تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :هذه الأحاديث في بيان صلة الرحم وبر الوالدين ، منها حديث زيد بين خالد الأنصاري :  أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن زيد الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه ( وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ) متفق عليه . وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور وقال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة ) رواه الترمذي وقال حديث حسن . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( طلقها ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان صلة الرحم وبر الوالدين ، منها حديث زيد بين خالد الأنصاري : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار، فقال له: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم ، والشاهد هنا حيث قال: تصل الرحم : فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلة الرحم من الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة وتباعده عن النار.
ولا شك أن كل إنسان يسعى إلى هذا الكسب العظيم : أن ينجو من النار وأن ويدخل الجنة، فإن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وكل أحد يسعى إلى ذلك، وهو يحصل بهذه الأمور الأربعة :
تعبد الله لا تشرك به شيئاً، لا شركاً أصغر ولا شركاً أكبر.
والثاني: تقيم الصلاة، تأتي بها كاملة في أوقاتها مع الجماعة إن كنت رجلاً، وبدون الجماعة أن كانت امرأة.
وتؤتي الزكاة : تؤدي ما أوجب الله عليك من الزكاة في مالك إلى مستحقه.
وتصل الرحم : تعطيهم حقهم بالصلة، والصلة حسب ما يتعارفه الناس، فما عده الناس صلة فهو صلة، وما لم يعدوه صلة فليس بصلة، إلا إذا كان الإنسان في مجتمع لا يبالون بالقرابات، ولا يهتمون بهم، فالعبرة بالصلة نفسها المعتبرة شرعاً.
ثم ذكر حديث سلمان بن عامر ، أو سليمان بن عامر الضبي في الإفطار على التمر، فإن لم يجد فعلى ماء، وأن الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي القرابة ثنتان : صدقة ، وصلة.
ولهذا قال العلماء: إذا اجتمع فقيران أحدهما من قرابتك ، والثاني من غير قرابتك ، فالذي من قرابتك أولى ، لأنه أحق بالصلة.
ثم ذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أنه له امرأة يحبها، فأمره أبوه أن يطلقها، ولكنه أبى ذلك، لأنه يحبها، فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمرَ ابن عمر بطلاقها .
وكذلك الحديث الآخر : في امرأة كانت تأمر ابنها بطلاق زوجته ، فبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صلة الرحم أو بر الوالدين سبب لدخول الجنة، وهو إشارة إلى أنه إذا بر والدته بطلاق زوجته كان ذلك سبباً لدخوله الجنة.
ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته، فإن رجلاً سأل الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- قال إن أبي يقول: طلق امرأتك، وأنا أحبها، قال: لا تطلقها، قال: أليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر، فقال له الإمام أحمد: وهل أبوك عمر؟ لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي، قد يكون ابن عمر لم يعلمه، لأنه مِن المستحيل أن عمر بأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي، هذا بعيد.
وعلى هذا فإذا أمرَ أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك، وأنت تحبها ولم تجد عليها مأخذاً شرعياً، فلا تطلقها، لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته، والله الموفق.

Webiste