تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . - ابن عثيمينالشيخ : هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف في : باب البكاء من خشية الله، أو من الشوق إليه سبحانه وتعالى: ذكر فيها عدّة أحاديث، منها حديث عبد الله بن الشِّخي...
العالم
طريقة البحث
شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف في : باب البكاء من خشية الله، أو من الشوق إليه سبحانه وتعالى:
ذكر فيها عدّة أحاديث، منها حديث عبد الله بن الشِّخير رضي الله عنه : أنه أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، وكان لصدره أزيز كأزيز المرجل : المِرجل: القدر يغلي على النار وله صوت معروف، وأزيز صدر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان من خشية الله بلا شكّ، فهذا بكاء من خشية الله.
وذكر حديث أُبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : إنَّ الله أمرني أن أقرأ عليك سورة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين فقال: أوَ سمّاني لك؟ قال: نعم، فبكى : لكن هذا البكاء يحتمل أن يكون شوقا إلى الله عزّ وجلّ، لأن أمر نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم من يقرأ هذه السورة على أُبيّ تدلّ على رفعة أبيّ بن كعب رضي الله عنه، ويَحتمل أن يكون ذلك مِن الفرح، فربما الإنسان يبكي إذا فرِح كما أنه يبكي إذا حزن.
ثمّ ذكر المؤلف رحمه الله أحاديث كلّها تدل على البكاء على الحزن على ما مضى، منها حديث أمّ أيمن رضي الله عنها، حين زارها الصّحابيان أبو بكر وعمر، أتيا إليها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما أتيا إليها بكت، فقالا لها : ما يبكيك؟ أما علمت أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالت بلى، لا أبكي أني لا أعلم -يعني بل أنا أعلم- ولكني أبكي لأن الوحي انقطع من السماء -انقطع الوحي- فبكت، فبكيا معها .
وكذلك حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين جيء إليه بالطعام وهو صائم، والصّائم يشتهي الطعام عادة، ولكنه رضي الله عنه تذكّر ما كان عليه الصّحابة الأولون، وهو -أعني عبد الرحمن من الصّحابة الأولين-، من المهاجرين رضي الله عنه، لكن احتقاراً لنفسه قال: إن مصعب بن عمير رضي الله عنه كان خيرا منه : وكان مصعب رجلاً شابًا، كان عند والديه في مكة، وكان والداه أغنياء، أمه وأبوه يلبسانه من خير اللباس، لباس الشباب والفتيان، وقد دلّلاه دلالاً عظيما فلما أسلم هجراه وأبعداه، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فكان مع المهاجرين، وكان عليه ثوب مرقع.

Webiste