شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم .
قال الله تعالى: (( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )) وقال تعالى: (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب تحريم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والرفق بهم " المسلم له حق على أخيه المسلم، بل له حقوق متعددة بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع كثيرة منها: إذا لقيه فليسلم عليه يلقي عليه السلام يقول: السلام عليك، أو السلام عليكم ولا يحل له أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ولكن لك أن تهجره لمدة ثلاثة أيام إذا رأيت في هذا مصلحة، ولك أن تهجره أكثر إذا رأيته على معصية أصر عليها ولم يتب منها ورأيت أن هجره يحمله على التوبة، ولهذا كان القول الصحيح في الهجر أنه مرخص فيه في خلال ثلاثة أيام وما زاد على ذلك فينظر فيه للمصلحة، إن كان فيه خير فليفعل وإلا فلا، حتى لو جهر بالمعصية إذا لم يكن في هجره مصلحة فلا تهجره، ثم ساق المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ من يعظم حرماته أي ما جعله محترمًا من الأماكن أو الأزمان أو الأشخاص، فالذي يعظم حرمات الله هو خير له عند ربه، ولو كان يكره هذا أو يشق عليه تعظيم هذا المكان كالحرمين مثلًا والمساجد، أو الزمان كالأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وما أشبه ذلك، فليحمل على نفسه وليكرهها على التعظيم، ومن ذلك تعظيم إخوانه المسلمين وتنزيلهم منزلتهم، فإن المسلم لا يحل له أن يحقر أخاه المسلم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم بحسب الباء هذه زائدة، والمعنى: حسبه من الشر أن يحقر أخاه المسلم بقلبه، أو أن يعتدي فوق ذلك بلسانه أو بيده على أخيه المسلم، فإن ذلك حسبه من الإثم والعياذ بالله، وكذلك أيضًا تعظيم ما حرمه الله عز وجل في المعاهدات التي تكون بين المسلمين وبين الكفار، فإنه لا يحل لأحد أن ينقض عهدًا بينه وبين غيره من الكفار، ولكن المعاهدون ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: قسم أتموا عهدهم فهؤلاء يتمم عهدهم، وقسم آخر خانوا ونقضوا العهد فهؤلاء ينتقض عهدهم، كما فعلت قريش في الصلح الذي جرى بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية فإنه وضعوا الحرب بينهم عشر سنين، ولكن قريشًا نقضوا العهد، فهؤلاء ينتقض عهدهم ولا يكون بيننا وبينهم عهد، والقسم الثالث: لم ينقضوا العهد ولكن نخاف منهم أن ينقضوا العهد، فهؤلاء نبلغهم بأن لا عهد بيننا وبينهم، كما قال تعالى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ وأما الأول الذين نقضوا العهد فقد قال الله فيهم: أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةَ وأما الثاني: المستقيم فقال: فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ فهذه من حرمات الله عز وجل فكل شيء جعله الله محترمًا من زمان أو مكان أو أعيان فإن الواجب على المسلم على المسلم أن يحترمه، ولهذا قال: ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه وقال: ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ الشعائر العبادات الظاهرة سواء كانت كبيرة أم صغيرة مثل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والأذان والإقامة وغيرها من شعائر الإسلام فإنها إذا عظمها الإنسان كان ذلك دليلًا على تقواه، فإن التقوى هي التي تحمل العبد على تعظيم الشعائر، ويأتي إن شاء الله الكلام على بقية الآيات.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
قال الله تعالى: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وقال تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال ".
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب تحريم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والرفق بهم " المسلم له حق على أخيه المسلم، بل له حقوق متعددة بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع كثيرة منها: إذا لقيه فليسلم عليه يلقي عليه السلام يقول: السلام عليك، أو السلام عليكم ولا يحل له أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ولكن لك أن تهجره لمدة ثلاثة أيام إذا رأيت في هذا مصلحة، ولك أن تهجره أكثر إذا رأيته على معصية أصر عليها ولم يتب منها ورأيت أن هجره يحمله على التوبة، ولهذا كان القول الصحيح في الهجر أنه مرخص فيه في خلال ثلاثة أيام وما زاد على ذلك فينظر فيه للمصلحة، إن كان فيه خير فليفعل وإلا فلا، حتى لو جهر بالمعصية إذا لم يكن في هجره مصلحة فلا تهجره، ثم ساق المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ من يعظم حرماته أي ما جعله محترمًا من الأماكن أو الأزمان أو الأشخاص، فالذي يعظم حرمات الله هو خير له عند ربه، ولو كان يكره هذا أو يشق عليه تعظيم هذا المكان كالحرمين مثلًا والمساجد، أو الزمان كالأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وما أشبه ذلك، فليحمل على نفسه وليكرهها على التعظيم، ومن ذلك تعظيم إخوانه المسلمين وتنزيلهم منزلتهم، فإن المسلم لا يحل له أن يحقر أخاه المسلم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم بحسب الباء هذه زائدة، والمعنى: حسبه من الشر أن يحقر أخاه المسلم بقلبه، أو أن يعتدي فوق ذلك بلسانه أو بيده على أخيه المسلم، فإن ذلك حسبه من الإثم والعياذ بالله، وكذلك أيضًا تعظيم ما حرمه الله عز وجل في المعاهدات التي تكون بين المسلمين وبين الكفار، فإنه لا يحل لأحد أن ينقض عهدًا بينه وبين غيره من الكفار، ولكن المعاهدون ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: قسم أتموا عهدهم فهؤلاء يتمم عهدهم، وقسم آخر خانوا ونقضوا العهد فهؤلاء ينتقض عهدهم، كما فعلت قريش في الصلح الذي جرى بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية فإنه وضعوا الحرب بينهم عشر سنين، ولكن قريشًا نقضوا العهد، فهؤلاء ينتقض عهدهم ولا يكون بيننا وبينهم عهد، والقسم الثالث: لم ينقضوا العهد ولكن نخاف منهم أن ينقضوا العهد، فهؤلاء نبلغهم بأن لا عهد بيننا وبينهم، كما قال تعالى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ وأما الأول الذين نقضوا العهد فقد قال الله فيهم: أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةَ وأما الثاني: المستقيم فقال: فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ فهذه من حرمات الله عز وجل فكل شيء جعله الله محترمًا من زمان أو مكان أو أعيان فإن الواجب على المسلم على المسلم أن يحترمه، ولهذا قال: ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه وقال: ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ الشعائر العبادات الظاهرة سواء كانت كبيرة أم صغيرة مثل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والأذان والإقامة وغيرها من شعائر الإسلام فإنها إذا عظمها الإنسان كان ذلك دليلًا على تقواه، فإن التقوى هي التي تحمل العبد على تعظيم الشعائر، ويأتي إن شاء الله الكلام على بقية الآيات.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
قال الله تعالى: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وقال تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال ".
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين