تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب وآياته . - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : هذا الباب ذكره المؤلف -رحمه الله- بعد باب الزّهد في الدّنيا، يبين فيه أنه ينبغي للإنسان أن لا يُكثر من الشّهوات في أمور...
العالم
طريقة البحث
شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب وآياته .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب ذكره المؤلف -رحمه الله- بعد باب الزّهد في الدّنيا، يبين فيه أنه ينبغي للإنسان أن لا يُكثر من الشّهوات في أمور الدّنيا، وأن يقتصر على قدر الحاجة فقط، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك، وذكر آيات فيها بيان عاقبة الذبن يتّبعون الشّهوات ويضيّعون الصلوات، فقال وقول الله تعالى: فخَلَفَ من بعدهم خَلْف أضاعوا الصّلاة واتبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا * إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون شيئاً : خلف من بعدهم خلف أي : من بعد الأنبياء الذين ذكروا قبل هذه الآية ، خلف من بعدهم خلف لم يتّبعوا طريقتهم ، أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات : وإضاعة الصلاة تعني التفريط فيها: في شروطها كالطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، وفي أركانها: كالطمأنينة في الركوع والسّجود، والقيام والقعود، وفي واجباتها: كسؤال المغفرة بين السجدتين، والتسبيح في الرّكوع والسّجود، والتّشهّد الأول وما أشبه ذلك، وأشدّ من هذا الذين يضيّعونها عن وقتها فلا يصلون إلاّ بعد خروج الوقت، فإن هؤلاء إما أن يكون لهم عذر من نوم أو نسيان فصلاتهم مقبولة، ولو بعد الوقت، وإما أن لا يكون لهم عذر، فصلاتهم مردودة لا تقبل منهم ولو صلّوا ألف مرّة، واتّبعوا الشّهوات : يعني ليس لهم همّ إلاّ الشّهوات، ما تشتهيه بطونهم وفروجهم، فهم ينعّمون أبدانهم، ويتّبعون ما تتنعّم به الأبدان، ويضيعون الصّلاة والعياذ بالله، قال تعالى: فسوف يلقون غيّا إلاّ من تاب : وهذا وعيد لهم بأنهم والعياذ بالله يلقون الغيّ، إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون شيئا .
ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها في بيان عيش النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأنه ما شبع من خبز الشّعير ليلتين تباعاً، لقلّة ذات يده عليه الصّلاة والسّلام، وأنه تمضي الشهران في ثلاثة أهلّة ما يوقد في بيته نار، وإنما هو الأسودان: التمر والماء، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو شاء لسارت الجبال معه ذهباً، ولكنّه يريد أن يقتصر على الدّنيا بما يساوي الدّنيا من الحاجة فقط، والله الموفّق.

Webiste