تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :تقدم الكلام على هذا الحديث ، على أكثره ، وبقي قوله عليه الصلاة والسلام :  التقوى هاهنا ويشير على صدره  ، وقد سبق لنا معن...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . رواه مسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
تقدم الكلام على هذا الحديث ، على أكثره ، وبقي قوله عليه الصلاة والسلام : التقوى هاهنا ويشير على صدره ، وقد سبق لنا معناها ، وأن المعنى أن التقوى في القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح ، وإذا زاغ القلب زاغت الجوارح والعياذ بالله ، قال الله تعالى : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين .
واعلم أن زيغ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان ، إذا كان الإنسان يريد الشر ولا يريد الخير فإنه يزيغ قلبه والعياذ بالله ، ودليل هذا قوله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
فإذا علم الله مِن العبد نية صالحة وإرادة للخير ، يسر الله له ذلك وأعانه عليه ، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى .
يقول عليه الصلاة والسلام : بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم : يعني لو لم يكن للإنسان مِن الشر إلا أن يحقر أخاه المسلم لكان كافياً ، وهذا يدل على كثرة إثم من حقر إخوانه المسلمين ، لأن الواجب على المسلم أن يعظم إخوانه المسلمين ، ويُكبِرهم ، ويعتقد لهم منزلة في قلبه ، وأما احتقارهم وازدراؤهم فإن في ذلك من الإثم ما يكفي نسأل الله السلامة.
كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه : يعني أن المسلم حرام على المسلم في هذه الأمور الثلاثة ، في كل شيء ، لأن هذه الأمور الثلاثة تتضمن كل شيء ، الدم : كالقتل والجراح وما أشبهها ، والعِرض : كالغيبة، والمال : كأكل المال ، وأكل المال له طرق كثيرة ، منها السرقة ، ومنها الغصب -وهو أخذ المال قهراً- ومنها أن يجحد ما عليه من الدين لغيره ، ومنها أن يدعي ما ليس له ، وغير ذلك .
فكل هذه أشياء حرام، يجب على المسلم أن يحترم أخاه في ماله ودمه وعرضه ، والله الموفق .

Webiste