بضرب ولا سرقة ولا إفساد مال ولا غير ذلك هذا هو المسلم وهذا ليس المراد بذلك أنه ليس هناك مسلم سواه لكن المعنى أن هذا من الإسلام وإلا فالمسلم من استسلم لله تعالى ظاهرا وباطنا لكن أحيانا يأتي مثل هذا التعبير من أجل الحث على هذا العمل وإن كان يوجد سواه والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ومعلوم أن المهاجر من خرج من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ليقيم دينه لكن يأتي تأتي الهجرة بمعنى آخر وهي أن يهجر الإنسان ما نهى الله عنه فلا يقول فعلا محرما ولا يفعل فعلا محرما ولا يترك واجبا بل يقوم بالواجب ويدع المحرم هذا المهاجر لأنه هجر ما نهى الله عنه
أما الحديث الثاني فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه فقوله من كان يؤمن من أحب هذا الاستفهام للتشويق وإلا فكل واحد يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة لأن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز فمن أحب ذلك فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
وبناءا على هذا ينبغي للإنسان أن يكون دائما على ذكر الايمان باليوم الآخر وتذكره لأنه لا يدري متى يأتيه الموت فليكن دائما نصب عينيه الإيمان بالله واليوم الآخر
والإنسان إذا آمن بالله عز وجل وبمقتضى أسمائه وصفاته وآمن باليوم الآخر وما فيه من الثواب والعقاب فلا بد أن يستقيم على دين الله وهذا حق الله أعني قوله وهو يؤمن بالله واليوم الآخر أما حق الآدمي فقال وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه فلا يؤذيهم لأنه لا يحب أن يؤذوه ولا يعتدي عليهم لأنه لا يحب أن يعتدوا عليه ولا يشتمهم لأنه لا يحب أن يشتموه وهلم جرا لا يغشهم في البيع والشراء وغير ذلك ولا يكذب عليهم لأنه لا يحب أن يفعل به ذلك وهذه قاعدة لو أن الناس مشوا عليها في التعامل فيما بينهم لنالوا خيرا كثيرا ويشبه هذا قول الرسول عليه السلام لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه والله الموفق

Webiste